عمليات الخطف كابوس يهدد أهالي مخمور

مخمور/ آذار 2020/ عملية عسكرية في جبال قرجوغ   تصوير: جهاز مكافحة الارهاب العراقي

عمار عزيز

يؤكد المسؤولون في قضاء مخمور بأن الوضع الأمني في القضاء سيتحسن قريباً، لكن أهالي المنطقة يخشون من تكرار حالات القتل والخطف من قبل مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) والتي كانت من أسباب إخلاء عشرات القرى التابعة لمخمور.

تطمينات المسؤولين تأتي بعد أن شهد شهر آب الماضي اختطاف 11 شخصاً في مناطق متفرقة من القضاء، أخلي سبيل قسم منهم مقابل مبالغ مالية كبيرة ولا يزال مصير الآخرين مجهولاً.

كومار ولي فقي أحمد، من سكنة قرية برايم باول التابعة لناحية قراج في مخمور، تعرض أحد أبناء اشقائه للاختطاف في منطقة قريبة من القرية و أفرج عنه بعد 14 يوماً في مقابل 500  ألف دولار.

ابن شقيق كومار يبلغ من العمر 16 سنة و يعمل في الزراعة وتربية المواشي في قريتهم، ووفقاً لما قاله عمه، لم تكن لديه مشاكل مع أحد.

"الذين اختطفوا ابن شقيقي كانوا من مسلحي تنظيم داعش، بعد اختطافه اتصلوا بنا وأخبرونا بأننا لن نراه مجدداً إن لم ندفع فدية مقدارها 500 ألف دولار، اضطررنا لبيع كل ما لدينا من ممتلكات و ذهب واقترضنا بعض المال كما تلقينا مساعدات من الخيرين وتمكننا من جمع ذلك المبلغ... حالياً ندين للناس بمبلغ 170 ألف دولار"، هكذا تحدث كومار عن جهود تحرير ابن شقيقه من خاطفيه، لكنه لم يخض في التفاصيل خوفاً من تكرار حوادث مماثلة واكتفى بالقول "واثق من أنهم كانوا مسلحين لداعش."

رغم أن الحكومة العراقية أعلنت في تشرين الأول 2017 نهاية تنظيم داعش في العراق، إلاّ أن   تحركات التنظيم ازدادت هذ العام، بالأخص في سلسلة جبال قرجوغ التي تعد معقلاً لمسلحي داعش وأحد المناطق التي لم يستتب الأمن فيها رغم العمليات العسكرية التي شهدتها.

تقع سلسلة جبال قرجوغ شرق قضاء مخمور جنوب شرقي محافظة نينوى، وتعد خطاً فاصلاً بين مواقع القوات العراقية و قوات البيشمركة.

maxmur

مخمور/ كانون الثاني 2020/ قرية كردي بكو التابعة لناحية قراج   تصوير: كركوك ناو

كومار وأسرته غادروا قريتهم بعد ذلك الحادث وهم الآن يقيمون في مدينة أربيل ويطالبون الحكومة العراقية بالعمل على حماية سكان القرى وإعادتهم الى مناطقهم الأصلية.

محمد علي حمه، معلم في احدى مدارس مركز قضاء مخمور، ذكر بأن أحد ابناء عمومته تعرض للخطف في شهر آب الماضي، بينما كان متوجهاً الى قرية في المنطقة لتربية المواشي.

"أخذوه الى جبل قرجوغ و بعد ثلاثة ايام اتصلوا بشقيقه وأخبروه بأنه يترتب علينا دفع 50 ألف دولار مقابل إخلاء سبيله"، وتابع محمد، "اضطررنا لدفع ذلك المبلغ من أجل تحريره."

أخذوه الى جبل قرجوغ و بعد ثلاثة ايام اتصلوا بشقيقه وأخبروه بأنه يترتب علينا دفع 50 ألف دولار مقابل إخلاء سبيله

بعد يوم من إطلاق سراح ابن عم محمد، فجّر مسلحون ثلاثة أبراج لنقل الطاقة الكهربائية في مخمور، وفي حادث آخر اختُطِف تسعة اشخاص آخرين.

الأشخاص التسعة اختطفوا ليلة 7 آب 2021 وفي منتصف ليلة السبت 7 اب 2021، بعد أن وقعوا في سيطرة وهمية نصبها مسلحو داعش قرب قرية كندال التابعة لقضاء مخمور، تمكنت القوات الأمنية في حينها من تحرير ثلاثة منهم، وأخلى مسلحو داعش اثنين آخرين، فيما طالبوا بمبلغ 100 ألف دولار لقاء إطلاق سراح كل من المختطَفين الأربعة الآخرين.

هيرش حسين، مدير ناحية قراج –وقعت بعض الحوادث ضمن حدود تلك الناحية-، قال لـ(كركوك ناو)، "الوضع ألأمني في مخمور متردي منذ مدة، مسلحو داعش يستهدفون المدنيين وسكان القرى... الحقيقة هي أن هناك فراغاً أمنياً بين مواقع قوات البيشمركة و القوات التابعة للحكومة العراقية، مسلحو داعش يستغلون هذا الفراغ الأمني لشن هجمات مباغتة وتحقيق مآربهم."

قضاء مخمور، جنوب شرق مدينة الموصل، من ضمن المناطق المتنازع عليها، بعد سقوط نظام البعث في 2003 كان القضاء يُدار من قبل حكومة الاقليم، لكن عقب أحداث 16 أكتوبر 2017 وعودة القوات العراقية الى المناطق المتنازع عليها، تولت الحكومة العراقية مسؤولية الملف الأمني والاداري للقضاء.

وقال مدير ناحية قراج، "طالبنا عشرات المرات بضرورة سد الفراغ الأمني الموجود بين قوات البيشمركة و القوات العراقية، لأن هذه كارثة سيتفاقم تأثيرها يوماً بعد يوم على أهالي المنطقة وستزداد نشاطات وتحركات مسلحي داعش."

وفقاً للإحصائيات التي حصلت عليها (كركوك ناو) من الوحدات الادارية في المنطقة، أربع قرى من مجموع 40 قرية كوردية في المنطقة لا تزال مأهولة، وهذه القرى الأربع تعيش فيها عائلتان أو ثلاثة. لكن الوضع أفضل بالنسبة للقرى التي يقطنها العرب، حيث لا تقع معظمها ضمن مناطق الفراغ الأمني.

رزكار محمد، قائممقام مخمور ورئيس اللجنة الأمنية في القضاء قال لـ(كركوك ناو)، "الأنباء التي تتحدث عن تعرض مواطنين للاختطاف صحيحة، لكن عمليات الخطف لا تحدث بصورة يومية ولا تتكرر كل اسبوع... بعد تشديد الاجراءات الأمنية من قبل الجيش العراقي وقوا البيشمركة لم تُسَجّل حوادث اختطاف خلال هذا الشهر (أيلول)."

بعد تشديد الاجراءات الأمنية من قبل الجيش العراقي وقوا البيشمركة لم تُسَجّل حوادث اختطاف خلال هذا الشهر (أيلول)

بموجب اتفاق بين وزارة الدفاع العراقية ووزارة البيشمركة في حكومة اقليم كوردستان تم تشكيل ستة مراكز للتنسيق المشترك وتبادل المعلومات العسكرية في المناطق المتنازع عليها، تقع إحداها في قضاء مخمور، وذلك بهدف سد الفراغات الأمنية بين الجانبين.

ويناقش الجانبان مسألة تشكيل لواءين مشتركين في المناطق المتنازع عليها.

وقال رزكار محمد، "مراكز التنسيق المشترك بين القوات العراقية وقوات البيشمركة شُكِّلَت منذ أربعة اشهر وباشرت مهامها وقريباً سيتم إطلاق عمليات عسكرية مشتركة في المناطق التي تشهد نشاطاً لمسلحي تنظيم داعش."

"نطمئن المواطنين بأن الوضع الأمني في المنطقة سيتحسن"، حسبما قال قائممقام مخمور.

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT