توشك محاصيل الحبوب للموسم الزراعي الحالي في سنجار أن تَيْبس كلياً بسبب انخفاض معدلات هطول الأمطار الى نصف ما كانت عليه العام الماضي.
وكانت نسبة الأمطار التي هطلت في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2021 في سنجار 101 ملمتر، أي ما يعادل أقل من نصف النسبة التي هطلت خلال نفس الفترة من عام 2020، حيث بلغت 311 ملمتر، حسب احصائية خاصة حصلت عليها (كركوك ناو) من دائرة الزراعة في قضاء سنجار.
"بسبب قلة الأمطار ذهبت تعبنا سدىً، لن أربح ديناراً واحداً، محاصيل الحنطة والشعير التي زرعتها لم تزهر بعد ويبست تماماً، كأنها احترقت، لا تستطيع الحاصدة حصد المحصول لأنه لم ينمو"، هذا ما قاله خلف ايزديين.
خَلَف، مزارع من قرية باشوكة التابعة لقضاء سنجار، زرع ألفي دونم من الأراضي الزراعية هذا العام مستخدماً 50 طناً من بذور الحنطة و40 طناً من بذور الشعير، لكنه حسبما يقول لا يتوقع أن يكون له انتاج.
وقال خلف ايزديين لـ(كركوك ناو) "نعتمد كلياً على مياه الأمطار، لأن أراضينا ديمية وليست لدينا مصادر أخرى للمياه، هذا العام كان معدل هطول الأمطار منخفضاً جداً، حتى اذا هطلت الأمطار الآن فلن تعود بأي نفع علينا."
يوجد في سنجار (120 كم غرب الموصل) أكثر من 300 ألف دونم من الأراضي الزراعية، تعتمد المساحة الأكبر منها على مياه الأمطار.
محسن علي، مسؤول قسم التخطيط في دائرة زراعة سنجار قال لت(كركوك ناو) "خططنا هذه السنة لزراعة 330 ألف دونم بمحاصيل الحبوب، تم تنفيذ الخطة حسب ما كان مقرراً، زرعنا 160 ألف دونم بالحنطة و 150 ألف دونم بالشعير، فقط 20 ألف دونم تعتمد على الري الصناعي، أما البقية فتعتمد على مياه الأمطار."
حسب احصائيات دائرة زراعة سنجار، بلغ منتوج الحنطة خلال الموسم الماضي أكثر من 70 ألف طن، أما الشعير فكان 70 ألف طن.
"لكن من المتوقع أن ينخفض الانتاج هذا العام بحيث يتراوح منتج الحنطة ما بين 10 أطنان الى 13 طناً، في حين يُتَوقّع أن لا يتعدى منتج الشعير أكثر من أربعة آلاف طن."
ويقول المسؤول في دائرة الزراعة بأن من المتوقع أن يتكبد 900 مزارع من مجموع 950 مزارعاً مسَجّلين في دائرة زراعة سنجار خسائر بسبب تراجع الانتاج.
خلق ايزيدين أحد هؤلاء المزارعين الذين يجزمون بأنهم سيتعرضون لخسائر كبيرة.
يقول خلف بأن خسائره ستصل الى أكثر من 50 مليون دينار، حيث أنه دفع مبلغ 800 ألف دينار مقابل كل طن من بذور الحنطة و 250 ألف دينار للطن الواحد من بذور الشعير، هذا الى جانب كلفة وقود المكائن الزراعية و المصاريف الأخرى.
"طلبنا من دائرة الزراعة تعويضنا مثل الأعوام السابقة، حين كان المزارعون يحصلون على تعويضات في حال تضررهم جراء الكوارث الطبيعية، رغم أن من الصعب أن يتحقق ذلك هذا العام"، حسبما قال خلف.
خلال العامين الماضيين، تضررت آلاف الدونمات من الأراضي المزروعة بمحاصيل الحبوب بسبب تساقط البَرَد والأمطار الغزيرة، إضافةً الى الحرائق المندلعة خلال الصيف.
من جانبه، قال بركات عيسى، مدير دائرة الزراعة في ناحية سنوني لـ(كركوك ناو) "المزارعون المتضررون من الكوارث الطبيعية محرومون من التعويضات منذ سنوات، في كل عام نرسل قائمة المتضريين الى نينوى لكن دون نتيجة."
ولفت بركات الى أن نسبة تساقط الأمطار في ناحية سنوني تراجعت الى النصف، وهي نسبة لا تكفي لتأمين انتاج وفير من محاصيل الحنطة والشعير، لذا تعرضت عشرات الدونمات من محاصيل الحبوب الى أضرار.
الجفاف لم يضرب محاصيل الحبوب في سنجار فقط، بل شمل عموم محافظة نينوى التي تمتلك مساحا شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة.
دريد توبيا، مدير عام زراعة نينوى قال لـ(كركوك ناو)، "هذا العام كانت الأمطار قليلة، في الوقت الذي تحتاج فيه محاصيل الحنطة والشعير الى نسبة عالية من الأمطار لكي يكون انتاجها جيداً، لذا فإن الجفاف تكون له آثار سيئة على تلك المحاصيل."
يقول توبيا بأنه لولا منتوج الأراضي التي تعتمد على الري الصناعي لكان "انتاج هذا العام من المحاصيل صفراً، في الوقت الذي بلغ انتاج العام السابق أكثر من 500 ألف طن من الحنطة و 570 ألف طن من الشعير، ويُتَوقع أن ينخفض الانتاج هذا العام الى أقل من النصف، وقد لا يتعدى انتاج الشعير 20 ألف طن."
وكان تقرير سابق لـ(كركوك ناو) قد اشار الى أن من المتوقع انخفاض انتاج محاصيل الحنطة والشعير هذا العام الى نصف ما كانت عليه العام الماضي بسبب تأثيرات الجفاف ونقص الأمطار،