منظر النفايات المتراكمة على أرصفة السوق، والروائح الكريهة المنبعثة منها أصبح مصدر ازعاج للمواطنين أثناء قيامهم بالتبضع.
في أغلب الأحيان يقوم أصحاب المحال بحرق النفايات المتراكمة ما يؤدي الى انتشار دخان أسود يغطي المنطقة.
"أصحاب المحال يحرقون النفايات، فتنتشر الأدخنة التي تزعج المواطنين، لكن ليس باليد حيلة، لأن البلدية أحياناً ترفع النفايات كل ثلاثة ايام"، يقول كلش عفدي، صاحب محل في سوق ناحية سنوني التابعة لقضاء سنجار.
في أغلب الأحيان يقوم أصحاب المحال بحرق النفايات المتراكمة
واشار عفدي في حديثه لـ(كركوك ناو) الى أن تراكم النفايات سبّبَ مشاكل كبيرة للناس، لذا يناشدون البلدية و الجهات المعنية الأخرى لبذل مساعي جدية للقضاء على تلك الظاهرة.
الشوارع الرئيسية داخل سوق سنوني و معظم أزقّتها تعاني من تلك المشكلة منذ سنين، رغم وجود بلديتين في الناحية.
تراكم النفايات في أماكن قريبة من محال بيع الخضر والفواكه يثير استياء المواطنين، أما في الأحياء والأزقة فقد أصبحت مصدر خطر على الصحة العامة بسبب مخاوف انتقال البكتيريا والفيروسات الى الأطفال.
خليل سعدون، من سكنة ناحية سنوني، قال لـ(كركوك ناو) "الناس هنا يرسلون أطفالهم الى السوق، وجود النفايات يشكل خطراً على حياتهم، كما أن الباعة يبيعون الدجاج والفواكه بالقرب من أكوام النفاية."
في فصل الشتاء تختفي شوارع سنوني الرئيسية تحت الأوحال، و في الصيف تتصاعد الأتربة فيها.
طوال 40 عاماً لم تحظ الناحية بالاهتمام
لا توال العديد من الأسواق والأماكن العامة تعاني من آثار الدمار الذي خلفته المعارك التي جرت بين مسلحي داعش و القوات الأمنية العراقية.
يقول خليل "وُلِدت في سنوني، طوال 40 عاماً لم تحظ الناحية بالاهتمام، نشعر باستياء كبير، حتى لو أردنا ايصال مطالبنا فلن يفعلوا شيئاً لنا، الأفضل أن يتولى المواطنون و أصحاب المحال مهمة تنظيفها."
تراكم النفايات يأتي في الوقت الذي توجد فيه بلديتان في سنوني، احداهما رسمية وتابعة للحكومة الاتحادية العراقية، والأخرى تابعة لمجلس الادارة الذاتية في سنجار.
(كركوك ناو) حاولت مراراً الاتصال بمدير بلدية سنوني –التابعة للحكومة العراقية- جميل سفوك، لكنه لم يبد استعداداً للإدلاء بأي تصريح.
بلدية سنوني الثانية تأسست بعد استعادة القضاء من قبضة تنظيم داعش في أواخر عام 2015 من قبل مجلس الادارة الذاتية في سنجار.
ابراهيم يوسف رئيس بلدية سنوني –التابعة لمجلس الادارة الذاتية- قال لـ(كركوك ناو) "في الفترة التي لم تكن فيها بلدية الدولة موجودة هنا، كنا نحن ننظف الشوارع والأزقة، لكن عودة عدد كبير من النازحين الى ديارهم صعّب مهمتنا."
"ليس بإمكاننا تنظيف جميع أحياء وأزقة الناحية."
وناشد ابراهيم يوسف المواطنين بأن يهتم على الأقل بتنظيف البقعة الواقعة أمام منزله أو محله.
يعاني قضاء سنجار بصورة عامة من مشاكل ادارية وأمنية، نظراً لوجود قائممقامين للقضاء و أكثر من سبع قوى مسلحة، كما آلاف العوائل النازحة لم تعد الى مناطقها.
ويعزو خوديدا جوكي، مدير ناحية سنوني، بعض من تلك المشاكل الى اهمال ادارة نينوى للقضاء و عدم استجابتهم للمطالب الخصة بتوفير المعدات الضرورية لفرق البلدية.
وقال لـ(كركوك ناو) "بلدية سنوني مديونة بأكثر من 60 مليون دينار لأصحاب محطات الوقود التي تزود آليات البلدية بالوقود، الحكومة ليست مستعدة لدفع تلك الديون، الأمر الذي نتجت عنه الظروف الحالية."