تبلغ حاجة سكان خانقين لمياه الشرب 2000 متر مكعب في الساعة، لكن مشروع ماء القضاء بإمكانه تأمين 800 متر مكعب فقط، الأمر الذي بات مشكلة كبرى تواجه المواطنين، فيما تم تشكيل خلية أزمة لمعالجتها.
المعضلة التي تعود أسبابها الى قلة الأمطار، انخفاض مستوى المياه في سد ألوند و صعوبة وصول المياه من نهر سيروان الى المشروع، أثار الهلع في نفوس السكان المحليين وتسعى إدارة القضاء الى ايجاد حلّ لها بأسرع وقت.
يقول سرمد محمد، الساكن في حي رزكاري بخانقين، -المصدر الرئيسي لمياه الحي هو مشروع ماء القضاء-، بأن سكان الحي يعانون من شح المياه بصورة مستمرة وقد تفاقمت المشكلة مؤخراً، "لم تصلنا قطرة ماء منذ ستة أيام، نضطر لشراء مياه الشرب من الصهاريج المتنقلة، أو جلب الماء من جيراننا الذين توجد في منازلهم آبار".
لم تصلنا قطرة ماء منذ ستة أيام، نضطر لشراء مياه الشرب
سرمد وغيره من أهالي خانقين يدفعون مبلغ 15 ألف دينار مقابل كل صهريج ماء سعته 20 برميل.
وقال سرمد، "نطلب من الحكومة السماح لنا بحفر آبار ارتوازية في حيّنا."
يستدعي حفر الآبار داخل الأحياء موافقة القائممقام و تقديم طلب مرفق بتواقيع 10 من أرباب الأسر.
يعتبر نهر ألوند ونهر سيروان مصدرين رئيسيين لمشروع ماء خانقين، لكن وصول المياه من هذين المصدرين يواجه عوائق في الوقت الحاضر.
كمية المياه المخزنة حالياً في سد ألوند تتراوح ما بين 15 الى 18 مليون متر مكعب، وهي كمية قليلة جداً مقارنة بالعام الماضي حيث بلغت 39 مليون متر مكعب، حسبما أوضح أحمد دلو، مدير سد ألوند.
وقال أحمد دلو، "يتدفق الى السد متران الى ثلاثة أمتار مكعبة من المياه في الثانية الواحدة، بعد أن كانت نسبة تدفق المياه اليه 23 متر مكعباً في نفس هذا الشهر من العام الماضي"، وعزا ذلك الى قيام الحكومة الايرانية بإنشاء سدود على مصادر المياه داخل أراضيها.
وأضاف أحمد دلو بأن السبب الآخر يتعلق بقلة معدلات هطول الأمطار خلال هذا العام.
وقال "لا نتوقع تدفق المياه الى سد ألوند في الأشهر المقبلة وبالتالي قد تنخفض مناسيب المياه في السد تماماً، وفي هذه الحالة سيفقد مشروع ماء خانقين مصدراً رئيسياً للمياه."
لا نتوقع تدفق المياه الى سد ألوند في الأشهر المقبلة وبالتالي قد تنخفض مناسيب المياه في السد تماماً
المصدر الرئيسي الآخر لمشروع ماء خانقين يتمثل في قناة ممتدة من نهر سيروان وتغذي المشروع.
مؤيد شاكر، مدير الوارد المائية في خانقين قال لـ(كركوك ناو) "لكن سكان القرى والمزارعين قاموا بتجاوزات كثيرة على مياه القناة، و تواجه مشاكل منذ عام 2015... مياه القناة لا تصل بصورة دائمة الى خانقين بل بصورة متقطعة."
وأظهرت متابعات دائرة الموارد المائية حدوث تجاوزات على القناة في 47 موقع مختلف.
أُنشِأ شروع ماء خانقين في عام 1968 عندما كان عدد سكان القضاء، حسب ادارة خانقين، ستة آلاف شخص، أما الآن فيبلغ تعداد سكان القضاء 90 ألف شخص.
وقال حسن آغا جان، مدير دائرة ماء خانقين "مشروع ماء خانقين بقي على حال، لكن مصادر مياهه زادت، بالإضافة الى وجود 27 بئر ارتوازي نوفر من خلالها مياه الشرب للمواطنين، لأن مشروع ماء خانقين لا يقدر تأمين احتياجات السكان بمفرده."
ينتج مشروع ماء خانقين 800 متر مكعب من الماء الصافي في الساعة، في حين يحتاج سكان خانقين 2000 متر مكعب في نفس تلك المدة، وأضاف آغا جان، "المشروع و الآبار الارتوازية الـ27 لا تستطيع سد حاجة المواطنين من مياه الشرب، لذا طلبنا من وزارة الموارد المائية حفر 74 بئر ارتوازي اضافي في خانقين."
وتأتي هذه الجهود بعد أن شكّلت ادارة خانقين خلية ازمة لمواجهة مخاطر شح المياه.
حول ذلك، قال حسن آغا جان، "سيتم البدء بحفر 10 آبار في مدة قياسية"، وتابع قائلاً "هذا العام ستواجه خانقين مشكلة شح المياه، نحن الآن في بداية المشكلة."
سيتم البدء بحفر 10 آبار في مدة قياسية
من جانبه، قال يوسف ابراهيم، مسؤول اعلام قائممقامية خانقين لـ(كركوك ناو) بأن الهدف من تشكيل خلية الأزمة هو التقليل من تأثير الجفاف و انخفاض منسوب الماء في سد ألوند على سكان القضاء.
"اتخذنا مجموعة من الإجراءات والتدابير العاجلة، في الخطوة الأولى سنقوم بحفر عدة آبار وسيتم كري مياه سد ألوند للاستفادة منه بصورة أكبر."
خلية الأزمة التي يترأسها قائممقام قضاء خانقين اقترحت الإسراع في مد انبوب من نهر سيروان بطول 25 كيلومتر وبكلفة 5 مليار دينار، غير أن الحكومة العراقية لم تبدِ موافقتها بعد.