"في الأعوام السابقة كنت أبيع ما لا يقل عن 10 أطنان من محصول العنب في الأسواق، أما هذا العام فقد بعت 250 كيلوغرام فقط... من سيعوضني عن أضراري؟ نحن فقط من نتكبد تلك الأضرار"، هذا ما قاله روز آزاد، الذي يملك إحدى البساتين في كركوك.
روز آزاد الذي يقيم في قرية دارا جنوبي قضاء داقوق مثال للعشرات من اصحاب البساتين في محافظة كركوك الذين يشكون تعرضهم لخسائر جسيمة هذا العام بسبب التغيرات المناخية التي أثرت سلباً على انتاج بساتينهم.
يملك روز بستاناً مساحته 11 دونم، يضم محاصيل العنب، الرمان، التفاح والكمثري، لكن العنب يشكل الجزء الأعظم من البستان بسبب الاقبال الكبير عليه في السوق، على حد قوله.
تراجع محصول هذا العام أصاب ذلك المزارع بالحيرة والذهول، فقد تقلص انتاج العنب من 10 اطنان الى حوالي ربع طن، "السبب وراء ذلك هو تساقط كمية قليلة من الأمطار في الشتاء الماضي، وفي الصيف كانت درجات الحرارة مرتفعة جداً"، حسبما أوضح روز آزاد.
بلغت كمية الأمطار التي تساقطت هذا العام في كركوك 104 ملم، وهي حسب هيئة الأنواء الجوية أقل معدل لتساقط أمطار خلال العقدين الماضيين. العام الماضي كانت معدل تساقط الأمطار 283 ملم، أما العام الذي قبله فوصل الى 535 ملم.
ويأتي ذلك في حين وصلت درجات الحرارة خلال فصل الصيف في محافظة كركوك، بالأخص في شهر تموز، الى 50 درجة مئوية.
بهمن ولي، مزارع آخر في داقوق، قال لـ(كركوك ناو)، "الحرارة تؤثر على فروع وأغصان الأشجار وتحرقها، وبالتالي يؤثر على انتاجها... قلة الأمطار تؤدي الى عدم ارتواء الأشجار بصورة كافية أثناء فترة نموها خلال فصلي الشتاء والربيع."
يملك بهمن بستاناً مسحته ستة دونمات، تشكل أشجار التين و الخوخ الجزء الأكبر منه، بهمن كان ينوي توسيع مساحة بستانه هذا العام، لكن التغير المناخي وعدم تلقيه الدعم اللازم من الحكومة عطلت مشروعه، "المزارعون بحاجة الى دعم الحكومة."
يوجد في قضاء داقوق (44 كم جنوب مدينة كركوك) أكثر من 130 دونم من البساتينموزعة على 53 بستاناً مسجلة رسمياً من قبل دائرة زراعة داقوق.
يقول دانا عادل، مسؤول قسم المحاصيل النباتية في دائرة زراعة داقوق، بأنهم لم يتمكنوا من تزويد الأسمدة والمبيدات الزراعية للفلاحين لمواجهة تداعيات التغير المناخي، موضحاً بأن "مصدر المشكلة هي بغداد، حيث لم تتمكن الحكومة من تخصيص ميزانية لهذا القطاع بسبب الأزمة الاقتصادية، وأضاف، "سابقاً كان يتم تخصيص ميزانية لدعم المزارعين وأصحاب البساتين، حيث كانوا يزودون بالأسمدة والمبيدات مرة كل عامين."
ويأتي ذلك في الوقت الذي لم يصدر فيه لحد الآن قرار لتعويض المزارعين، باستثناء بعض الوعود التي قُدِّمت من قبل المسؤولين على نطاق المحافظات."
فرهاد فائق، الذي يملك بستاناً يضم أشجار الرمان والعنب في كركوك قال لـ(كركوك ناو)، "تراجع انتاج بستاني الى حوالي النصف، لكننا لم نيأس ولم نستسلم."
يحوي بستان فرهاد فائق الذي تبلغ مساحته خمسة دونمات حوالي 250 شجرة رمان.
"حين أنقل انتاج بستاني الى السوق، يقبل الناس عليه بلهفة، لأنه محصول محلي وذو مذاق خاص، وذلك يحفزني على مواصلة عملي."