وجّهت 27 منظمة غير حكومية عراقية طلباً عاجلاً الى كل من الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة اقليم كوردستان بشأن "تزايد حالات الانتحار" في صفوف الأقليات الدينية والقومية في العراق، بالأخص الذين تعرضوا لـ"جرائم بشعة" خلال حرب داعش التي امتدت لثلاث سنوات.
وأعلنت هذه المنظمات في اطار تحالف سمي بـ(التحالف للتعويضات العادلة) بياناً في 21 كانون الثاني أعربت فيها عن مخاوفها من ازدياد حالات "الانتحار" بين أفراد الأقليات الدينية والقومية، وخصوصاً الايزيديين.
" يعرب التحالف للتعويضات العادلة عن قلقه البالغ إزاء الأزمة الصحية النفسية المستمرة المتسببة بزيادة حالات الانتحار داخل المجتمع الايزيدي. إجمالي الايزيديين المُنتحرين في شمال العراق قد ارتفع بنسبة 11 ايزيدي، في الشهر الماضي فقط"، حسبما ذكر البيان.
إجمالي الايزيديين المُنتحرين في شمال العراق قد ارتفع بنسبة 11 ايزيدي، في الشهر الماضي فقط
واستندت الاحصائية التي كشف عنها التحالف الى بيان معهد العلاج النفسي والصدمات النفسية (IPP) في جامعة دهوك.
وأضاف البيان " إن احد نتائج وباء فيروس كوفيد-19 المُقلقة في العراق هو التأثير النفسي في المجتمعات المعنّفة والمعرضة للخطر، بما في ذلك الايزيديين، التركمان والمسيحيين. وقد أبلغت منظمة أطباء بلا حدود قبل تفشي الوباء، عن تدهور الصحة النفسية بين الايزيديين في العراق، بالإضافة الى ارتفاع نسبة حالات الانتحار."
وأكد البيان على أن " المجتمع الايزيدي بأسره يعاني من صدمة نفسية ناجمة عن أعمال الإبادة الجماعية، وبعضهم يعاني من صعوبات نفسية شديدة. من بين المعرضين لخطورة متزايدة، النساء والفتيات اللائي تعرضن للعنف الجنسي الممنهج، والأولاد الذين تم تجنيدهم قسرا من قبل داعش."
وكانت (كركوك ناو) قد نقلت الاسبوع الماضي عن قائممقامية قضاء سنجار احصائية تفيد بأن 250 ايزيدياً في مخيمات النازحين، أغلبهم من الإناث، لقوا حتفهم بالرصاص أو شنقاً، منذ هجوم داعش على سنجار في 3 آب 2014 لحد الآن.
لكن الأرقام التي سُجِّلَت منذ بداية هذا العام تبدو مرعبة، حيث قضى خمسة اشخاص شنقاً أو بالرصاص أربعة منهم إناث، حسب احصائية لمنظمة داك للتنمية التي تعمل داخل المخيمات.
وجاء في بيان المنظمات غير الحكومية، " نحن الآن نشهد النتائج المأساوية لعدم الاخذ بهذه التحذيرات. حيث ان تأثير الانتحار على الأسر والمجتمعات مدمر وطويل الأمد. نحن ندعم ونؤيد معهد العلاج النفسي والصدمات النفسية IPP في دعوة كلٍ من حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان للإسراع في إنشاء وتنفيذ استراتيجية وطنية لمنع الانتحار."
كما عبر التحالف للتعويضات العادلة عن ترحيبه بجهود فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (UNITAD)، وذلك من خلال "تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للناجين من الإبادة الجماعية والدورات التدريبية للمنظمات غير الحكومية."
وطالب التحالف منظمة الصحة العالمية و بعثة الأمم المتحدة في العراق (UNAMI) باتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لمعالجة أزمة الصحة النفسية المتدهورة من خلال تنفيذ حملات توعية مكثفة للوقاية من الانتحار.
