عاد عدد من الضباط في قوات البيشمركة الى كركوك لتمثيل اقليم كوردستان في مركز تنسيق مشترك مع القوات العراقية الأخرى، مقرّه في قاعدة كي وان (K1) العسكرية.
تشكيل مراكز التنسيق تلك جاء بعد اشهر من المباحثات والمفاوضات بين وزارة الدفاع العراقية و وزارة البيشمركة.
وعقد مركز التنسيق العسكري المشترك أول اجتماع له يوم الأحد، 23 أيار 2021، في معسكر K1 بمدينة كركوك بمشاركة ممثلين عن قوات البيشمركة.
هذه هي المرة الأولى التي تعود فيها قوات البيشمركة رسمياً الى مركز محافظة كركوك.
اللواء تحسين الخفاجي، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة في العراق قال لـ(كركوك ناو) "تم فتح مركز التنسيق بين البيشمركة والقوات العراقية في معسكر K1، ثمانية ضباط في اللواءين الأول والثاني التابعين لوزارة البيشمركة يداومون رسمياً في هذا المركز."
وزارة الدفاع العراقية و وزارة البيشمركة عقدتا عدة اجتماعات بشأن إنشاء ستة مراكز للتنسيق المشترك، اثنان منها في بغداد وأربيل، والبقية في كل من كركوك، مخمور، ديالى و نينوى.
كركوك/ 2021/ عنصر تابع للحشد الشعبي في مراسيم عسكرية تصوير: كاروان الصالحي
مصدر أمني مطّلع طلب عدم الكشف عن اسمه صرّح لـ(كركوك ناو)، "يوم الأحد، 23 أيار، عاد خمسة ضباط في قوات البيشمركة الى كركوك وشاركوا في الاجتماع الأول الذي عقده مركز التنسيق المشترك في معسكر K1 وناقشوا فيه مهامهم."
بعد عام 2014 وظهور تنظيم داعش، استقرت قوات البيشمركة في أغلب المناطق المتنازع عليها، لكنها انسحبت منها عقب أحداث 16 أكتوبر 2017 و عودة القوات التابعة للحكومة الاتحادية وذلك في أعقاب تأزم العلاقات بين الحكومة العراقية و حكومة اقليم كوردستان بسبب استفتاء الاستقلال.
اللواء عبدالخالق طلعت، ممثل وزارة البيشمركة في قيادة العمليات المشتركة في العراق كشف في تصريح صحفي نُشِر اليوم، الاثنين 24 ايار، على الموقع الالكتروني لوزارة البيشمركة، "تم التوصل لاتفاق بشأن تشكيل أربع غرف للفعاليات المشتركة بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة في محافظات ديالى، كركوك و نينوى."
وأضاف بأن الغرفة المشتركة في كركوك قد باشرت مهامها، وستكون غرفة عمليات ديالى في خانقين، وسيتم "قريباً" فتح غرفتي عمليات مشتركتين في مخمور ضمن محافظة نينوى.
ولفت عبدالخالق طلعت الى أن غرف العمليات المشتركة ستؤدي الى "إعادة بناء الثقة وسينفذ الجانبان عمليات مشتركة مستقبلاً."
سنشن قريباً عمليات تمشيط مشتركة في مناطق مختلفة، بالأخص تلك التي تشهد فراغات أمنية
وفقاً للدستور العراقي، تتولى القوات الأمنية التابعة للحكومة الاتحادية و حكومة اقليم كوردستان إدارة المناطق المتنازع عليها بصورة مشتركة.
مركز التنسيق المشترك في ديالى باشر مهامه يوم الأربعاء، 19 أيار، في خانقين، بين وزارتي الدفاع العراقية ووزارة البيشمركة، حسبما قال العميد نبيل محمد، ممثل وزارة البيشمركة في مركز التنسيق.
وقال العميد نبيل في تصريح أدلى به في حينه لـ(كركوك ناو) "في طريقي الى مركز التنسيق المشترك في ديالى لمباشرة مهامي هناك كممثل وزارة البيشمركة في حكومة اقليم كوردستان."
فتح مراكز التنسيق المشترك جاء بعد تصاعد التوتر و الهجمات المسلحة في كركوك والمناطق الأخرى المتنازع عليها.
وأوضح المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة في العراق لـ(كركوك ناو) بأن مهمة هذه المراكز ستكون في البداية تبادل المعلومات الاستخباراتية حول تنظيم داعش، "بهدف منع تهريب وهدر ثروات البلاد، و سنشن قريباً عمليات تمشيط مشتركة في مناطق مختلفة، بالأخص تلك التي تشهد فراغات أمنية."
وقال اللواء تحسين الخفاجي، "من المقرر فتح عدة مراكز أخرى خلال هذا الاسبوع، مراكز التنسيق باشرت مهامها في كل من ديالى وكركوك، وستُفتَح لاحقاً في الموصل و سنجار و عدة مناطق أخرى."
كركوك/ 2021/ عملية عسكرية للقوات العراقية في حدود ناحية الرشاد تصوير: كاروان الصالحي
وكان قادة ومسؤولون أمنيون في حكومة اقليم كوردستان قد طابوا الحكومة العراقية مراراً، بالأخص بعد الهجوم الذي وقع في ناحية بردي بالعمل على تعزيز التنسيق وسد الفراغ الأمني بين قوات البيشمركة والقوات العراقية.
وقال راكان سعيد الجبوري، محافظ كركوك وكالةً في تصريح أدلى به للصحفيين في 2 أيار، بأن تحركات داعش وأعمال العنف ازدادت في المحافظة، وذلك بسبب الفراغ الأمني الكبير الموجود بين قوات البيشمركة والقوات العراقية.
الملف الأمني لمحافظة كركوك يدار من قبل قوات الجيش، الشرطة الاتحادية، الحشد الشعبي، اللواء 61 الخاص والشرطة.
من جانبه قال اللواء قارمان كمال، نائب رئيس أركان قوات البيشمركة رفض الإدلاء بتصريحات لـ(كركوك ناو) حول مراكز التنسيق المشترك وقال بأن المعلومات المتوفرة هي فقط تلك التي نُشِرت في الاعلام.
مهدي تقي، عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي أعلن في مؤتمر صحفي يوم الأحد 23 ايار بأن مراكز التنسيق هي للعمليات المشتركة وليس لفصل المناطق الواقعة تحت سيطرة البيشمركة أو الحشد الشعبي أو القوات الأخرى.
يقول تقي بأن اللجنة اقترحت سابقاً وجود تنسيق بين البيشمركة و القوات التابعة للحكومة الاتحادية في المناطق التي تشهد فراغاً أمنياً، "الآن، ينبغي أن يوجّه الجانبان فوهات بنادقهم صوب أعدائنا تحت راية واحدة."
