يشارك المكون الشبكي بثمانية مرشحين يتنافسون للفوز بمقعد الكوتا الوحيد المخصص للشبك في البرلمان العراقي، فيما يسعون من خلال الترشح ضمن أحزاب أخرى للظفر بمقاعد أكثر.
من مجموع 329 مقعد في مجلس النواب العراقي، تم تخصيص مقعد كوتا واحد فقط للشبك ضمن مقاعد محافظة نينوى، يتنافس من أجله ثمانية مرشحين بصورة مستقلة خارج إطار الأحزاب في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي ستقام في العاشر من تشرين الأول الجاري.
ليس هناك تواجد نسوي بين المرشحين الشبك الثمانية.
"انسحب ثلاثة من المرشحين الثمانية، حالياً يتنافس خمسة مرشحين للفوز بمقعد كوتا الشبك"، حسبما قال صدام حسين موسى، أحد مرشحي كوتا المكون الشبكي، لكنه ألمح الى أن أسماء جميع المرشحين الثمانية ستبقى ضمن قائمة التصويت.
يقول صدام، الذي يمتهن المحاماة، بأن قسماً من مرشحي الشبك يحظون بدعم الأحزاب لكنهم يدخلون سبقا الانتخابات بصفتهم مستقلين، وأضاف قائلاً لـ(كركوك ناو)، "يوجد أربعة مرشحين شبك خارج إطار التنافس على مقعد الكوتا، وهم يشاركون ضمن قوائم تحالف الفتح (برئاسة هادي العامري) ودولة القانون (برئاسة نوري المالكي)".
محافظة نينوى قُسِّمت الى ثمان دوائر انتخابية وسيكون بإمكان الناخبين في جميع الدوائر التصوين لمرشحي مقعد كوتا الشبك.
وأوضح صدام حسين بأن عدد الناخبين الشبك في الانتخابات السابقة في محافظة نينوى كان 34 ألف ناخب ومن المتوقع أن يتراجع عددهم الى ما يقرب من 30 ألف، "لكن المرشحين كُثُر وسيؤدي ذلك الى تشتت أصوات الناخبين الشبك."
في سجل الناخبين الذي أعدته المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، لم يتم فصل الناخبين الشبك عن غيرهم من الناخبين في العراق.
رياض الكاكائي، مسؤول شؤون الأحزاب والتحالفات في مكتب نينوى للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، قال لـ(كركوك ناو)، "لا نعرف عدد الشبك الذين رشحوا أنفسهم خارج إطار التنافس على مقعد الكوتا، لأن الشبك لم يتم فصلهم عن البقية على أساس المكونات و بسبب توزعهم على مناطق متفرقة من نينوى لا يمكننا معرفة العدد الحقيقي لناخبيهم."
في الانتخابات البرلمانية السابقة في أيار 2018، شارك الشبك بـ15 مرشحاً وتمكنوا من الفوز بمقعدين في البرلمان، أحدهما مقعد الكوتا و الآخر في إطار تحالف الفتح الشيعي.
غزوان الداودي، عضو مجلس محافظة نينوى المنحل ضمن استحقاق المكون الشبكي وجه سهام نقده للأحزاب الكوردية لكونها لم ترشح شخصيات من الشبك للبرلمان، باستثناء الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي زج بمرشح شبكي، تم إقصاؤه لاحقاً من قبل المفوضية.
المرشحون الشبك كُثُر وسيؤدي ذلك الى تشتت أصوات الناخبين
"المرشحون الشبك مقربون من الأحزاب الشيعية، والذين ينجحون منهم في الوصول الى قبة البرلمان يديرون ظهرهم للكورد، وهذا الأمر يضر بالشبك"، على حد قول غزوان الذي رفض الإدلاء بمعلومات أكثر عن الأضرار التي يعتقد بأنها ستلحق بالمكون الشبكي.
تشير الاحصائيات الرسمية الى أن أعداد الشبك تتراوح بين 300 ألف الى 350 ألف شخص في العراق، 60 بالمائة ينتمون للمذهب الشعبي والبقية من المذهب السني. يقطن أغلب المواطنين الشبك في مناطق بعشيقة، برطلة، الحمدانية، تلكيف، عدد من أحياء مدينة الموصل وبعض قرى سهل نينوى.
