بعد استقرار 94 عائلة من ذوي عناصر تنظيم الدولة "داعش" في مخيم الجدعة جنوب محافظة نينوى، الا ان الجدل حول نقلهم من مخيم الهول في سوريا ما زال قائماً.
جهات في محافظة نينوى وبالاخص من المكون الايزيدي اعتبرت الخطوة "غير مدروسة بدون احترام لمشاعر وجروح المجتمع الايزيدي"، في حين توكد وزارة الهجرة واالمهجرين ان نقل هذه العوائل لاهداف "انسانية".
رفعت سمو، نائب محافظ نينوى لشؤون الادارية قال لـ(كركوك ناو) ان "قرار نقل عوائل عناصر داعش تم اصداره من مجلس الوزراء الاتحادي ووزارة الهجرة والمهجرين على الرغم من رفض محافظة نينوى لهذا القرار، التي طلبت بالغاءه عدة مرات".
وحسب المعلومات خديدا جوكى، مدير ناحية سنون تابعة قضاء سنجار أن هناك "ما يقارب 500 عائلة سيتم جلبهم من مخيم الهول الى مخيم جدعة داخل الحدود العراقية عبر قضاء سنجار".
مخيم الهول، أحد أكبر المخيمات في سوريا و الذي يقع شرقي مدينة الحسكة و يضم 72 ألف شخص من اقارب داعش (بينهم ما يقارب 30 الف عراقي)، بينهم نساء و أطفال أجانب، سوريون و عراقيون.
هادي سعدو ناشط مدني فى قضاء سنجار قال لـ(كركوك ناو) ان السنجاريين ممتعضين من قرار الحكومة العراقية باسكان عوائل عناصر داعش في مخيم جدعة ونقلهم من سوريا عبر عبر سنجار".
وأضاف ان "لحد الان لم تدفن جثث شهداء سنجار، ولازال سكانه نازحين بسبب داعش والحكومة تهتم بعوائل داعش قبل ضحاياهم".
المجلس الايزيدي في سنجار اعتبر نقل عوائل عناصر داعش جاء "بدون إعتبار اي احترام لمشاعر وجروح المجتمع الايزيدي".
نقل عوائل عناصر داعش جاء بدون إعتبار اي احترام لمشاعر وجروح المجتمع الايزيدي
وطالب في بيان صدر اليوم السبت 29 حزيران 2021، الحكومة العراقية بالتوقف عن الخطوات "الغير مدروسة كهذه و البحث عن المختطفين الايزيديين في جميع المخيمات والمناطق التي تتواجد فيها عوائل التنظيم وانصاره".
من جهتها، أكدت وزارة الهجرة والمهجرين عودة 94 عائلة نازحة وبواقع 383 فرداً اغلبهم من الاطفال والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة من مخيم الهول السوري الى مخيم الجدعة خلال اليومين الماضيين بإشراف الاجهزة الأمنية.
وقال المتحدث بأسم الوزارة علي عباس جهاكيرفي بيان صدر عن الوزارة الجمعة ان "عودتهم لم تأت بصورة عشوائية وإنما تمت بعد دراسة شاملة ولفترة طويلة لوضع خطة محكمة".
عودتهم لم تأت بصورة عشوائية وإنما تمت بعد دراسة شاملة ولفترة طويلة لوضع خطة محكمة
لقد "تم عقد عدة اجتماعات موسعة مع الجهات ذات العلاقة لتقرير مصير هذه الفئة التي بحاجة الى أعادة تأهيل وخصوصاً الأطفال حيث ان إهمالهم وتجاهلهم لسنوات قد يتحولون الى قنابل موقوتة ويلحقون الضرر بأنفسهم وبمجتمعهم مستقبلاً"، يقول جهاكير.
تحملت قيادة العمليات المشتركة ومستشارية الامن القومي وجهاز الامن الوطني مهمة التدقيق الامني والتي ثبت من خلال التقارير التي وردت بأن تلك "العوائل ليست لديها مشاكل أمنية وأغلبها من النساء والاطفال وذوي الاحتياجات الخاصة وليسوا من ذوي الدواعش" حسب بيان الوزارة .
ويتخوف الايزيديون من تكرار ما تعرضوا له في عام 2014، عندما شن تنظيم داعش هجوما واسعا على مناطقهم، اسفر عن مقتل ما يقارب 1293 ايزيديا، واختطاف 6417 مواطن منهم.