بدأ موسم حصاد محصول الحنطة في محافظة كركوك 20 يوماً قبل أوانه، وذلك بسبب خشية المزارعين من تعرض محاصيلهم للحرائق كما حدث العام الماضي.
مزارعو قضاء داقوق جنوبي كركوك بدأوا هذا الأسبوع بحصاد محصول الحنطة، في حين كانت هذه العملية تبدأ سابقاً في شهر حزيران.
عبدالسلام محمد، أحد مزارعي داقوق الذين استهلوا حصاد الحنطة، قال لـ(كركوك ناو)، "موعد الحصاد تبقّى له ما بين 20 الى 30 يوماً، لأن الحنطة لم تجف تماماً بعد، للكننا مضطرون و نخشى من أن تحترق محاصيلنا قبل حصادها، مثلما حدث لنا العام الماضي."
وفقاً لإحصائية كشفت عنها دائرة الزراعة في داقوق، احترق خلال العام الماضي ما يقرب من 700 دونم من الأراضي الزراعية في قضاء داقوق قبل حصادها، في حين حمّلَت ادارة القضاء مسلحي تنظيم داعش مسؤولية اضرام النيران في محاصيل المزارعين.
وشدد عبدالسلام محمد على أن "الحصاد المبكر يضر بمحاصيل الحبوب ونحن متأكدون من أن المحصول لن يكون وفيراً، لكن ذلك أفضل من أن يحترق المحصول بأكمله... لأنهم لم يصرفوا لنا تعويضات العام الماضي."
الحصاد المبكر يضر بمحاصيل الحبوب ونحن متأكدون من أن المحصول لن يكون وفيراً
وأضاف "هذا العام أيضاً نستطيع حصاد المحاصيل خلال الليل فقط، فنحن نخشى تعرضنا لهجمات داعش ليلاً."
أياد حسين، مسؤول شعبة الأراضي الزراعية في دائرة زراعة داقوق قال لـ(كركوك ناو) "هذه فترة حصاد محصول الشعير وليس الحنطة، لأن محصول الحنطة لا يزال رطباً، لكن بما أنهم بدأوا بحصاد الحنطة فيجب أن لا يقوموا بتكديسها الى أن تجف تماماً، لكي لا تفسد."
تقديم موعد الحصاد يتزامن مع قلة هطول الأمطار و قلق المزارعين من عدم تمكنهم من تسويق محاصيلهم في الموعد المحدد، اضافة الى عدم وجود سايلوهات لاستلام محاصيل الحبوب.
أبو بكر محمد، مزارع آخر بدأ بحصاد محصول الحنطة قال لـ(كركوك ناو) "مضطرون لأن نأخذ محاصيلنا الى طوز خورماتوو، أو الى كركوك، وذلك يكلفنا الكثير."
وتابع قائلاً "الحكومة لا تكترث لمشاكل المزارعين ولم تقم بإنشاء سايلوهات، المستحقات المالية للفلاحين يتأخر صرفها كل عام، لم نستلم لحد الآن مستحقات محاصيل العام الماضي"، وقال أيضاً "لذا نحن مضطرون لبيعها للتجار بأسعار أقل لكي نحصل على المال في وقت اسرع."
الحكومة العراقية خصصت هذا العام مبلغ 610 ألف دينار لشراء الطن الواحد من الحنطة، في حين كان المبلغ المخصص للطن الواحد في العام الماضي 560 ألف دينار.
وقال مسؤول شعبة الأراضي الزراعية في دائرة زراعة داقوق "هذا المبلغ غير ثابت، لأن حجم منتج هذا العام من الحبوب في العراق لم يتضح لحد الآن، لذا من المحتمل أن يطرأ عليه تغييرات."
في العام الماضي، سلَمت داقوق 48 ألف طن من محصول الحنطة و 128 طن من محصول الشعير لوزارة التجارة العراقية، غير أن المختصين في دائرة زراعة داقوق يتوقعون انخفاض المنتج الى نصف ما كانت عليه العام الماضي، بسبب الجفاف.