"للحب طاقة ايجابية تبث السلام والانسانية بين جميع مكونات المجتمع"، يوضح سامي سليمان فكرة العرض المسرحي الذي اقامته مكتبة "الطريق" التي يملكها في كركوك.
المسرحية ناقشت قضية تزويج الاهل لأبنائهم، واجبارهم على الارتباط دون مراعاة لمشاعرهم او آرائهم الشخصية، مما يولد في كثير من الأحيان لمشاكل اسرية تصل إلى الانفصال والطلاق.
وحسب احدث إحصائية لمجلس القضاء ان المحاكم سجلت خلال تشرين الثاني الماضي 8245 طلاقاً في عموم العراق، هذا يعني أنّ العدد ازداد 3181 طلاقاً، بالمقارنة مع الشهر نفسه عام 2019، حين سجل 5064 طلاقاً.
كان حصة محافظة كركوك منها 247 حالة طلاق، أي بمعدل 30 حالة طلاق باليوم الواحد.
"هدفت المسرحية لإيصال رسالة للمجتمع مفادها ان عدم اختيار شريك الحياة من قبل الشاب او الشابة يسهم بتولد فجوات كبيرة بين الاهل والابناء ويخلق عدم امان وانعدام الحب بينهم في المستقبل" يوضح سليمان.
الجمهور يشارك في مجريات المسرحية
هذه المسرحية جزء من برنامج تقدمه المكتبة يحمل عنوان "سامي توك شو"، الذي يناقش قضايا مجتمعية عامة عن طريق عرض مسرحيات تمثل قضية معينة، وجعل الجمهور جزء منها عن طريق مشاركتهم في عملية ايجاد الحلول للمشكلة التي طرحت في المسرحية.
"يتم اشراك الجمهور في المسرحية وتمثيل آراءهم على خشبة المسرح" بحسب قول سليمان لـ(كركوك ناو).
داخل سيناريو المسرحية، يتم وضع الجمهور موضع صاحب المشكلة، ويطلب منهم التفكير وايجاد الحل الفعلي والمنطقي لهذه القضية.
"الجمهور في هذه المسرحية لا يقتصر دوره على التفرج فقط، انما يتوجب عليه تقديم الحلول لهذه المشكلة، وقد استطاعوا النجاح والوصول للهدف من هذه المسرحية".
"سامي توك شو" يطرح في احد ايام الجمع من كل شهر، قضية تخص شريحة معينة من المجتمع، عبر عروض مسرحية تناقش التوصل لحلول منطقية لتلك القضية عن طريق الحوار بين الفنانين والجمهور.
تزامنا مع عيد الحب
حسب القائمون على المسرحية، جاءت فكرتها تزامنا مع مرور مناسبة "عيد الحب" الذي يحتفل به في 14 شباط من كل عام.
وحول ذلك يقول سليمان: ان الاحتفال بالحب ضروري جدا الذي بدونه لا تكتمل الحياة.
صفا العبيدي احدى الحضور توكد ان المسرحية فرصة للتعبير عن مشاعر الناس عبر سهرة عائلية بسيطة.
"مجتمع كركوك يحب الحياة ومنفتح على القضايا التي تدعو الى خلق اجواء الفرحة والبهجة" حسب قول الناشطة المدنية شناي قرناز.
وأضافت لـ(كركوك ناو) ان مثل هذه المسرحيات تساهم بحل المشاكل المجتمعية وتخلق جو من المحبة والسعادة والتالف بين الجميع.
وتتأمل قرناز ان تساهم مثل هكذا انشطة في "جعل كركوك مدينة محبة للحياة وتنبض بالسعادة".