واجهت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمحافظة نينوى، انتقادات لـ"تهميش" المكون الايزيدي وغياب تقديم المساعدة لتعمير مدينة الموصل.
وزار ماكرون مدينة الموصل، يوم الاحد 29 اب 2021، واجرى جولة ضمت زيارة كنيسة الساعة التي دمرها تنظيم الدولة "داعش" بعد سيطرته على المدينة عام 2014، وكذلك جامع النوري الذي دمره التنظيم قبيل فقدانه السيطرة على المدينة في تموز عام 2017.
اقصاء المكون الايزيدي
"على الرغم بأن الايزيديون يشكلون جزء من الفسيفساء العراق الأصيل لكنهم تم اقصاءهم من قبل الرئيس الفرنسي"، يقول جهور علي بك، وكيل امير الايزديين لـ(كركوك ناو).
"ماكرون همش المكون الايزيدي، وخالف بوعده بزيارة سنجار وأَقْصَى الرموز الايزيدية من الامير والمجلس الروحاني وجميع رجال الدين وجميع الايزيديين بصورة عامة"، يضيف علي بك.
ماكرون همش المكون الايزيدي، وخالف بوعده بزيارة سنجار وأَقْصَى الرموز الايزيدية
وبين ان الايزيديين كانوا "متشوقين ومتلهفين" لزيارة الرئيس الفرنسي وبنوا "امال عليها"، لكنهم انصدموا بإلغاء زيارته لقضاء سنجار.
ويذكر ان الرئيس ماكرون كان قد التقى في بغداد يوم السبت 28 اب 2021، الحائزة على جائزة نوبل للسلام نادية مراد وهي إحدى المختطفات السابقات لتنظيم داعش من المكون الايزيدي .
والايزيديون تعرضوا لخطف وقتل بصورة واسعة اثناء اجتياح تنظيم داعش لمناطقهم في قضاء سنجار (غرب محافظة نينوى) في عام 2014، قتل خلالها اكثر من 1293 ايزيدي في حين كان عدد المختطفين 6417 شخصا، كانت نسبة الاناث منهم 3548 والذكور 2869.
زيارة معنوية
ان "زيارة ماكرون يوم السبت للموصل كانت معنوية" على حد قول رفعت سمو، معاون محافظ نينوى للشؤون الادارية لـ(كركوك ناو).
وبخصوص أهمية الزيارة لاعمار المدينة، يقول سمو "لا أعتقد أن فرنسا ستصرف اي مبلغ مالي لإعمار الكنائس والاماكن الدينية في محافظة نينوى".
لا أعتقد أن فرنسا ستصرف اي مبلغ مالي لإعمار الكنائس والاماكن الدينية في محافظة نينوى
"نحن كإدارة محافظة نينوى أردنا التوقيع على عقد مشروع اعادة تعمير مطار الموصل لكن هذا لم يحصل، لأن الحكومة الفرنسية لم ترسل التصميم الخاص لتعمير المطار للحكومة العراقية"، يوضح سمو.
الحكومة الفرنسية أعلنت في وقت سابق عن عزمها اعمار مطار الموصل بمبلغ 300 مليون يورو على شكل قرض يدفع للعراق.
ولفت سمو إلى ان زيارة الرئيس الفرنسي للأماكن الدينية كمسجد النوري وكنيسة الساعة ومراقد الشيعية هدفها ايصال رسالة لتعزيز التعايش السلمي والديني للمكونات الدينية.
وصف ماكرون خلال الزيارة عملية إعادة الإعمار في مدينة الموصل بـ"بطيئة جدا"، وأعلن عن نية فرنسا افتتاح مدارس وقنصلية في المدينة.
الرئيس لم يرى الجانب المتضرر
"زيارة ماكرون تصبَّ لصالحِ مدينةِ الموصل، لكنه لم يرَ المناطق المتضررة في الجانبِ الأيمن من المدينة الذي تعرض للتدمير بصورة كبيرة وخصوصا الجوامع والكنائس والبنى التحتية من المستشفيات والمطارات والفنادق"، حسب قول لقمان حسين، ناشط مدني من محافظة نينوى.
ولا يوجد احصائية دقيقة لحجم الاضرار التي وقعت في الموصل اثناء سيطرة تنظيم داعش على المدينة في 10 اب 2014 لغاية اعلان القوات العسكرية العراقية السيطرة عليها بالكامل في 10 تموز 2017.
وزيارة ماكرون إلى الموصل جاءت غداة مشاركته في مؤتمر بغداد "للتعاون والشراكة"، ضمّ مصر والأردن وإيران وتركيا والإمارات والكويت والسعودية الذي عقد يوم السبت 28 اب 2021 .