لا يزال أهالي سنجار بانتظار الجهات المعنية لفتح مقبرة جماعية وسط القضاء بعد مرور شهرين على قيامهم بتسييجها.
وكانت قوة تابعة لـ"جهاز المخابرات العراقي" قد قامت ليلة 29 حزيران الماضي بتسوية قطعة أرض وسط قضاء سنجار ، تضم رفات ستة الى عشرة ضحايا يعود تاريخ مقتلهم الى فترة سيطرة داعش ما بين عامي 2014 و 2015 وذلك بغرض تحويلها الى مرآب سيارات.
المتحدث باسم شرطة سنجار ناطق علو أحمد، قال لـ(كركوك ناو)، مباشرة بعد سوية قطعة الأرض، تابعت شرطة سنجار الموضوع وأرسلنا كافة الصور والمعلومات الى دائرة المقابر الجماعية في بغداد ونحن منذ ذلك الحين بانتظار أن يزوروا موقع المقبرة ميدانياً واتخاذ قرار بشأنها."
وأضاف "لم يرسلوا أحداً، فعلنا ما علينا".
وتابع المتحدث باسم شرطة سنجار قائلاً، "رفات الضحايا لا تزال في مكانها وقد تم تسييج الموقع من أجل حمايته الحفاظ عليه."
من جهته قال فهد حامد، الذي اختير من قبل مجلس الادارة الذاتية في سنجار –يتألف من ممثلي مكونات وأحزاب سنجار المتعددة- قائممقاماً للقضاء، "القضية بقت على حالها وقد تم تسييج محيط المقبرة... في الوقت الحاضر المسافة التي تفصل بين الرفات ومكان تركين العجلات التابعة لجهاز المخابرات متران فقط."
"قضية تلك المقبرة الجماعية تم تعليقها بصورة مؤقتة، نحن والمنظمات ورجال الدين مارسنا الضغوط لمنع تحويل المقبرة الجماعية الى مرآب... نطالب الجهات المعنية بمعالجة هذه القضية وزارة الموقع بصورة ميدانية."
قضية تلك المقبرة الجماعية تم تعليقها بصورة مؤقتة
وقال مدير شؤون المقابر الجماعية في وزارة شؤون الشهداء و المؤنفلين في حكومة اقليم كوردستان، سيروان جلال، في تصريح لـ(كركوك ناو)، "وجهنا كتاباً رسمياً الى مديرية حماية المقابر الجماعية التابعة لمؤسسة الشهداء العراقية منذ أكثر من شهرين متضمناً كافة الصور والمعلومات الخاصة بتسوية تلك المقبرة، لكننا لم نحصل على رد رسمي منهم."
وأضاف، "اذا ما كانت العلاقات بين الاقليم وبغداد جيدة فإن تلك الدائرة ترد على كتبنا الرسمية بسرعة، لكن إذا ساءت تلك العلاقات فلا ترد علينا مطلقاً.. في الوقت الحاضر العلاقات ليست على ما يرام."
وأوضح بأن "المشكلة هي أن تلك المنطقة ليست ضمن سلطتنا، لا نستطيع إجراء زيارة ميدانية للمقبرة الجماعية."
جهاز المخابرات العراقي لم تتخذ أي موقف حبال القضية لحد الآن رغم احتجاجات أهالي سنجار والمنظمات وإدارة القضاء، لكن مسؤولين في الجهاز أكدوا خلال لقاءاتهم مع ممثلي تلك الجهات بأنهم "لم يكونوا على علم بأن الموقع يضم مقبرة جماعية."
فلاح حسن، عضو هيئة التحقيق وتقصي الحقائق في الفريق الوطني لفتح المقابر الجماعية التابعة لحكومة اقليم كوردستان والتي تعمل بالتنسيق مع الحكومة العراقية قال لـ(كركوك ناو)، " الفريق الوطني لفتح المقابر الجماعية عاد الى بغداد منذ اشهر، لا نستطيع زيارة تلك المقبرة دون علم وموافقة بغداد"، وأضاف، "صحيح بأننا نعمل بالتنسيق مع بغداد، لكننا نحتاج الى موافقة بغداد في تلك المسائل."