"المفوضية اقصت مرشحنا من المكون الشبكي للمقاعد البرلمانية العامة، لم نستطع فعل شيء حيال ذلك، بالتأكيد كان من المفروض أن يكون لنا مرشحون، لكن ناخبينا يسدلون بأصواتهم لمرشحينا الآخرين"، حسبما قال مناف حسن، مسؤول قسم الانتخابات في الفرع 17 للحزب الديمقراطي الكوردستاني في الموصل.
يقول مناف بأنه استناداً الى معلوماتهم، عدد الناخبين الشبك يتراوح بين 30 ألف الى 35 ألف ناخب، في حين أن أياً من الأحزاب الكوردية لم تدفع بمرشحين من الشبك، وذلك سيضر بمجموع أصوات الكورد في نينوى."
تعرض الشبك اسوةً بالأقليات الأخرى في نينوى الى الاضطهاد من قبل مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) أواسط عام 2014 واضطروا للنزوح نحو مناطق اقليم كوردستان، وبعد عام 2017 بدأت العوائل النازحة بالعودة الى ديارها، ويتواجد حالياً حوالي 664 ألف نازح في اقليم كوردستان، 10 بالمائة منهم ينتمون للأقليات الدينية والقومية مثل الشبك، الكاكائيين، التركمان والأرمن.
سالم محمد، الذي عرّف نفسه كممثل للشبك في اقليم كوردستان، قال لـ(كركوك ناو)، "المواطنون الشبك مستاؤون من الأحزاب الكوردية، لأنها لم تدفع بمرشحين من المكون الشبكي"، وأضاف بأنه حسب متابعاته "يوجد 50 ألف ناخب شبكي وأن خمسة من الشبك قد رشحوا أنفسهم للانتخابات في إطار الأحزاب والتحالفات العربية، بمعزل عن مقعد الكوتا."
باستطاعة الناخبين في العراق، باختلاف انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية الإدلاء بأصواتهم لمرشحي مقاعد الكوتا ضمن دوائرهم الانتخابية داخل محافظاتهم، وذلك حسب قانون الانتخابات الذي خصص 9 مقاعد فقط من مجموع 329 مقعداً في البرلمان العراقي للأقليات الدينية والعرقية ويتنافس 67 مرشحاً للفوز بها.
مقاعد كوتا الأقليات وزعت بهذا الشكل: خمسة مقاعد للمسيحيين ومقعد واحد لكل من الشبك، الايزيديين، الصابئة المندائيين والكورد الفيليين.
غياث سورجي، مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكوردستاني في الموصل قال لـ(كركوك ناو)، "كان لدينا مرشحون شبك في كل انتخابات، لكننا لم ندفع بمرشح من المكون الشبكي هذه المرة لثلاثة أسباب، السبب الأول هو أن معظم الشبك انضموا للأحزاب العربية والشيعية بعد أحداث 16 أكتوبر 2017، الثاني إن كان لدينا مرشح من الشبك كان سيتعرض لضغوط كبيرة والسبب الثالث هو عدم قدرة المرشح على الحصول على الأصوات الكافية."
ويرى سورجي بأن هيمنة إحدى الفصائل الشيعية المسلحة في المناطق التي يقطنها الشبك، "سيؤثر كثيراً على أصوات الأحزاب الكوردية والذين ينوون التصويت للمرشحين الكورد"، في الوقت الذي يحظى تحالف كوردستان المؤلف من الاتحاد الوطني الكوردستاني و حركة التغيير بأصوات في صفوف المواطنين الشبك، حسبما قال غياث سورجي.
يوجد في محافظة نينوى مليونان و خمسمائة ألف ناخب، فيما يتنافس أكثر من 420 مرشح على 31 مقعد برلماني مخصص لمحافظة نينوى، الى جانب ثلاثة مقاعد كوتا للايزيديين، المسيحيين والشبك.