الحكومة العراقية تخطط لفتح مقابر الخسفة وعلو عنتر

نينوى/ 2017/ تقع حفرة الخسفة على بعد 20 كم جنوبي الموصل و يُرَجَّح أن تضم رفات الآلاف من الضحايا  تصوير: AFP

عمار عزيز - نينوى

بدأت الحكومة العراقية مساعيها للتحقيق و جمع المعلومات والأدلة حول حفرتي الخسفة و علو عنتر، دون أن تحدد موعداً لفتح المقبرتين الجماعيتين و انتشال رفات الضحايا.

الخسفة و علو عنتر حفرتان  عميقتان في محافظة نينوى استخدمها مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ( داعش) أثناء سيطرته على المنطقة كمقابر جماعية للتخلص من جثث ضحاياه، ويُرَجَّح أن تضم الحفرتان رفات الآلاف من المواطنين.

وكانت مؤسسة شهداء نينوى بالتنسيق مع دائرة حماية المقابر الجماعية التابعة للحكومة الاتحادية قد بدأت في 18 كانون الثاني 2021 عمليات بحث أولية في هاتين المقبرتين.

محمد علي عسكر، مدير مؤسسة الشهداء في نينوى قال لـ(كركوك ناو) "بدأنا بالتحقيق و جمع المعلومات الدقيقة حول مقبرتي الخسفة و علو عنتر عن طريق فريق عمل ميداني بالتنسيق مع بغداد واللجنة الهندسية لشرطة نينوى."

تقع الخسفة التي يطلق عليها أهالي نينوى اسم حفرة الموت على بعد 20 كم جنوبي مدينة الموصل بالقرب من قرية العذبة على الطريق الرئيسي الواصل بين الموصل وبغداد.

xasfa (8)

نينوى/ كانون الثاني 2021/ فريق تحقيق في موقع حفرة الخسفة   تصوير: مؤسسة الشهداء في نينوى 

"لا نستطيع تحديد موعد لفتح حفرتي الخسفة وعلو عنتر، لكننا في تواصل مستمر مع بغداد و المنظمات الدولية لتحديد موعد مناسب"، حسبما أوضح محمد علي.

وأضاف بأن  العملية لا تزال في مراحلها الأولى، مشيراً الى أنهم وبعد انتهاء التحقيقات و جمع الأدلة الموثوقة سيرفعون تقريراً مفصّلاً الى بغداد من أجل رصد ميزانية خاصة لعملية فتح القابر الجماعية.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد نشرت تقريرا في آذار 2017 أشارت فيه على لسان شهود عيان الى أن تنظيم الدولة الإسلامية أعدم أكثر من ثلاثة آلاف شخص في تلك المنطقة وألقى بجثثهم في حفرة الخسفة التي يبلغ قطرها 35 متراً.

المجلس الأعلى للقضاء في العراق كشف في آب 2018 عن أن ثمانية أشخاص ينتمون لعائلة واحدة اعترفوا بع اعتقالهم بأن مسلحي داعش قاموا بمساعدة منهم بإعدام 370 شخصاً ثم ألقوا جثثهم في تلك الحفرة.

التاخر في فتح تلك المقابر سيصعّب العملية أكثر

علي عمر كعبو، معاون محافظ نينوى قال لـ(كركوك ناو) "وجّهنا كتاباً الى بغداد طلبنا فيه الاسراع في فتح المقابر الجماعية، خصوصاً حفرتي الخسفة و علو عنتر."

ولفت كعبو الى أن الخسفة و علو عنتر تضمّان "أكبر عدد من الضحايا" الذي قتلوا على يد داعش.

تقع حفرة علو عنتر في أطراف مدينة تلعفر وتبعد نحو ستة كيلو مترات عن مركز تلعفر (70 كم غربي مدينة الموصل)، في مساحة فارغة من السكان والزرع، في عمق الصحراء، قرب قرية تسمى (بكَي قوط).

تشير التحقيقات الأولية التي أحرتها المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق في شباط 2020 الى أن الحفرة تحوي رفات أكثر من ألف مواطن من المكونين التركماني و الايزيدي  أُعدِموا من قبل تنظيم داعش.

وحذّر معاون محافظ نينوى من أن التاخر في فتح تلك المقابر سيصعّب العملية أكثر، "لأن العوامل الطبيعية والأمطار ستلحق أضراراَ كبيرة برفات الضحايا والأدلة الموجودة في المقابر."

ezidy
نينوى/ آذار 2019/ ذوو الضحايا أثناء مراسيم فتح أول مقبرة جماعية في سنجار   تصوير: كركوك ناو

الى جانب تعرض الآلاف من ايزيديي سنجار و التركمان الشيعة في تلعفر للاختطاف، والذي لا يزال مصير قسم كبير منهم مجهولاً، تقدّر الاحصائيات الغير رسمية أعداد الضحايا الذين قالوا على يد التنظيم بالآلاف.

قصي عباس محمد، عضو لجنة شؤون الشهداء والمعتقلين السياسيين في البرلمان العراقي قال لـ(كركوك ناو) "ادارة محافظة نينوى والمسؤولون في المنطقة قصّروا كثيراً في قضية فتح المقابر الجماعية، في حين أن جّلَ تلك المقابر تقع في نينوى، مضى وقت طويل وكان يجب أن يتم العمل في هذه القضية مبكراً."

يقول قصي بأنهم طالبوا بفتح المقابر الجماعية في أغلب الاجتماعات لكنهم حصلوا على "وعود فقط"، فيما يرى بأن "الحكومة العراقية والمنظمات لم تولِ الاهتمام المطلوب بقضية المقابر الجماعية ولم تخصص ميزانية لتلك العملية."

تم لحد الآن فتح عدد من المقابر الجماعية في قضاء سنجار منذ انطلاق العملية في آذار 2019، وتشير احصائيات حكومة اقليم كوردستان الى وجود أكثر من 80 مقبرة جماعية في القضاء.

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT