بعد 50 يوماً من سلوكه طريق الوصول الى أوروبا، عُثِر على جثة شاب من كركوك في غابة بإحدى الجزر التابعة لليونان و من المقرر أن يُعاد جثمانه الى كركوك خلال الأيام القليلة المقبلة بعد اجراء فحوص الـ(DNA).
محمد أحمد (21 سنة) والذي كان يسكن في حي الفيلق (كوردستان) بمدينة كركوك، غادر كركوك في 21 كانون الأول بصحبة اثنين من المهرّبين متجهاً الى تركيا ومن هناك نحو اليونان من أجل الوصول الى احدى الدول الأوروبية.
بوتان صلاح، ابن خال محمد، الذي تحدث بتخويل من أسرة محمد، قال لـ(كركوك ناو) "اتفقنا مع اثنين من المهرّبين من أجل ايصال محمد الى أوروبا، بعد أربعة ايام من مغادرته، انقطع اتصالنا نهائياً مع محمد، تارةً كان المهربون يقولون بأنه في السجن، وتارة اخرى يخبروننا بأنه في مخيم للاجئين."
بعد يأسهم من المهربين، أرسل ذوو محمد صورته الى عدد من المنظمات الخاصة بشؤون اللاجئين، من بينها منظمة اللاجئين العراقية من أجل معرفة مصيره.
وقال بوتان "بعد مرور 50 يوماً من اختفائه، أرسلت لنا المنظمات صورة لجثة من اليونان، تعرّفنا تقريباً على لجثة لكننا لم نكن واثقين مائة بالمائة أنها تعود لمحمد، لذا طلبوا منا اجراء فحص الـ(DNA)."
بعد اجراء الفحص اتضح لنا أنها جثة محمد، حسبما قال بوتان.
الشرطة اليونانية أخبرت ذوي محمد بنتيجة الفحص بعد التحقق من الجثة، "لم يتعرض محمد لأي نوع من أنواع التعذيب أو الأذى، توفي متجمداً من البرد"، كما أوضح بوتان.
وأضاف "خلال المدة التي فقدنا فيها اثر محمد، قامت الشرطة اليونانية باثنين أو ثلاثة حملات لاعتقال المهاجرين الذين عبروا الى اليونان بصورة غير قانونية... كان محمد من بين الذين تفادوا الاعتقال وانقطع عن المهربين و بعد ايام من بقائه في تلك الجزيرة مات متجمداً من البرد"، وفقاً للمعلومات التي أدلت بها الشرطة اليونانية لذوي محمد.
بعد العثور على جثة محمد تبين أن الحيوانات البرية قد التهمت أجزاءً من جثته، من ضمنها وجهه وساقه، الأمر الذي صعّب مهمة التعرف عليه.
يقول سيامند نوري، أحد ابناء عمومة محمد بأن السبب وراء قرار الهجرة كان "البطالة".
"أكمل المرحلة الاعدادية و ترك بعدها الدراسة لكي يبحث عن عمل يؤمن به لقمة العيش، كان يشعر بالسأم هنا، كان يعتقد بأن أحلامه ستتحقق ان وصل الى اوروبا، على الأقل سيحصل على عمل هناك"، واضاف سيامند "نحن مستاؤون لأن المهربين تخلوا عنه و تركوه وحيداً."