يعاني سكان مخيم شيخان منذ سبع سنوات من ملوحة ومرارة مياه الشرب في المخيم، في الوقت الذي عجزت فيه الحكومة عن ايجاد حل للأزمة.
حسب متابعات (كركوك ناو)، مياه الشرب التي تصل النازحين في مخيم شيخان لها طعم مر و مالح في نفس الوقت، لذا يلجأ سكان المخيم الى نصب فلاتر تصفية المياه، أما ذوو الدخل المحدود فيضطرون لاستعماله.
"هذه المياه لا تصلح بأي شكل من الأشكال للشرب، لها طعم غير مستساغ، كما أنها تحوي أحياناً على الرمل والوحل"، هذا ما قاله سالم خلف، الساكن في مخيم شيخان لـ(كركوك ناو).
هذه المياه لا تصلح بأي شكل من الأشكال للشرب
يقول سالم وهو من أهالي ناحية القحطانية (تل عزير) ويعيش في ذلك المخيم منذ ما يقرب من سبع سنوات بأنهم حاولوا كثيراً معالجة المشكلة لكن دون جدوى، وقد أظهرت الفحوصات المختبرية عدم صلاحية مياه المخيم للاستعمال اذا لم يتم تنقيتها عن طريق فلاتر تصفية المياه.
حسب المعايير العلمية، ينبغي أن تكون المياه الصالحة للشرب دون طعم، رائحة أو لون.
بالرغم من وضعه المالي الصعب، لكنه أصر على شراء فلتر مياه بـ125 ألف دينار لكي لا تضطر عائلته لاستهلاك تلك المياه الغير صالحة للاستعمال، "اعتدنا لفترة على استخدام تلك المياه القذرة... لكننا سمعنا بأن بعض الأشخاص أصيبوا بأمراض، من بينهم شقيقي الذي عانى من تكوّن حصى الكلى، ربما بسبب تلك المياه... لذا اشتريت لحد الآن جهازين لتنقية المياه."
مصدر مياه شرب مخيم شيخان الرئيسي يتمثل في عدة آبار ارتوازية تُنقَل منها الى خزان كبير، قبل ايصالها الى سكان المخيم عن طريق شبكات توزيع المياه.
ماهر حجي خدر، أحد سكان المخيم الذي عمل من قبل مع منظمة (ACF) لإغاثة النازحين قال لـ(كركوك ناو) "في عام 2015 أرادت تلك المنظمة معالجة مشكلة مياه الشرب في المخيم، حيث قامت بتغيير كافة خزانات المياه، أعادت تأهيل شبكات توزيع المياه، ودأبت يومياً على اضافة الكلور الى الخزانات لكي يصبح طعم المياه طبيعياً، لكن هذه الحلول لم تصل الى مبتغاها و بقيت المشكلة على حالها."
"في الوقت الحاضر لا نستعمل تلك المياه حتى لإعداد الشاي، بل نستعملها فقط لغسل الملابس وبعض الأغراض الأخرى، نضطر لشراء المياه المعبأة لغرض الشرب واعداد الطعام، وأحياناً نجلب المياه من مناطق شيخان الأخرى"، حسبما قال ماهر.
ولفت ماهر الى أنهم حصلوا على وعود بمعالجة المشكلة من المسؤولين الذين زاروا المخيم، لكن دون الحصول على نتائج، "اصبت بالمرض في هذا المخيم، أعاني من تكوّن حصى الكلى، وأثبتت الفحوصات التي خضعت لها بأنها تكونت بسبب المياه غير الصحية."
يقع مخيم شيخان ضمن الحدود الإدارية لمحافظة دهوك وتعيش فيه أكثر من ثلاثة آلاف نازح، وفقاً لإحصائيات مركز التنسيق المشترك للأزمات التابع لحكومة اقليم كوردستان.
كاروان زكي، مسؤول قسم الاعلام في مركز التنسيق المشترك للأزمات الذي يشرف على كافة مخيمات النازحين قال في تصريح لـ(كركوك ناو) "بعد الشكاوى التي وصلتنا من المواطنين بشأن عدم صلاحية مياه الشرب في المخيم، أجرينا متابعة دقيقة بالتنسيق مع عدد من المنظمات وأظهرت الفحوص بأن المياه صالحة للشرب من الناحية الصحية، باستثناء أن طعمها مرّ قليلاً."
المياه صالحة للشرب من الناحية الصحية، باستثناء أن طعمها مرّ قليلاً
وأشار الى أن المشكلة تعود الى أعوام 2014 و 2015، حين تم إيواء النازحين في ذلك المخيم و حفر بئرين ارتوازيين لتزويده بالمياه.
"قمنا بحفر بئر آخر في المخيم، وجاءت نتائج الفحوص مطابقة للبئرين الآخرين."
وأضاف زكي "طلبنا من دائرة صحة دهوك اجراء فحوص أخرى للتأكد، فقاموا بإجراء فحوص للمياه في أوقات مختلفة وتبين سلامتها من الناحية الصحية، باستثناء أن طعمها مر قليلاً، ويرجع سبب ذلك الى طبيعة المنطقة وهو أمر خارج عن ارادتنا."
حوالي 400 عائلة من مجموع سكان المخيم نصبوا فلاتر لتنقية المياه والذي يتراوح سعرها ما بين 45 ألف الى 125 ألف دينار.
قاسم حسن مراد، نازح آخر في مخيم شيخان يعمل في مجال نصب أجهزة تنقية المياه. حول مشكلة مياه شرب المخيم يقول قاسم مستنداً الى خبرته ومتابعاته، "نسبة الأملاح في المياه عالية وهو ما يضفي عليها طعماً غير مقبول ولا يصلح للشرب، لكن بفضل الفلاتر يتم خفض نسبة الملح في الماء."
"عدد من العوائل، التي يبلغ عددها 100 عائلة ذات دخل محدود وليست لديها القدرة على شراء تلك الأجهزة، وتضطر لشرب تلك المياه"، حسبما قال حسن مراد، والذي اقترح أن تقوم المنظمات الانسانية أو الحكومة بتوفير أجهزة تنقية المياه للنازحين ان لم تُعالَج المشكلة بصورة نهائية."
غالبية النازحين المقيمين في المخيم من المكون الايزيدي والذين نزحوا من محافظة نينوى، بعضهم غير قادرين على العودة الى ديارهم بسبب الدمار الذي تعرضت له منازلهم.
اسكندر محمد أمين، مدير دائرة الهجرة والمهجرين العراقية في محافظة دهوك قال لـ(كركوك ناو) "علمنا بالمشكلة عن طريقكم، بالتأكيد سنتابع المشكلة ونحاول ايجاد حل لها."
وطلب اسكندر أن توجه ادارة مخيم شيخان كتاباً الى دائرة الهجرة تبلغهم فيه عن تفاصيل مشكلة مياه الشرب من أجل تشكيل لجنة على مستوى الوزارة و تخصيص ميزانية لها."
يتواجد أكثر من 668 ألف نازح في اقليم كوردستان موزعين على 25 مخيماً في محافظات أربيل، السليمانية ودهوك.