بعد تسعة أشهر من عودتها الى ديارها، فقدت عائلة نازحة من سنجار طفلها الذي فارق الحياة بعد أن دهسته مركبة، وعزت تلك العائلة موت طفلها الى عدم وجود مركز صحي في المجمع السكني الذي يعيشون فيه.
الحادث وقع في 20 آذار الماذي في مجمع سيبا شيخ خدر بقضاء سنجار، حين مرّت مركبة بيع قناني الغاز أمام منزلهم ودهست الطفل البالغ من العمر سنة و ستة أشهر، والذي فارق الحياة قبل ايصاله الى المستشفى.
فرحان ألياس قاسم، والد الطفل، قال لـ(كركوك ناو) "كنت جالساً في البيت، كنا نستعد للخروج للمشاركة في احتفالات عيد نوروز، لكن صوت بكاء طفلي في الخارج اصابني بالذعر، حين ذهبنا الى الخارج رأينا بأن سيارة قد صدمته لكنه لم يكن قد فارق الحياة بعد."
يفتقر المجمع السكني الى مركز صحي، لذا نقل فرحان طفله بمركبته الخاصة الى سنجار التي تبعد 30 كيلومتراً عن المجمع، لكن احدى اطارات مركبته انفجرت على الطريق واستقلّوا مركبة أخرى.
"الطريق المؤدي الى سنجار في حالة سيئة ونحن كنا على عجلة من أمرنا فانفجرت احدى الاطارات، كانت ايدينا على قلوبنا، مرت 10 دقائق قبل أن تصل مركبة أخرى لنجدتنا"، وتابع فرحان "وصلنا بعد ساعة الى سنجار، لكن الطفل فارق الحياة قبل وصوله الى المستشفى."
الأقدار بيد الله، لكن لو كان هناك مركز صحي في مركز المجمع السكني كان ابني سيتلقى العلاج
ويقول فرحان "الأقدار بيد الله، لكن لو كان هناك مركز صحي في مركز المجمع السكني كان ابني سيتلقى العلاج."
يقع مجمع سيبا شيخ خدر غربي قضاء سنجار، سكانه من المكون الايزيدي، قبل هجوم تنظيم داعش، بلغ عدد سكان المجمع سبعة آلاف شخص، ومنذ استعادة القضاء من التنظيم عادت 100 عائلة فقط الى ديارها، في ظل نقص الخدمات الأساسية.
فرحان الياس عاد الى المجمع في حزيران 2020 و هو أب لطفلين آخرين، "فقدت أحد أطفالي مؤخراً، لكنني أطلب من المسؤولين أن يلتفتوا و يوفروا الكهرباء، الماء والخدمات الصحية للنازحين العائدين الى المجمع... اذا استمر الحال على هذا المنوال سنشهد عشرات الحالات المماثلة لما حصل مع ابني ريمان، مسؤولو المنطقة يتحملون مسؤولية وفاة ابني، لن اسامحهم ابداً و سأفوض أمري الى الله."
تعرض قسم من سكان مجمع سيبا شيخ خدر اسوةً بالمناطق الأخرى التي يقطنها الايزيديون الى الاختطاف و القتل الجماعي من قبل مسلحي تنظيم داعش، وعُثِر لحد الآن على خمس مقابر جماعية في المجمع، وتقدر عداد القتلى والمفقودين من سكان المجمع بـ200 شخص.
سنجار/ 8 نيسان 2021/ تجمع احتجاجي لسكان مجمع سيبا شيخ خدر للمطالبة بتوفير الخدمات تصوير: كركوك ناو
الى جانب غياب الخدمات الصحية، يعاني سكان المجمع من مشكلة نقص الكهرباء الوطنية ومياه الشرب و رداءة الطرق.
مهدي نايف، الذي عاد قبل عام الى المجمع، قال لـ(كركوك ناو) "اعتقدنا بأن المنطقة سيعاد تأهيلها وستصلها الخدمات مع عودتنا، لكن ذلك لم يحدث، لم يزرنا أي مسؤول خلال عام مضى."
"قدّمنا تضحيات، لكنن الآن نعاني من نقص مياه الشرب ونضطر لإيقاد الفوانيس بسبب انعدام الكهرباء الوطنية"، حسبما أكد مهدي.
نعاني من نقص مياه الشرب ونضطر لإيقاد الفوانيس بسبب انعدام الكهرباء الوطنية
ويقول عادل خله، الساكن في نفس المجمع، " نشتري مياه الشرب مرتين في الاسبوع، لا تصلنا الأدوية، نضطر للذهاب الn سنجار بهدف الحصول على شراب للسعال أو الحبوب."
نتيجة لهذه الأحوال المتردية، نظم قسم من اهالي المجمع تجمعاً احتجاجياً في 8 نيسان الجاري للمطالبة بتوفير الخدمات.
كحلّ مؤقت، أرسلت ادارة محافظة نينوى مركزاً صحياً جوالاً الى المجمع، لكن المركز الصحي الذي يتألف من طبيب و ممرض يقدم خدماته يوماً واحداً فقط في الاسبوع.
جلال خلف، نائب قائممقام سنجار قال لـ(كركوك ناو) "نحن على اطلاع بالمشاكل التي يعاني منها سكان مجمع سيبا شيخ خدر، بالنسبة للخدمات الصحية فقد تم معالجتها بصورة مؤقتة عن طريق توفير مركز صحي جوال، أما فيما يخص الكهرباء ومياه الشرب فقد طلبنا من المنظمات الدولية و الجهات الحكومية العمل على توفيرها، وليس بإمكاننا الا الانتظار."
وأضاف جلال خلف "ليس باليد حيلة، فعلنا كل ما باستطاعتنا و أوصلنا مطالبهم."
