احترقت خيم ومقتنيات 187 عائلة نازحة وأصبحوا بلا مأوى بعد اندلاع حريق في مخيم شاريا بمحافظة دهوك. وأسفر الحادث عن احتراق ما يقرب من 400 خيمة بجميع مقتنياتها المادية، وقد بلغ حجم الأضرار حسب التقديرات الأولية أكثر من 750 مليون دينار.
الحريق الذي عزاه سكان المخيم الى حدوث تماس كهربائي، فيما تواصل مديرية الدفاع المدني تحقيقاتها، اندلع بعد ظهر يوم الجمعة، 4 حزيران. مخيم شاريا تقطنه أغلبية من المكون الديني الايزيدي.
وقال سعد ألياس الذي يعيش في ذلك المخيم منذ سبع سنوات، "في البداية لم يكن الحريق كبيراً جداً، اتصلنا بعربة إطفاء المخيم لكنهم أخبرونا بأنها معطّلة، لم يتمكن الأهالي من السيطرة على الحريق، لذا اتصلنا بمركز إطفاء دهوك، لحين وصولهم كانت الأمور قد خرجت عن السيطرة."
في البداية لم يكن الحريق كبيراً جداً، اتصلنا بعربة إطفاء المخيم لكنهم أخبرونا بأنها معطّلة
وفقاً لما قاله سكان المخيم اليوم، السبت 5 حزيران، لمراسل (كركوك ناو)، اندلع الحريق بسبب تماس كهربائي في أحد الخيم، لكن مسؤولي الدفاع المدني في دهوك يقولون بأن التحقيقات مستمرة وأن لديهم شكوكاً حول سبب نشوب الحريق.
يبعد مخيم شاريا 20 كم عن مركز دهوك، وتعيش فيه 2500 عائلة نازحة، تضررت 187 عائلة منها بسبب الحريق واصبحوا بلا مأوى.
وفقاً للتقديرات الأولية لإدارة المخيم وسكان المخيم، كبّد الحريق النازحين أضراراَ مادية لا تقل عن 750 مليون دينار.
في الوقت الحاضر، تم توزيع العوائل التي احترقت خيمها في الحريق على المخيمات الأخرى أو مدارس مجمع شاريا.
وقال سعيد ألياس، "كنا جالسين في خيمتنا حين سمعنا فجأةً أصوات بعض سكان امخيم يطلبون من الجميع إخلاء خيمهم، مسكت أيدي أطفالي و ركضنا الى الخارج"، وأضاف "هذه المرة الأولى التي أرى حريقاً بهذا الحجم في المخيم، احترقت ثلاث من خيمي بكامل مقتنياتها."
سعيد ألياس الذي كان قد باع مركبته قبل يومين من الحادث بمبلغ 11 مليون دينار عراقي، قال لـ(كركوك ناو)،"دفعت ستة ملايين من مبلغ السيارة كديون واحترقت الخمسة ملايين دينار الأخرى... جمعت بعض المال طوال سبع سنوات لكنه احترق في غضون دقائق."
توجد مركبة إطفاء داخل المخيم لكن ماكنتها تعطلت منذ مدة، سكان المخيم يقولون بأنهم طلبوا من مدير المخيم تصليحه، واتهموه بـ"التقصير."
ادارة محافظة دهوك أقالت مدير مخيم شاريا من منصبه على خلفية الحادث، فيما لا تزال التحقيقات جارية حول سبب نشوب الحريق.
سالم بدل، الذي يسكن المخيم منذ قرابة سبع سنوات قال لـ(كركوك ناو)، "هذا المخيم يتعرض للإهمال ويفتقر الى الخدمات... الحادث كان مصيبة أخرى ألَمَّت بالايزيديين، نطالب إدارة المخيم منذ سبع سنوات السماح لنا ببناء منازل باستخدام الطابوق الاسمنتي بدلاً من الخيم، لكنهم لا يسمحون لنا."
الحادث أسفر عن اصابة ستة أشخاص بحروق طفيفة، فيما أصيب 30 شخصاً آخرون بضيق التنفس.
وكان أحد التجار الساكنين في المخيم قد تكبد أضراراً بلغت 50 ألف دولار الى جانب 100 مليون دينار عراقي.
بيوار عبدالعزيز، مدير إعلام مديرية الدفاع المدني في دهوك قال في تصريح لـ(كركوك ناو)، "تمكننا من السيطرة على الحريق في غضون ساعتين، ساعدتنا الطائرات المروحية في إخماد الحريق."
ساعدتنا الطائرات المروحية في إخماد الحريق
حسب احصائيات الدفاع المدني، التهم الحريق 400 خيمة تعود لـ 187 عائلة.
ولفت بيوار عبدالعزيز الى أن "لجنة مشتركة من إدارة المخيم، أدارة محافظة دهوك و الدفاع المدني بدأت تحقيقاتها للكشف عن سبب اندلاع الحريق وجوانب التقصير."
إدارة محافظة دهوك و وزارة الهجرة والمهجرين العراقية قررتا تعويض المتضررين، لكن آلية التعويض ومبلغ التعويض لم يتم تحديده بعد.
من جانبه، قال جوهر علي بك، نائب أمير الايزيديين لـ(كركوك ناو)، "نحن بانتظار مسؤولي دهوك الذين وعدوانا بتعويض المتضررين."
واضاف جوهر علي بك، "كانت هذه كارثة انسانية كبيرة، نناشد جميع المنظمات والخيّرين بمساعدة تلك العوائل."
وقال هكار محمد، الذي تم اختياره مديراً جديداً لمخيم شاريا، "بالتأكيد سيتم تعويضهم"، لكن ذلك يعتمد ما ستؤول اليه التحقيقات.
لم تكن تلك المرة الأولي التي يندلع فيها حرق في مخيمات النازحين، حيث شهد مخيم بيرسيف في قضاء زاخو منذ مطلع ها العام نشوب ما يقرب من 25 حريقاً.
وكانت (كركوك ناو) قد نشرت في تقرير سابق بأن المخيمات تعاني من عدم احتوائها على مراكز إطفاء، وهو ما يضاعف من حجم الأضرار الناجمة عن الحرائق.