كلما طرأت مشكلة في داقوق، يسعى مجلس الأعيان لفضها بطريقة سلمية قبل أن تتفاقم وتؤدي الى فتنة تهدد تعايش القوميات في ذلك القضاء.
تأسس مجلس أعيان وشورى داقوق قبل أقل من عام، ويُعنى بجميع القوميات التي تعيش في قضاء داقوق (44 كم جنوب كركوك)، ويتألف من عدد من الشخصيات البارزة ووجهاء عشائر عربية، كوردية وتركمانية. أُنشِأ المجلس عقب تزايد التهديدات التي تواجه التعايش نتيجة للحوادث الأمنية ومشاكل أخرى تتعلق بالنزاعات حول ملكية الأراضي الزراعية في المنطقة.
يقول عباس حمدي بكتاش، شخصية تركمانية ورئيس مجلس أعيان وشورى داقوق "إحدى مهامنا هي متابعة مشاكل المواطنين في سبيل معالجتها بصورة سلمية، نحن نعمل كفريق واحد وصوت واحد، لأن هذا هو المطلوب في مدينتنا التي يجمعنا فيها تاريخ طويل من التعايش."
وقال بكتاش لـ(كركوك ناو) بأن المجلس دأب منذ تأسيسه على السعي لإيصال الرسالة التي مفادها أن قوميات داقوق تريد التصالح وتريد الحفاظ على التعايش والعلاقات الاجتماعية التي تربطهم.
عقد مجلس اعيان وشورى داقوق أول اجتماع له في عام 2020، ويتكون المجلس من 12 عضواً رئيسياً و قد شكّل المجلس 12 لجنة لجميع المجالات المتعلقة بحياة المواطنين، ويتم تغيير رئيس المجلس كل ثلاثة اشهر.
"هدفنا الرئيسي هو الحفاظ على السلام والتعايش وتعزيزه في داقوق، لذا يسعى المجلس لحل جميع المشاكل والنزاعات بطريقة سلمية"، هذاما قاله زاهر عباس، عضو كوردي في مجلس الأعيان والشورى لـ(كركوك ناو).
يعقد مجلس الأعيان والشورى اجتماعاً كل اسبوعين وكان آخر اجتماع له في 15 حزيران 2021، حيث استضاف فيه العقيد حمزة فؤاد، آمر اللواء 45 في الجيش العراقي والذي يتولى الملف الأمني في داقوق.
الشخصية التركمانية وعضو مجلس الأعيان والشورى رافد جلال قال لـ(كركوك ناو) "طرحنا في ذلك الاجتماع عدة مقترحات لحماية المنطقة بصورة افضل، من ضمنها اعادة نصب نقطة تفتيش جنوبي قضاء داقوق، لأن غيابها تسبب في حدوث فراغ أمني."
وأوضح رافد بأن آمر الجيش تعهد بالعمل على تنفيذ مطالبهم ونشر قوات اضافية لحماية داقوق.
نريد أن تسود رسالة الأخوة والتعايش على الخطابات الشديدة اللهجة
الخوف من الأعمال الانتقامية بين القوميات والمكونات الدينية والمذاهب المتعددة ازداد في داقوق، بالتحديد بعد هجمات تنظيم داعش أواسط عام 2014 واجتياحه لمساحات واسعة من أراضي محافظة كركوك، وهناك مساعي حثيثة لمجابهتها.
حسن هلال، أحد وجهاء قبيلة البو مفرج العربية في داقوق وعضو مجلس الأعيان والشورى قال لـ(كركوك ناو) "نريد أن تسود رسالة الأخوة والتعايش على الخطابات الشديدة اللهجة."
وأضاف بأن مساعيهم تتركز على تشجيع الناس من مختلف القوميات والمذاهب والأديان على احترام المقابل والحؤول دون نشء التوتر والنزاعات.
يضم مجلس أعيان وشورى داقوق شخصيات كاكائية ومسلمين من كلا المذهبين الشيعي والسني.
"جميع القوميات تلتزم وتعمل بالقرارات التي يصدرها مجلسنا"، حسبما قال حسن هلال.
يحظى مجلس الأعيان والشورى بدعن عدد من الأحزاب السياسية الكوردية والعربية والتركمانية ويحضر ممثلو تلك الأحزاب أغلب اجتماعات المجلس.
الى جانب الملف الأمني، أدت النزاعات حول ملكية الأراضي الزراعية في عدة قرى تابعة لداقوق الى نشوء مشاكل بين المزارعين من مختلف القوميات، بالأخص بين المزارعين الكورد والعرب، وقد تطورت في البعض الأحيان الى اشتباكات.
مجلس الأعيان والشورى خاطب الجهات المعنية حول النزاعات المتعلقة بملكية الأراضي الزراعية في سبيل فض تلك النزاعات وفقاً للإجراءات القانونية.
"نملك ماضياً جميلاً في الأخوّة ومن واجب الجميع الآن الحفاظ على تلك الأخوّة"، حسبما قال حسن حلال.