تعتزم الحكومة العراقية عن طريق لجنة خاصة التحري عن أسباب "حالات الانتحار" بين النازحين الايزيديين في المخيمات، فيما تكثف مساعيها لحث النازحين على العودة الى مناطقهم الأصلية.
وزيرة الهجرة والمهجرين ايفان فائق جابرو زارت يوم الجمعة 22 كانون الثاني قضاء شيخان وأعلنت مباشرة لجنة خاصة مهامها بمتابعة ودراسة حالات "الانتحار"، كما استفسرت عن مشاكل النازحين في احد المخيمات.
اسكندر محمد أمين، مسؤول دائرة الهجرة والمهجرين في دهوك قال لـ(كركوك ناو) "الزيارة كان لها هدفان، الأول التحري عن أسباب ازدياد حالات الانتحار في صفوف النازحين، والثاني متابعة الأسباب عن طريق لجنة خاصة مشكلة لهذا الغرض."
وأضاف بأن الوزيرة شاركت في مناظرة خُصِّصّت لهذه القضية وعبّرت عن استعدادها لتقديم العون من أجل معالجة تلك المشاكل التي تؤدي الى تفاقم معدلات "الانتحار" بين النازحين.
وفقاً لإحصائية أجرتها قائممقامية قضاء سنجار –مقرها في دهوك- منذ هجوم داعش على سنجار في 3 آب 2014 لحد الآن لقي 250 ايزيدياً في مخيمات النازحين حتفهم بالرصاص أو شنقاً، أغلبهم كانوا من الإناث.
لكن الأرقام التي سُجِّلَت منذ بداية هذا العام تبدو مرعبة، حيث قضى خمسة اشخاص شنقاً أو بالرصاص أربعة منهم إناث، حسب احصائية لمنظمة داك للتنمية التي تعمل داخل المخيمات.
وذكر بيان لوزارة الهجرة والمهجرين بأنه تم تشكيل لجنة بقرار من رئاسة مجلس الوزراء لمتابعة أسباب حالات "الانتحار" و تفقّد مخيمات النازحين.
لا يزال أكثر من 200 ألف نازح ايزيدي أغلبهم يعيشون في المخيمات الواقعة في محافظة دهوك مترددين في العودة الى مناطقهم الأصلية لأسباب عديدة من بينها الظروف الأمنية، وجود ادارتين في القضاء و نقص الخدمات.
خالد قاسم، من أهالي خانة سور التابعة لسنجار ويعيش منذ أكثر من ست سنوات في مخيم شيخان للنازحين قال لـ(كركوك ناو) "وزيرة الهجرة قالت بأن الوزارة تخطط لإغلاق 10 مخيمات في دهوك خلال الأشهر المقبلة، العوائل التي لم تُدَمَّر منازلها بإمكانها العودة أما التي تعرضت منازلها لأضرار جسيمة سيتم تأمين أماكن لإقامتهم."
يقول خالد بأنه لا يؤمن بالوعود، "في العام الماضي جاءت الوزيرة الى هنا ووجّهنا ثلاثة مطالب اليها لكن أياً منها لم يُنَفَّذ."
وتمثّلَت المطالب بمعالجة مشكلة نقص مياه الشرب في المخيم، توزيع وقود التدفئة و زيادة مبلغ المساعدات المالية الشهرية المقدمة للنازحين من 11 ألف دينار الى 20 ألف دينار.
وأشار خالد قاسم الى أن "الوزيرة قالت بأن الشرطة الاتحادية تتولى حالياً حماية سنجار وبإمكان النازحين العودة وسيحاولون حل مشاكل مياه الشرب، الكهرباء والخدمات الأخرى، لكننا نريد أفعالاً لا اقوالاً."
في نهاية عام 2020 أغلقت الحكومة العراقية معظم المخيمات، باستثناء تلك الواقعة في محافظات اقليم كوردستان بموجب اتفاق بين الاقليم و بغداد.
ويقول مسؤول دائرة الهجرة والمهجرين في دهوك بأن وزيرة الهجرة أكّدت بأن عودة النازحين ستكون طوعية ولم تتحدث عن ارغام النازحين على العودة، وأضاف "الوزارة ستستمر في تقديم الخدمات وتوزيع المساعدات على النازحين من ضمنها الأغذية، وقود التدفئة والمستلزمات الأخرى."