يشكو سكان قضاء سنجار من قلة ساعات التجهيز بالكهرباء الوطنية حيث يتم تزويدهم بساعة واحدة يومياً وأحياناً تنعدم تلك الساعة ايضاً، في حين لا يمكن للكثيرين الاستفادة من كهرباء المولدات الأهلية بسبب ارتفاع سعر الأمبير الواحد.
حسب متابعات (كركوك ناو)، انخفضت ساعات التجهيز بالكهرباء في سنجار الى أدنى مستوياتها، حيث تُزود بعض المناطق بساعة واحدة خلال اليوم، فيما بعض المناطق الأخرى محرومة من الكهرباء الوطنية بتاتاً.
يقول المواطن حسو حسن مراد "في حياتي لم اشهد هذه الحالة المزرية للكهرباء، في بعض الأيام لا توجد لدينا كهرباء ولا لدقيقة واحدة."
حسو يمتلك محل لبيع الخضار والفواكه في سنجار، ويضطر لتشغيل مولدة كهربائية صغيرة بسبب أزمة الكهرباء.
"أشتري البنزين يومياً لتشغيل المولدة التي أستخدمها لإنارة المحل فقط."
كحال أغلبية المواطنين في سنجار، ليس في استطاعة حسو الاستفادة من كهرباء المولدات الأهلية وتزويد المنزل بالكمية الضرورية من أمبير الكهرباء بسبب سوء الأحوال المعيشية.
"أعرف العديد من العوائل ممن لم يقدروا على دفع كلفة الكهرباء للشهر الفائت بسبب ارتفاع تسعيرة الأمبير"، حسبما قال حسو حسن.
سعر الأمبير الواحد من كهرباء المولدات الأهلية لشهر تشرين الثاني 2020 في سنجار وصل الى 15 ألف دينار.
خدر علي، مدير دائرة الكهرباء في ناحية سنوني التابعة لسنجار قال لـ(كركوك ناو) "هناك حمل زائد على الكهرباء الوطنية بحيث لا تكفي الجميع، لذا قلّت ساعات التزويد."
وفقاً لإحصائيات مديرية الكهرباء، عدد مشتركي الكهرباء في سنوني يبلغ 14 ألف مشترك تصل حاجتهم الى الكهرباء الى أكثر من 30 ألف ميغاواط، في كمية الكهرباء التي تصل الناحية لا تتعدى 15 ميغاواط.
قلة ساعات التزويد بالكهرباء الوطنية ضاعفت سعر أمبير المولدات الأهلية
ويضيف خدر بأنه الى جانب نقص كمية الكهرباء التي تصل الناحية، تؤدي بعض العوامل الأخرى مثل مشاكل شبكات التوزيع و سوء الأحوال الجوية وسقوط أعمدة الكهرباء الى تفاقم الأزمة، لأن معالجتها تحتاج الى وقت، في حين نعاني من قلة عدد الموظفين في دائرتنا."
يعمل في دائرة كهرباء سنوني 30 موظفاً فقط، اثنان منهم مختصان بالصيانة والتصليح، فيما تملك الدائرة مركبة واحدة خاصة بأعمال الصيانة والتصليح.
أزمة الكهرباء عصفت بأهالي ناحية القحطانية (كر عزير) ايضاً خلال الشهور الماضية في ظل حرمانهم من الكهرباء الوطنية و كهرباء المولدات الأهلية، لكن الأزمة عولجت نسبياً بعد أن قامت بعض المظمات والأحزاب السياسية بتأمين عدد من المولدات الكهربائية الصغيرة للناحية.
يقول المواطن أحمد حسين حمد "في بعض الأحيان لا توجد كهرباء وطنية ليومين متتاليين، في حين كانوا يزودوننا من قبل بأكثر من 10 ساعات خلال اليوم."
يعتقد أحمد بأن تردّي وضع لكهرباء في سنجار "أمر مقصود"، الهدف منه اعاقة تأهيل المنطقة ومنع النازحين من العودة، حيث اشار الى أن متابعاته أظهرت بأن المناطق الأخرى من نينوى لا تعاني بنفس القدر من الأزمة.
وأضاف أحمد حسين "هذه الأيام مقدسة عند الايزيديين لأنهم يصومون فيها وهم بحاجة الى الكهرباء والخدمات، لكن يبدو أن الحكومة لا تكنّ لنا أي احترام."
سنجار و باقي مناطق محافظة نينوى غرقت لسنوات في أتون الحرب ضد داعش، و تكبّد القطاع العام، من ضمنه قطاع الكهرباء، أضراراً كبيرة جراء ذلك، حيث تشير احصائيات مديرية الكهرباء الى أن نسبة الأضرار في بعض المناطق تجاوزت 65%.
خوديدا جوكي، مدير ناحية سنوني، قال لـ(كركوك ناو) "أزمة الكهرباء تفاقمت في سنجار منذ حوالي 20 يوماً، ساعات التجهيز بالكهرباء الوطنية لا تتعدى ساعتين خلال اليوم، أحياناً تزوّد بالكهرباء لنصف ساعة فقط، ما أدّى الى ارتفاع سعر أمبير الكهرباء المزود من قبل المولدات الأهلية."
يقول خوديدا جوكي بأنه بعد متابعته لأسباب تردي الكهرباء، تبين بأن الخلل يكمن في المحطة الرئيسية في نينوى التي تعجز عن تأمين الامدادات الكافية من الكهرباء، "لكن الأمور في بعض المناطق الأخرى، مثل قضاء تلعفر، ليست سيئة بقدر ما هي في سنجار، ساعات التزويد هناك أكثر، بالرغم من أن القضاءين يعتمدان على مصدر واحد للكهرباء، هذا الأمر يدعو للتساؤل ولا يجب التمييز بين منطقة وأخرى."
تشهد أغلب مناطق العراق، من ضمنها اقليم كوردستان، نشوء أزمة الكهرباء بالأخص خلال فصلي الصيف والشتاء.