ستشهد كاتدرائية السريان الكاثوليك (سيدة النجاة) اول لقاء كنائسي لزيارة بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، حيث سيلتقي فيها باول أيام زيارته للعراق (الجمعة 5 اذار 2021) مع الأساقفة والرهبان والكهنة ومعلمي التعليم المسيحي.
هذه الكنيسة التي تعتبر من اكبر كنائس العاصمة بغداد لها خصوصية بعدما تعرضت لهجوم تنظيم "دولة الإسلامية في العراق" عام 2010، وانتهت الحادثة بتفجير المسلحين لأنفسهم وقتل وجرح المئات ممن المصلين كانوا بداخل الكنيسة.
هندسة مميزة
الكنيسة تقع في منطقة الكرادة الشرقية/ أرخيتة، بجانب الرصافة من مدينة بغداد، تم بناءها عام 1952 وكانت عبارة عن قاعة عبادة متواضعة، من ثم تم بناء الكاتدرائية بوضعها الحالي عام 1968 واستمر العمل بها ثلاثة سنوات.
وقام بتصميم المبنى المهندس المعماري البولوني كافكا، وساعده في ذلك مكتب رومايا الهندسي للرسومات الفنية، في أوكلت أعمال البناء لرجلي الأعمال العراقيين فيكتور تابوني وعدنان ساجد.
للكنيسة فكرة تصميم معمارية مميزة، حيث تبدو كالقارب، والصليب هو صاري الشراع على شكل قوس، مما يوحي ان كاتدرائية سيدة النجاة تمثل القارب الذي يحمل المؤمنين، كالقارب الذي كان يحمل يسوع مع تلاميذه.
افتتحت الكنيسة في 17 آذار سنة 1968م، بعهد المطران يوحنا باكوس. تضم الكنيسة في حوشها مدرسة ابتدائية للطائفة (المدرسة الافرامية)، بجوارها كان بناء قديم (دار للمطرانية)، هدم واعيد بناءه بعهد المطران متي متوكا شابا.
الكنيسة كان لها موعد مع "الإرهاب"
وفي عصر يوم 13 تشرين الأول 2010، مسلحون تابعون لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق" وهو الاسم القديم لتنظيم الدولة "داعش" اقتحموا الكنيسة واحتجزوا ما يقارب 120 رهينة داخل الكنيسة أثناء قداس الأحد وطالبوا بالإفراج عن سجناء من تنظيم القاعدة في العراق ومصر.
قوات مكافحة الإرهاب اشتبكت مع المهاجمين لمدة ساعتين متواصلتين، وقامت بقتل واسر عدد من المهاجمين وتحرير بقية المصلين.
وزارة الداخلية العراقية أكدت بعد يوما واحد من الحادث إن 52 شخصا بين رهائن ورجال شرطة قتلوا عندما داهمت قوات الأمن وأضافت أن 67 شخصا أصيبوا أيضا خلال العملية.
وتضاربت الروايات بشأن عدد المهاجمين، حيث قال المتحدث باسم عمليات بغداد انذاك الواء قاسم عطا إن القوات العراقية قتلت ثمانية من المهاجمين، فيما قال الجيش الأميركي إن عدد القتلى يتراوح بين خمسة وسبعة.
للمرة الثانية.. "سيدة النجاة" حاضرة في الفاتيكان
هذا الاعتداء دفع بابا الفاتيكان السابق بنديكتوس السادس عشر إلى ادانه ما وصفه بـ"العنف العبثي والوحشي الذي تعرضت له كنيسة سيدة النجاة في بغداد".
وقال البابا في كلمة له خلال الصلاة الملائكية في ساحة القديس بطرس في 1 تشرين الثاني 2010، إنه يصلي لضحايا هذا العنف الأعمى الموجه ضد مدنيين تجمعوا في بيت من بيوت الرب الذي هو بيت للمحبة والتصالح.
وجدد بنديكتوس السادس عشر نداءه للسلام أمام ما قال إنها دوامة العنف المروعة التي لا تزال تمزق منطقة الشرق الأوسط.
لكن بعد مرور اكثر من عشرة سنوات من الحادثة، بابا الفاتيكان الحالي البابا فرنسيس يقرر ان يزور كنيسة "سيدة النجاة" في اول أيام زيارته للعراق.