الوقف الشيعي يقول بأن ينبوع القرية مقدس عندهم

سكان قرية ايزيدية يمنعون بناء حسينية في قريتهم

نينوى/ 10 حزيران 2021/ هدم غرفة بناها مواطنون شيعة بالقرب من ينبوع قرية سكينية، يقول الايزيديون بأنه كان من المقرر تحويله الى حسينية   تصوير: مُرسَلة الى (كركوك ناو)

عمار عزيز – نينوى

وقف عدد من المواطنين ورجال الدين الايزيديين ضد بناء حسينية في قريتهم، دون الدخول في توتر مع الوقف الشيعي.

وقم سكان قرية سكينية الواقعة ضمن حدود قضاء سنجار يوم الخميس، 10 حزيران 2021، بهدم هيكل وأساس منزل بالقرب من ينبوع القرية، كان من المقرر حسب قولهم تحويله الى حسينية من قبل شيعة كربلاء بالتعاون مع الشيعة الموجودين في القضاء.

فاخر خلف، رجل دين ايزيدي شارك في هدم المكان قال لـ(كركوك ناو)، "قبل هد المنزل تحدثنا مع الوقف الشيعي وأخبرناهم بأننا لن نقبل ببناء مزار أو حسينية في القرية، وبعد تداول الأمر اقتنعوا بذلك."

بعد هدم المنزل، تمت إعادة مواد البناء والطابوق الاسمنتي الى الوقف الشيعي.

 "نحن والشيعة إخوة، نحن لا نبني مزارات وأماكن دينية على أراضي الشيعةن ولا نقبل منهم أن يبنوا حسينيات على أراضينا"، هذا ما قاله فاخر خلف.

بدأت أعمال بناء ذلك المنزل في 7 حزيران الجاري من قبل عدد من شيعة كربلاء بالقرب من ينبوع مياه القرية.

لم نقل بأن قرية سكينية تابعة للشيعة، بل قلنا بأن ينبع القرية مقدس عند الشيعة

صبحي ألياس، ممثل القف الشيعي في سنجار، قال لـ(كركوك ناو) "لم نقل بأن قرية سكينية تابعة للشيعة، بل قلنا بأن ينبع القرية مقدس عند الشيعة، البعض من أهالي منطقة طويريج في كربلاء قرروا بناء غرفة اضافة الى مرحاض بالقرب من ينبوع القرية، لتكون مكان استراحة للزائرين وليس لبناء حسينية."

غير أن ايزيديي القرية يقولون بأن الغرفة كانت اساساً لبناء حسينية.

تبعد قرية سكينية أربعة كيلومترات عن مركز قضاء سنجار، ويوجد فيها ينبوع يعتبره السكان مقدساً ويستخدمون مياهه لعلاج العديد من الأمراض.

shi3a in shngal
نينوى/ 2020/ إحياء مراسيم عاشوراء في قضاء سنجار  تصوير، خاص بـ(كركوك ناو)

"الرواية المقدسة عن ذلك الينبوع يعرفه الايزيديون أيضاً ويشهدون على صحته"، حسبما قال ممثل الوقف الشيعي في سنجار.

حسب روايات الشيعة، بعد استشهاد الإمام الحسين بن علي، وصل الجيش الاسلامي الى سنجار في طريقهم الى الشام، وضاعت فاطمة، ابنة الحسين، في أطراف قرية سكينية ثم عُثِر عليها عند ينبوع القرية.

يقول هادي سفوك من وجهاء عشيرة قيران في قرية سكينية، "لم يتواجد المسلمون الشيعة أو السنة في قريتنا في أية حقبة، هذا المكان كان ولا يزال موطن الايزيديين، لذا لن نقبل بأن يستولي أحد على القرية."

واضاف هادي سفوك، "كاونا يرومون بناء عدة غرف أخرى بعد اكتمال تلك الغرفة بالقرب من الينبوع من أجل تحويلها الى حسينية، لذا تحدثنا مع شيعة سنجار و قمنا بهدم المكان."

وأشار الى أنهم نقلوا مواد البناء الى مزار السيدة زينب في سنجار لأن الشيعة قالوا بأنهم جلبوا تلك المواد من كربلاء وهي مقدسة عندهم.

كان عدد سكان قرية سكينية يقدر بـ 300 عائلة لكن عددها تقلّص الى 20 عائلة فقط، أغلبهم ينتمون لعشائر قيران و منكا الايزيدية.

هذا المكان كان ولا يزال موطن الايزيديين، لذا لن نقبل بأن يستولي أحد على القرية

خال علي، قائد قوات الحشد الشعبي في سنجار قال لـ(كركوك ناو) " مياه ينبوع سكينية مقدسة عند الشيعة والعراقيين بصورة عامة، دأب الناس منذ سنوات على القدوم الى المنطقة من مدن العراق الأخرى للاستفادة من مياه الينبوع، لذا فاتحوا صاحب الأرض القريبة من الينبوع من اجل السماح لهم ببناء غرفة استراحة وقد وافق على ذلك."

وأوضح خال علي بأنه بعد نشوء احتجاجات ومخاوف من التغيير الديموغرافي في القرية، تراجع صاحب الأرض عن الاتفاق و ووافق الشيعة على هدم المكان وإعادة مواد البناء الى مزار السيدة زينب.

تعيش في سنجار أغلبية ايزيدية، الى جانب مسلمين شيعة و سنة و مسحيين.

أثناء هجوم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) تم تفجير ثمان مزارات شيعية في سنجار، أُعيد ترميم اثنين منها، إحداها مزار السيدة زينب.

يقع قضاء سنجار على بعد 120 كم غرب الموصل و يتبع محافظة نينوى إدارياً، لكن القضاء يعتبر من المناطق المتنازع عليها بين حكومة اقليم كوردستان و الحكومة الاتحادية..

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT