رئاسة جامعة كركوك غير مستعدة لإعادة قبول طالب في كلية الطب بعد أن فصلته بسبب منشور على شبكة فيسبوك، وذلك في حين أصدرت المحكمة قرارين منحته بموجبهما حق العودة الى كليته.
يعود تاريخ القضية الى العام الدراسي 2016 – 2017، عندما نشر محمد عصمت آوجي، طالب في المرحلة الثالثة من كلية الطب بجامعة كركوك منشوراً على حسابه الخاص في شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، وحسبما يقول "اشتكيت من وجود اجحاف وتمييز يُمارس ضد الطلاب من قبل عدد من أساتذة الكلية."
كتابة المنشور جاء بعد أن دخل محمد عصمت آوجي في مشادة مع أحد أساتذة كلية الطب.
بعد عدم حصوله على رد من ذلك الاستاذ، قرر نشر شكواه في نفس اليوم، على اثر ذلك شكَّلَت عمادة كلية الطب لجنة تحقيقية و قررت فصله للعام الدراسي 2016 – 2017، حسبما قال محمد آوجي لـ(كركوك ناو).
سعياً لاسترداد حقه، قرر ذلك الطالب أخذ قضيته الى المحكمة الادارية العليا في بغداد.
وجاء في الدعوى التي وجهها في 12 تشرين الأول 2017 الى المحكمة الادارية العليا و التي تحتفظ (كركوك ناو) بنسخة منها "كنت طالباً في المرحلة الثانية من كلية الطب بجامعة كركوك وأكملت العام الدراسي 2016-2017 بنجاح، لكنني صُدِمت بأنني قد فُصِلت بموجب أمر جامعي في 12 تموز 2017 لذلك العام الدراسي، دون أن يبلغوني بذلك مبرر أو انذار مسبق، وقد صدر قرار فصلي خلال تمتعي بالعطلة الصيفية، وذلك مخالف للقانون، لأنني كنت قد استلمت النتيجة النهائية وقد نجحت للمرحلة الثالثة."
محمد عصمت آوجي
بناءً على تلك الدعوى، أصدرت المحكمة الادارية العليا بتاريخ 26 آذار 2018 قرارً لصالح محمد آوجي جاء فيه "بعد تقييم الدعوى، تقرر رفض فصل محمد عصمت آوجي."
لم يعد محمد آوجي للدوام في المرحلة الثانية من كلية الطب في العام الدراسي 2017 – 2018 حيث كان منشغلاً حينها بقضيته وكما يقول "كان دائم السفر الى بغداد."
لذا قررت رئاسة جامعة كركوك في 5 تشرين الثاني 2017 فصله مرة أخرى للعام الدراسي 2017 – 2018.
في 13 شباط 2018، قدّم محمد دعوى أخرى لنفس المحكمة ضد كليته وجامعته، وفي 28 آذار، أي بعد اقل من شهرين قررت المحمة في صالح محمد آوجي مرة أخرى و وصفت قرار فصله بالغير قانوني.
وجاء في قرار المحكمة الادارية العليا في بغداد "بعد اطلاع المحكمة على منشورات المدعي محمد عصمت آوجي على وسائل التواصل الاجتماعي، تبين أن المنشور لا يحوي على أي اساءة الى سمعة الكلية أو الأساتذة، كما أنه لم يتضمن أي إهانات أو اساءة وحيث أن المدعي له حرية التعبير عن الراي".
بوابة جامعة كركوك تصوير: كركوك ناو
وقال محمد آوجي لـ(كركوك ناو) "قرارا المحكمة كانا في صالحي، أُدرِج منشوري في فيسبوك ضمن حرية التعبير، لكن جامعة كركوك ترفض تنفيذ قرار المحكمة ولم تقبل عودتي للدارسة."
حول هذه القضية، قال الدكتور صباح أحمد، رئيس جامعة كركوك لـ(كركوك ناو) "تم فصل ذلك الطالب بسبب إساءته لأساتذته في الكلية، إن كان يدّعي بأن المحكمة أصدرت قرارات في صالحه فإن ذلك غير صحيح ولم يصلنا أي كتاب رسمي من المحكمة لحد الآن."
وأضاف "متى ما وصلنا كتاب رسمي، فسنلتزم به."
تصريحات رئيس الجامعة تأتي بعد أن قدّم رئيس الجامعة و وزارة التعليم العالي العراقية في 18 نيسان 2018 طعناً ضج القرار الأخير للمحكمة حول القضية، لكن محكمة التمييز قررت مرة أخرى لصالح محمد آوجي، حسب كتب المحكمة التي حصلت (كركوك ناو) على نسخ منها.
لولا هذه المشاكل التي اعترضت طريقه، كان من المفروض أن يكون محمد عصمت آوجي طالباً في المرحلة السادسة والأخيرة من كلية الطب.
بعد يأسه من العودة الى كليته، قرر محمد آوجي الدراسة في تركيا وهو الآن طالب في المرحلة الثانية من كلية الطب.
يقول محمد آوجي "ضاعت عدة سنوات من دراستي، لكنني لن أتخلى عن حقوقي و أطالب بتعويض قدره 100 مليون دينار، بسبب ضياع أربع الى خمس سنوات من دراستي الى جانب الأموال التي صرفتها كأجور للمحامين و المراجعات المتكررة للمحكمة."
