بُنِيَت كنيسة الطاهرة الكبرى بجهود تطوعية وخيرية، ظلّت هذه الكنيسة شامخة ولم تُغلق أبوابها على مدار أكثر من نصف قرن، قبل أن يحرقها مسلحو تنظيم داعش، لكنها لم تسقط؛ أعاد الأهالي اعمارها سيقيم فيها بابا الفاتيكان أول قدّاس فيها من أجل السلام.
في ثالث ايام زيارته، يصل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان اليوم، الأحد 7 آذار، الى قرقوش (بغديدا)، بلدة المسيحيين التاريخية ومركز قضاء الحمدانية، على بعد 32 كم جنوب شرق مدينة الموصل.
سيفتح البابا أبواب كنيسة الطاهرة الكبرى الموصدة ليقيم فيها مراسيماً دينية.
بدأت أعمال بناء هذه الكنيسة في عام 1932، وجرى توفير مستلزمات بنائها بجهود المتبرعين، كما عمل على انشائها الأهالي بصورة تطوعية طوال 15 عاماً، قبل أن يتم فتح ابوابها أمام المسيحيين في عام 1947، حسبما قال المشرف على الكنيسة، عمار ياكو لـ(كركوك ناو).
تعد كنيسة الطاهرة الكبرى أكبر كنيسة في العراق و احدى أكبر الكنائس في الشرق الأوسط.
يقول ياكو بأن أبواب الكنيسة أُغلِقَت فقط أثناء هجوم داعش، حين سيطر التنظيم في حزيران 2014 على قرقوش و كافة مناطق محافظة نينوى، "أحرق مسلحو داعش الكنيسة بالكامل، حطموا جميع التماثيل التي كانت موجودة داخل وخارج الكنيسة، مزّقوا الكتب، حوّلوا الساحة الخلفية للكنيسة الى ساحة حرب وخلّفوا وراءهم دماراً كبيراً."
تبلغ مساحة كنيسة الطاهرة الكبرى أكثر من ثلاثة آلاف متر مربع، صمم خريطتها مهندسان مسيحيان من نينوى، بُنيَت الكنيسة بتصميم هندسي متطور، يبلغ ارتفاع احدى دعاماتها الرئيسية 15 متراً، تتضمن قاعة كبيرة وعداً من الغرف، بإمكان الكنيسة استيعاب ما يقرب من أربعة آلاف شخص.
"بجهود الناس الخيّرين والمنظمات المسيحية، أُعيد ترميم الكنيسة وهي الآن مستعدة لاستقبال البابا"، على حد قول المشرف على الكنيسة.
بدأت أعمال اعادة تأهيل كنيسة الطاهرة الكبرى منذ أواخر عام 2019 وقد اكتملت جميع مراحل المشروع وستحتضن أول مراسيم دينية في يوم وصول بابا الفاتيكان.
صلاح سركيس، من سكنة قرقوش و أحد الملمّين بتاريخ المنطقة وهو حالياً مدير لإحدى المدارس قال لـ(كركوك ناو)، "ألحق داعش أضراراً كبيرة بالبلدة، دمّر التنظيم أكثر من ألفين من منازل المواطنين وأحرق تسع كنائس في قرقوش، وتعرضت كنيسة الطاهرة الكبرى لأضرار جسيمة."
خمس من الكنائس التسع التي أحرقها مسلحو تنظيم داعش، لم تُرَمّم بعد، اسوةً بالعديد من منازل المواطنين، نتيجة لذلك لا يزال 35% من سكان قرقوش أي ما يقرب من 20 ألف شخص نازحين، حسبما قال سركيس.
كنيسة الطاهرة الكبرى من اشهر الكنائس عند مسيحيي العراق وقد اصبحت هوية لقرقوش، ولفت المشرف على الكنيسة بأن ذلك من الأسباب التي دعت البابا فرنسيس لزيارتها.
يقول عمار ياكو بأنه مع وصول البابا سيخرج الأهالي الى الشوارع المؤدية الى الكنيسة لاستقباله، ثم سيتحدث رجال الدين والمسؤولون المحليون داخل الكنيسة باختصار عن الوضع في المنطقة، الدمار الذي خلّفه تنظيم داعش والمرحلة الحالية في قرقوش، بعدها سيقدم بابا الفاتيكان كلمته و يقيم قداساً من أجل السلام في الكنيسة.