عملية احتيال في مخيم للنازحين...
شخصان يستوليان على مبلغ 700 ألف دولار تعود لساكني المخيم

دهوك/ 2021/ مركز مجمع شاريا   تصوير: عمار عزيز

عمار عزيز – دهوك

أخذ شخصان في مجمع شاريا بمحافظة دهوك ما لا يقل عن 700 ألف دولار من سكان المجمع بحجة تأمين تأشيرات دخول لهم و تسفيرهم الى أوروبا، وقد سجل 12 شخصاً نُصِب عليهم شكاوى عند الشرطة.

الشخصان يقيمان في مجمع شاريا –الخاص بالنازحين- في قضاء سيميل التابع لمحافظة دهوك، وكانا قد افتتحا منذ أكثر من عام مكتباً للصيرفة والحوالات المالية وبدأوا فيما بعد مكتباً لـ"معاملات استحصال تأشيرات السفر (الفيزا) لبلدان أوروبية" للناس وبالأخص سكان المخيم.

 وقاموا عن طريق ذلك بأخذ مبلغ 700 ألف دولار من المواطنين، حسبما قال متحدث باسم شرطة دهوك لـ(كركوك ناو).

وقال عيدو فرمان، الساكن في مجمع شاريا، لـ(كركوك ناو) "ابني يقيم في المانيا وقد حاول أخذ خطيبته الى هناك، لأجل ذلك راجعت المكتب وأخبروني بأنهم سيسفِّرونها الى ألمانيا ويلمّون شملها مع زوجها مقابل 15 ألف دولار، لكن رغم مرور ثمانية أشهر لم يتم تسفير خطيبة ابني ولم نستعِد المبلغ الذي سلّمته لهم."

بني يقيم في المانيا وقد حاول أخذ خطيبته الى هناك، لأجل ذلك راجعت المكتب وأخبروني بأنهم سيسفِّرونها الى ألمانيا ويلمّون شملها مع زوجها مقابل 15 ألف دولار

عيدو فرمان، مثال لعشرات الأشخاص الآخرين الذين راجعوا ذلك المكتب للحصول على تأشيرات تمكنهم من الوصول الى أوروبا و أودعوا مبالغ كبيرة عندهم.

حول السبب الذي دفعه لتسليمهم ذلك المبلغ، يقول عيدو بأن هذين الشخصين أخبرا سكّان مجمع شاريا بأن بإمكانهم الحصول على فيزا ألمانيا و بلدان أوروبية أخرى.

sharyaa
دهوك/ 2021/ مركز مجمع شاريا   تصوير: عمار عزيز

"كانوا يقولون بأن الوصول الى أوروبا وخصوصاً ألمانيا أمر سهل، أنا والكثيرون غيري في المخيم صدّقنا ادعاءاتهم... سلَمتهم المبلغ في المكتب"، حسبما قال عيدو.

هذان الشخصان اللذان كانا يديران المكتب تسببوا في مشكلة أكبر لعيدو و خطيبة ابنه.

وقال عيدو "بعد مدة من تسليمهم المبلغ المالي، أخذوا خطيبة ابني الى أذربيجان، مكثَت هناك قرابة أربعة اشهر، كانا يخبراننا شيئاً مختلفاًً كل يوم، أدركت بعدها بأن ما يحدث عبارة عن نصب واحتيال... قلت لهم بأن يعيدوا خطيبة ابني، هي الآن معي وتعيش معنا."

أخذوا خطيبة ابني الى أذربيجان، مكثَت هناك قرابة أربعة اشهر، كانا يخبراننا شيئاً مختلفاًً كل يوم، أدركت بعدها بأن ما يحدث عبارة عن نصب واحتيال

أحال عيدو القضية الى المحاكم وهو الآن ينتظر حسمها.

"قيّدت دعوى في المحكمة منذ شهر ونطالب بحقنا و الحصول على تعويض، تم القاء القبض على أحدهما، أما الآخر فلا يُعرَف مكانه ولا أحد يدري الى أين ذهب"، كما قال عيدو.

المتحدث باسم شرطة محافظة دهوك هيمن سليمان قال لـ(كركوك ناو) "وصلتنا شكاوى من 12 شخصاً وربما سيزداد عدد المشتكين في المستقبل، لأن تخميناتنا تشير الى أن هذين الشخصين قد استوليا على مبلغ لا يقل عن 700 ألف دولار."

تخميناتنا تشير الى أن هذين الشخصين قد استوليا على مبلغ لا يقل عن 700 ألف دولار

وتابع قائلاً "في البداية فتح الشخصان مكتباً للصيرفة والحوالات المالية، بعد ذلك أخبروا الناس بأنهم سيؤمنون لهم تأشيرات سفر الى أوروبا، تحديداً ألمانيا واسبانيا، صدّقهما الكثيرون... هؤلاء الناس سجلوا دعاوى عند الشرطة بعد فقدانهم الأمل."

حسب التحقيقات التي أجرتها الشرطة و حسب رواية بعض الأشخاص الذين تحدثوا لـ(كركوك ناو)، هذان المكتبان أعطوا وصولات فقط للأشخاص الذين سلّموهم المبالغ المالية.

وقال هيمن سليمان "اعتقلنا أحد الشخصين، اعترف بأن ما قاموا به كان نصباً واحتيالاً على الناس وأنهم حصلوا من خلال ذلك على ما لا يقل عن 700 ألف دولار، الشخص الآخر تمكن من الفرار ولا يُعرَف مكانه لحد الآن."

 شخص آخر من سكان مجمع شاريا طلب عدم الكشف عن اسمه قال لـ(كركوك ناو) "أعطيتهم مبلغ 10 آلاف دولار لكي يسفّروا والدي المريض الى ألمانيا، صدّقت اقاويلهم لكنهم أخذوه الى أذربيجان."

واضاف "بعد فترة أعادوا والدي، فقدنا الأمل في امكانية تسفيره من أذربيجان الى ألمانيا."

"طلبنا أموالنا عدة مرات، لكنهما كانا يقولان شيئاً مختلفاً كل مرة، أعطونا سيارة في مقابل المبلغ الذي سلّمناه لهم، ونحن لم نسجل شكوى ضدهم."

وأوضح المحامي أياز سعيد، "أي شخص تسلم أو نقل حيازة مال منقول مملوك للغير لنفسه أو الى شخص آخر باستعمال طرق احتيالية سيعاقب بالحبس لمدة تتراوح بين ثلاثة أشهر الى خمس سنوات حسب المادة 456 من قانون العقوبات العراقي."

علاوةً على ذلك يجب على ذلك الشخص اعادة المبلغ الذي أخذه من الناس بأكمله، حسبما قال أياز سعيد.

مراسل (كركوك ناو) حاول مراراً التحدث مع ذوي الشخصين المتهمين لكنهم رفضوا الإدلاء بأي تصريح حول القضية.

غالبية سكان مجمع شاريا هم من نازحي قضاء سنجار الذين غادروا ديارهم منذ منتصف عام 2014 عقب اجتياح تنظيم داعش للقضاء ولم يعودوا الي مناطقهم بسبب قلة الخدمات و تردي الوضع الأمني.

وقال المتحدث باسم شرطة دهوك، "اضافة الى المبالغ التي أخذوها من الناس، لا يُعرَف مصير الجوازات والوثائق الرسمية الت أخذوها منهم... سنبذل ما في وسعنا لإلقاء القبض على الشخص الآخر وحالتهم للمحكمة."

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT