بعد ثمان اجتماعات عقدتها بهدف تشكيل قائمة موحدة للانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق، لم تصل الأحزاب الكوردية في كركوك الى أي نتيجة، وذلك بالتزامن مع اقتراب الموعد النهائي الذي حددته مفوضية الانتخابات للأحزاب من أجل تشكيل تحالفات وهو الأول من شهر أيار المقبل.
اجتمعت الأحزاب الكوردية اليوم، الأربعاء 28 نيسان في مركز تنظيمات كركوك للاتحاد الوطني الكوردستاني لنفس الغرض، لكن كلاً من الحزب الديمقراطي الكوردستاني، حركة التغيير و حركة الجيل الجديد قاطعوا الاجتماع، فيما يُفَسَّر عقم تلك الاجتماعات كفشل لمساعي الأحزاب لتشكيل قائمة موحدة.
حسن شيخاني، مسؤول مركز تنظيمات كركوك الحركة الاسلامية قال لـ(كركوك ناو) " الاجتماعات السابقة كانت أفضل، فقد اتفقنا على اسم وشعار القائمة وعدة مسائل أخرى، لكن سرعان ما تخللتها المشاكل، الآن يمكننا القول بأن القائمة قد حُلَّت بصورة فعلية، الاتحاد الوطني الكوردستاني قام من وراء ظهرنا بتسليم أسماء مرشحيه لمفوضية الانتخابات."
"من المؤسف أن تقوم بعض الأحزاب في كل مرة بإفشال القائمة الكوردية الموحدة في القضايا المصيرية، وتنشأ حالة من عدم الوفاق في البيت الكوردي."
وكان ما لا يقل عن 10 أحزاب كوردية في كركوك، باستثناء الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحركة الجيل الجديد، قد اجتمعت لمناقشة عدة مقترحات تخص كيفية توزيع مرشحي القائمة على الدوائر الانتخابية.
الخيار الأهم الذي كانت الأحزاب الكوردية تصر عليه كان توزيع الدوائر الانتخابية في كركوك على الأحزاب، بحيث يكون لكل من الأحزاب اليسارية والأحزاب الاسلامية مرشح وحيد في احدى الدوائر الانتخابية، أما المرشحون الآخرون فيكونون من الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني.
الحزب الديمقراطي الكوردستاني لم يشارك لحد الآن في أي من اجتماعات الأحزاب الكوردية، لكن الحزب أعرب عن استعداده لمناقشة مسألة تشكيل القائمة الموحدة.
المقاعد الانتخابية في محافظة كركوك و البالغة عددها 12 مقعداً موزعة على ثلاث دوائر انتخابية. في الدائرة الانتخابية الأولى، يطمح الكورد الى الفوز بالمقاعد الخمسة، وفي الدائرة الانتخابية الثانية التي تسمى بالدائرة المختلطة ستطلع الكورد للفوز بنصف القاعد البالغة عددها أربعة، لكن في الدائرة الانتخابية الثالثة التي تتضمن المناطق التي تسكنها أغلبية من المكون العربي و مناطق جنوبي و جنوب غربي كركوك، يُرَجَّح أن يخرج الكورد خاليي الوفاض إن لم يشاركوا بقائمة موحدة.
وقال حسن شيخاني "أصبنا بالصدمة حين سمعنا خلال المباحثات بأن الاتحاد الوطني الكوردستاني قد سلّم اسماء مرشحيه لمفوضية الانتخابات من وراء ظهورنا"، وأضاف "بقيت ايام معدودة على الموعد النهائي لتسجيل اسماء التحالفات ولم نصل بعد لاتفاق."
أصبنا بالصدمة حين سمعنا خلال المباحثات بأن الاتحاد الوطني الكوردستاني قد سلّم اسماء مرشحيه لمفوضية الانتخابات من وراء ظهورنا
الاجتماع الأخير الذي عقدته الأحزاب الكوردية يوم الأربعاء، 28 نيسان، واستغرق ساعتين، انتهى دون الوصول الى نتائج.
علي قلايي، مسؤول قسم الانتخابات في مركز تنظيمات كركوك للاتحاد الوطني الكوردستاني قال لـ(كركوك ناو) "سببان رئيسيان كانا وراء عدم حسم تشكيل القائمة الموحدة، الأول كان تمديد مهلة تسجيل اسماء التحالفات والذي أدى الى أن تسير اجتماعاتنا ببطء، السبب الثاني هو أن المكتب السياسي للأحزاب الكوردية تبذل مساعي مماثلة لتشكيل قوائم موحدة على مستوى اقليم كوردستان والمناطق المتنازع عليها، لذا اضطررنا لانتظار ما تسفر عنه تلك المساعي."
وتابع قلايي قائلاً "لا تزال الفرصة سانحة، اجتماع اليوم (28 نيسان) كان بمثابة رد على مزاعم حلّ القائمة الموحدة... الاجتماعات تظل مفتوحة."
ونفي قلايي أن يكون حزبه قد قدّم اسماء أي من مرشحيه لمفوضية الانتخابات.
في حال فشل تشكيل القائمة الكوردية الموحدة، يسعى كل من الحركة الاسلامية، التحالف الوطني، حزب تركمان ايلي والحزب الشيوعي العراقي لتشكيل تحالف للانتخابات البرلمانية المقررة اجراؤها في تشرين الأول من هذا العام.
وقال حسن شيخاني "ان لم نتوصل الى اتفاق مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني والأحزاب الكوردية الأخرى، سنشكل تحالفات مع البعض من أحزاب القوميات الأخرى."
وأضاف "نقطة خلافنا الرئيسية مع الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني هي أنهم يريدون فرض ممثليهم ومرشحيهم، في حين يكون دورنا دور المصوت والداعم، وهذا أمر لا يقبله أنصارنا."
