وقع انفجار ليلة أمس في مخيم قاديا للنازحين بمحافظة دهوك وأفادت مصادر بأن التفجير قد نُفِّذ باستخدام مادة الـ"T.N.T" و استهدف ضابطاً رفيع المستوى في قوات الأمن (الآسايش) وأسفر عن إصابته مع أحد أبنائه بجروح، ومصرع اثنين من أحفاده، الى جانب جرح مواطنَين آخرَين.
وقع الحادث في الساعة 10:15 من ليلة أمس الاثنين، 30 آب 2021 في مخيم قاديا بقضاء زاخو ضمن محافظة دهوك والذي يقطنه غالبية من النازحين الايزيديين من سنجار و مناطق أخرى في نينوى.
حسب متابعات (كركوك ناو) فقد تم وضع كمية من مادة الـ"T.N.T" تحت الكرفان الذي تقيم فيه عائلة الرائد حسن حيدر المنتسب في قوات أمن غرب دجلة.
يقيم الرائد حسن و أبناؤه الأربعة في أربع كرفانات مربوطة ببعضها ولا يفصل بينها أي فجوة.
شاكر خدر، شاهد عيان يسكن في كرفان يبعد 200 متراً عن مكان إقامة الضابط، قال لـ(كركوك ناو) "سمعنا فجأة صوت انفجار قوي، توجهت الى مكان الحادث مباشرةً فوجدت عدة اشخاص مصابين بجروح فيما لقي طفلان مصرعهما في الحال". الضحيتان كانا أحفاد ضابط الأمن.
أمير عادل، مسؤول إعلام مستشفى زاخو العام، قال لـ(كركوك ناو) "لقي طفل يبلغ من العمر شهراً واحداً و طفلة بعمر الثانية عشرة مصرعهما جراء الانفجار، كما اصيب ثلاثة اشخاص آخرين بجروح نقلوا الليلة الماضية الى مستشفى الطوارئ بمدينة دهوك بسبب خطورة إصاباتهم."
هناك أرقام متباينة بخصوص عدد الجرحى، حيث تشير بعض المصادر الى أن عددهم ثلاثة، فيما تقول مصادر أخرى بأن أكثر من أربعة اشخاص أصيبوا بجروح.
حسب متابعات (كركوك ناو)، فإن قائمة الجرحى تضم ضابط الأمن و أحد أبنائه الى جانب شخصين آخرين يقيمون بالقرب من منزل الضابط.
وتضاربت الأنباء في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول سبب الانفجار، فقد عزت بعضها الانفجار الى قصف تركي، نظراً لتواجد عناصر حزب العمال الكوردستاني في الأراضي العراقية، حيث شنت القوات التركية منذ مطلع هذا العام عدة غارات جوية استهدفت سنجار و مناطق أخرى من محافظة نينوى.
غير أن شاهد العيان يقول بأنه وبعد وصول القوات الأمنية، "تبين وجود سلك تحت الكرفان الذي تعيش فيه أسرة الضابط يبلغ طوله 70 متراً وقد ربط طرفه الآخر ببطارية، لذا رجحوا بأن التفجير نفذ عن بعد باستخدام مادة الـ(T.N.T)"، على حد قول شاكر خدر.
مديرية شرطة محافظة دهوك اشارت في بيان مقتضب ليلة أمس بأنها تحقق في الحادث، ولم تكشف أي معلومات أخرى لحد اليوم.
كاروان زكي، مسؤول قسم الاعلام في مركز التنسيق المشترك للأزمات التابع لوزارة الداخلية في حكومة اقليم كوردستان –يشرف على جميع مخيمات النازحين، قال لـ(كركوك ناو) "لا توجد أي نتائج رسمية لحد الآن لكن حسب المعلومات الأولية فإن الانفجار تم باستخدام مادة الـ(T.N.T) وقد استهدف منزل ضابط أمن."
وأضاف بأن الحادث أدى الى مصرع طفلين وإصابة ثلاثة اشخاص آخرين بجروح، كما تسبب بتدمير أربع كرفانات بالكامل.
ولفت كاروان زكي الى أن تحقيقات الأجهزة الأمنية بشأن الحادث متواصلة.
وفقاً لمتابعات (كركوك ناو) فإن ضابط الأمن لم يكن لديه افراد حماية.
مصدر مطلع طلب عدم الكشف عن اسمه قال لـ(كركوك ناو) "أثناء وقع الانفجار كان الضابط متواجداً في الكرفان الذي يقيم فيه ابنه، لذا فقد اصيب ابنه ايضاً بجروح."
وكشف بأن التحقيقات الأولية تشير الى أنه "يشتبه بأن مادة الـ(T.N.T) التي كانت مزروعة تحت الكرفانات قد تم تفجيرها من على بعد 70 متراً."
الضابط المستهدف في الانفجار يداوم في دهوك لكن مقر واجبه الرئيسي هو ضمن قوات أمن (آسايش) غرب دجلة التابعة لمجلس أمن اقليم كوردستان في سنجار ومناطق غرب نينوى التي يدار ملفها الأمني منذ عدة سنوات من قبل القوات التابعة للحكومة الاتحادية العراقية.
الفرع السابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني في سنجار، والذي زار مسؤوله مخيم قاديا عقب الحادث، قال في بيان بأن "منزل حسن حيدر من قوات آسايش غرب دجلة تم استهدافه باستخدام الـ(T.N.T)، هذا عمل إرهابي خطط له مسبقاً"، دون الافصاح عن معلومات أخرى أو اتهام جهة أو حزب معين.
يتواجد أكثر من 664 ألف نازح في اقليم كوردستان، يشكل الايزيديون نسبة 30 بالمائة منهم، وأكثر من نصفهم ينحدرون من محافظة نينوى، بالتحديد من سنجار، متوزعين على 26 مخيماً للنازحين، وذلك حسب احصائيات مركز التنسيق المشترك للأزمات التابع لوزارة الداخلية في حكومة اقليم كوردستان.