هجر سكان ست قرى واقعة بين قضاء داقوق و ناحية الرشاد جنوبي محافظة كركوك منازلهم وأخلوا قراهم بسبب تهديدات مسلحي تنظيم داعش.
القرى الست تقع على بحيرة روخانة جنوب غرب قضاء داقوق وهي منطقة وعرة وتمتاز بكثافة أشجارها.
خليل اللهيبي، مختار قرية تمار –احدى القرى الست التي تم اخلاؤها- قال لـ(كركوك ناو) "كان مسلحو داعش يداهمون قرانا ويطلبون الطعام والمساعدات الأخرى، ويهددون بقتلنا ان لم نصغ لمطالبهم."
سكان تلك القرى موزعون الآن على مركز قضاء داقوق وأطرافه، بعضهم استأجروا منازل وبعضه الآخر يعيشون في الخيم دون أن يتلقوا معونات.
هددوا بقتلي و قتل أفراد عائلتي ان لم أتب
في مطلع شهر حزيران الحالي، داهم عدد من مسلحي داعش منزل مختار قرية عبدالله حمد ويدعى مساهر صالح. وقال مساهر لـ(كركوك ناو) "لم أكن متواجداً في المنزل، هددوا بقتلي و قتل أفراد عائلتي ان لم أتب... هذا الحادث أجبرنا على مغادرة القرية"، وباتت قرية عبدالله حمد التي عاد سكانها اليها بعد ثلاث سنوات من النزوح سادس قرية في المنطقة يتم اخلاؤها خلال هذا العام.
يعيش مساهر وعائلته الآن تحت احدى الخيم في أطراف داقوق بانتظار من يمد لهم يد المساعدة.
في العامين الماضيين شنت القوات الأمنية العراقية عشرات العمليات العسكرية في تلك المناطق لكنها لم تسفر عن القضاء على تهديدات هذه الجماعة المسلحة.
مواقع قوات الشرطة الاتحادية هي الأقرب من القرى الست، حيث تتمركز هذه القوات على بعد 10 كيلومترات من تلك القرى.
خلال الفترة الماضية، اجتمع مخاتير القرى الست التي تقطنها 50 عائلة عربية مع القائممقام، المحافظ وقائد العمليات المشتركة في كركوك لبحث المشاكل الأمنية التي تواجههم.
وقال خليل اللهيبي، "طالبنا بنشر قوات إضافية، وعدوا بإرسال تلك القوات، لكن وعودهم لم تُنَفَّذ."
من جانبه أكد لويس فندي، قائممقام قضاء داقوق بالوكالة، والذي يتولى في الوقت نفسه مسؤولية الملف الأمني في القضاء، إخلاء القرى الست من ساكنيها و قال "في الوقت الحاضر، تقع تلك القرى خارج سيطرة القوات الأمنية."
وتابع "طلبنا إرسال قوات اضافية للمنطقة من أجل إعادة الحياة الطبيعية لسكان تلك القرى"، وشدد قائلاً "أطلعنا محافظ كركوك على الظروف التي يعيش فيها سكان القرى الست وذلك من أجل مد يد العون لهم، حيث أنهم يعيشون في أوضاع مزرية."
طلبنا إرسال قوات اضافية للمنطقة من أجل إعادة الحياة الطبيعية لسكان تلك القرى
تتواجد في قضاء داقوق (44 كم جنوب مدينة كركوك) قوات الجيش العراقي، الشرطة الاتحادية و قوات الحشد الشعبي، حيث تتولى كل واحدة منها مسؤولية حماية جزء من المنطقة، وذلك في اطار قيادة العمليات المشتركة في كركوك.
إخلاء تلك القرى يأتي بعد أن زار وزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي محافظة كركوك واجتمع جنوب داقوق مع عدد من قادة الشرطة الاتحادية.
حسب مصادر (كركوك ناو) أبدى وزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي في تلك الزيارة امتعاضه من أداء القوات الأمنية في كركوك و منتقداً "عدم تمكنّهم من سدّ الفراغات الأمنية و غياب التنسيق وتبادل المعلومات الاستخباراتية فيما بينها"، كما أن الوزير أبلغهم بأن "تهديدات داعش في كركوك في تصاعد وسيتم ارسال قوات اضافية."
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد وصل في حزيران 2020، بعد أقل من شهر على توليه منصب رئيس الوزراء، الى قضاء داقوق للإشراف على عملية عسكرية بمشاركة كافة القوات الأمنية في المنطقة.
و ذكر مكتب رئيس الوزراء في بيان صدر حينها حول العملية العسكرية بأن الهدف من العملية هو "تجفيف منابع الارهاب في المنطقة"، كما أكد الكاظمي على "ضرورة أن تقوم القوات الأمنية بحماية أرواح وممتلكات جميع المواطنين في المنطقة."
استمرار تهديدات تنظيم داعش في مناطق جنوب و جنوب غربي كركوك، تأتي بالرغم من أن رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي أعلن في أواخر عام 2017 القضاء التام على تنظيم داعش في العراق، بعد قرابة ثلاث سنوات من المواجهات العسكرية.