اكتملت الاستعدادات في مخيم الجدعة (جنوب محافظة نينوى) لاستقبال عوائل ذوي عناصر تنظيم الدولة "داعش"، وسط أصوات شعبية متخوفة واخرى رافضة من داخل مسؤولين محافظة نينوى.
ومن المقرر نقل عوائل ذوي عناصر تنظيم داعش العراقيين من مخيم الهول السوري إلى مخيم الجدعة في جنوب محافظة نينوى.
وحسب معلومات (كركوك ناو) ان مخيم جدعة (1) ، قد اكتمل استعداداته لاستقبال عوائل ذوي عناصر تنظيم داعش من مخيم هول السوري.
حيث تم نصب 500 خيمة ويدار المخيم من قبل وزارة الهجرة والمهجرين ومنظمة الهجرة الدولية (IOM). ومن المتوقع ان يتم نقل 100 عائلة تضم حوالي 700 شخصاً من ذوي عناصر التنظيم خلال الايام القادمة.
تخوف شعبي
من داخل قضاء سنجار الناشط فرحان إبراهيم عبر لـ(كركوك ناو) عن تخوف الناس في القضاء من عملية نقل عوائل ذوي عناصر داعش من مخيم الهول إلى داخل محافظة نينوى.
واعتبر إبراهيم ان هذه الخطوة تشكل "خطورة لأمن واستقرار البلد بشكل عام ونينوى بشكل خاص"، ولفت إلى تخوف الأهالي من هذه العوائل تحمل كونها "تحمل افكار تنظيم داعش وايدولوجية متطرفة خطيرة واي خلل امني ممكن ستكون هناك كوارث لا تقل عن هجمات داعش في 2014".
ويتخوف الايزيديون من تكرار ما تعرضوا له في عام 2014، عندما شن تنظيم داعش هجوما واسعا على مناطقهم، اسفر عن مقتل ما يقارب 1293 ايزيديا، واختطاف 6417 مواطن منهم.
مخيم الهول، أحد أكبر المخيمات في سوريا و الذي يقع شرقي مدينة الحسكة و يضم 72 ألف شخص من اقارب داعش (بينهم ما يقارب 30 الف عراقي)، بينهم نساء و أطفال أجانب، سوريون و عراقيون.
رفض من مسؤولين محليين في نينوى
معاون محافظ نينوى لشؤون النازحين والمنظمات على عمر گعبو، قال لـ(كركوك ناو) "قبل مدة زمنیة اردنا اغلاق مخيم الجدعة في نينوى، لكن المسئولين في وزارة الهجرة والمهجرین رفضوا ذلك وقالوا انهم بصدد نقل عوائل من مخیم هول السوري الی مخیم جدعة".
وحسب معلومات گعبو ان عملية النقل ستتم خلال هذا الشهر، وعبر عن رفضه على هذه الخطوة، وقال ان قرار نقل عوائل ذوي تنظيم داعش جاء من مجلس الوزراء ووزارة الهجرة والمهجرین، ولا يمكن الاعتراض عليه كونه صادر من اعلی سلطة في البلد.
من جانبه، حذر رئيس لجنة الأقاليم والمحافظات النيابية شيروان الدوبرداني من خطورة نقل عائلات ذوي عناصر تنظيم داعش من مخيم الهول الى جنوب الموصل.
وكشف الدوبرداني في بيان عن وجود نية لنقل نحو ١٠٠ عائلة من ذوي عناصر تنظيم داعش والتي يقدر عدد افرادها بنحو ٧٠٠ فرداً، من مخيم الهول السوري الى مخيم الجدعة جنوب الموصل خلال الأيام القادمة.
مؤكدا: ان "نقل عوائل داعش يمثل تهديدا لامن واستقرار محافظة نينوى، ونحمل الحكومة الإتحادية تبعات ذلك".
ودعا الدوبرداني نواب ومسؤولي نينوى الى التكاتف لرفض هذا الامر الذي سيؤثر على مستقبل المحافظة.
وزارة الهجرة: دورنا ينحصر في ايوائهم فقط
قالت النائبة عن محافظة نينوى بسمة بسيم، ان وزارة الهجرة والمهجرين غير مسؤولة عن تدقيق معلومات النازحين الأمنية، مبينة أن دورها ينحصر في ايوائهم فقط.
وذكرت النائبة في بيان صدر عنها في 28 نيسان 2021، أنه "بعد التواصل مع ايڤان جابرو وزيرة الهجرة والمهجرين حول موضوع إعادة عوائل الدواعش من مخيم الهول الى مخيم الجدعة في محافظة نينوى".
واكدت جابرو بحسب البيان ان "دور وزارتها هو فقط ايواء النازحين الذين تم تدقيق موقفهم امنياً، وأن الامر او هكذا قرار متعلق بمستشارية الامن الوطني برئاسة قاسم الاعرجي الذي تواصلنا معه واكد لنا انه لايوجد هكذا قرار وانه يرفض جلب اي عائلة منتمية لعصابات داعش الاجرامية او متعاونة مع عصابات داعش".
واشار البيان الى ان "الاعرجي حريص جدًا على عدم ادخال هكذا عوائل او اشخاص الى نينوى حرصاً منه على امن واستقرار المحافظة".
لكن حسب بيان للاعرجي صدر عنه انه تباحث خلال لقاءه مع السفير الأمريكي في العراق ماثيو تولر في 28 نيسان 2021، ملف مخيم الهول الحدودي وخطره على المنطقة، كونه "يضم أعدادا كبيرة من الأحداث، ما قد يشكل خطرا كبيرا على المنطقة" حسب وصف البيان.