لماذا لم يحتفل بعيد نوروز فوق قلعة كركوك؟

كركوك، 20 اذار 2017، رفع العلم العراقي وعلم اقليم كوردستان على قلعة المحافظة، وشعلة النار بمناسبة اعياد موروز، تصوير: كركوك ناو

كوران بابان- كركوك

للعام الثاني على التوالي، لم تقم مراسيم عيد نوروز فوق قلعة كركوك كما هي العادة منذ 2003، بحجة درء مخاوف تفشي فايروس كورونا، في حين يعزى البعض لتدخل السياسة وتشتت الأحزاب الكوردية.

ادارة كركوك لم تنظم أية احتفالية لإحياء المناسبة هذا العام، لكن معاون محافظ كركوك يقول بأنهم لن يمنعوا الأهالي من إقامة السفرات في ذلك اليوم.

كورونا هي السبب

وقال علي حمادي، معاون محافظ كركوك في تصريح لـ(كركوك ناو) "للأسف، لم نتمكن من التمهيد لإقامة احتفالات جماهيرية واسعة على قلعة كركوك بسبب مخاوف تفشي فايروس كورونا، لكن المواطنين بإمكانهم في ذلك اليوم الخروج في نزهات وسفرات".

"لن يُقام أي احتفال مركزي بالمناسبة لأن وزارة الصحة والحكومة المركزية لا تسمح بمثل هذه التجمعات، لذا لن تقام اية احتفالات بالمناسبة في كركوك هذا العام." يوكد حمادي.

لن يُقام أي احتفال مركزي بالمناسبة لأن وزارة الصحة والحكومة المركزية لا تسمح بمثل هذه التجمعات

وفرضت خلية الازمة الحكومية، حظر التجوال خلال أيام الجمعة والسبت والأحد من كل اسبوع بهدف الحد من انتشار فايروس كورونا.

وسجلت وزارة الصحة 60 إصابة جديدة بفايروس كورونا في كركوك في يوم امس الجمعة 19 اذار 2021، في حين سجل خمسة آلاف و258 إصابة في عموم العراق باليوم نفسه.

فشل عقد مهرجان شعبي لكل المكونات

منظمة عين التي تأسست مؤخراً في كركوك، تقدّمت بمبادرة لجمع مكوّنات كركوك المتنوعة واقامة حفل على القلعة، لكن المبادرة أُحبِطَت ولم تر النور.

سلام عزيز، أحد المشرفين على منظمة عين قال لـ(كركوك ناو) "للأسف، قمنا باستعدادات جيدة، حتى أننا شكّلنا مجاميع للدبكات من القوميات الرئيسية الثلاث لكي نستطيع اقامة مهرجان فني وتراثي جميل على قلعة كركوك عشية نوروز يعبر عن جميع المكونات وواقع الحياة اليومية للمواطنين، رغم أننا حصلنا على موافقة غرفة العمليات المشتركة لتنظيم المهرجان، لكن مساعينا فشلت."

بعض الأحزاب الكوردية وضعت العراقيل أمامنا لكي لا يشعروا بالخجل أمام أنصارهم

وأضاف سلام عزيز "بعض الأحزاب الكوردية وضعت العراقيل أمامنا لكي لا يشعروا بالخجل أمام أنصارهم، من خلال اقامة مهرجان متنوع بعيد عن التحزب..."

nawroz
كركوك، 20 اذار 2018، استعدادات المواطنين للاحتفال باعياد نوروز على قلعة كركوك التاريخية تصوير: كركوك ناو 

في الأعوام السابقة، ومع اقتراب مناسبات نوروز، مثل ذكرى قصف مدينة حلبجة بالاسلحة الكيميائية والانتفاضة الكوردية ضد نظام صدام حسين، دأبت الأحزاب الكوردستانية في كركوك على عقد اجتماعات بشأن كيفية تنظيم تلك المناسبات، حتى أنهم كانوا يتجادلون حول من يرفع شعلة نوروز ومن يوقد الشعلة.

لكن في هذا العام، قام كل حزب بإحياء ذكرى فاجعة حلبجة في مقراته الخاصة، في حين لم تعلن اية خطط للاحتفال بعيد نوروز.

السياسة وانقسام الأحزاب الكوردية يدخل على الخط

علي قلايي، المسؤول في مركز تنظيمات كركوك للاتحاد الوطني الكوردستاني قال لـ(كركوك ناو) "ليست لدينا خطط واستعدادات لإقامة احتفالات وتجمعات جماهيرية بهذه المناسبة."

وعزف قلايي عن قول المزيد وتفسير الأسباب وراء الخمول الحاصل ازاء إقامة احتفالات نوروز في كركوك.

مسؤول حزبي رفيع في كركوك رفض الكشف عن اسمه قال لـ(كركوك ناو) للأسف، لم نستطع مرة أخرى كأحزاب أن نصبح موحدين، على الأقل في مسألة تخص إحياء المناسبات القومية.

لم نستطع مرة أخرى كأحزاب أن نصبح موحدين، على الأقل في مسألة تخص إحياء المناسبات القومية

رزكار حميد من عائلة تعرضت لحملة الأنفال في عهد نظام البعث، يقول رزكار الذي يدأب على ارتداء الزي الكوردي بأنه مستاء من "مرور ذكرى قومية عظيمة كنوروز في كركوك في صمت وكأن الكورد لم يقدموا يوماً تضحيات لهذه المدينة."

في السابق كان رزكار يعدّ اسرته للذهاب الى القلعة لينفسوا عن أنفسهم بعضاً من الظلم والقمع الذي تعرضوا له إبان حكم حزب البعث.

وقال رزكار والدموع تملأ عينيه و هو ممسك بسبحته "هل من المعقول أن لا يستطيع احد أخذ إذن لساعتين لكي تثلج قلوب هؤلاء الناس بالاحتفال ورفع علم اقليم كوردستان و ايقاد شعلة نوروز؟"

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT