يطالب عرب وتركمان كركوك بتسليم كامل حدود محافظة كركوك للقوات التابعة للحكومة الاتحادية العراقية، لكن الاتحاد الوطني الكوردستاني يؤيد سد الفراغات الأمنية في المحافظة بصورة مشتركة بين الجيش والبيشمركة.
مطالبات التحالف العربي والجبهة التركمانية جاءت في بيانين منفصلين، وجِّها يوم الاثنين، 6 كانون الأول الى رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي وتتزامن مع قرب تشكيل لواءين مشتركين ونشرهما في المناطق المتنازع عليها.
التحالف العربي الذي يترأسه محافظ كركوك بالوكالة راكان سعيد الجبوري، دعا في بيان الى "عدم السماح لأية قوة بالانتشار ومسك الارض ضمن حدود محافظة كركوك عدا القوات الامنية الاتحادية"، كما جاء في البيان، " نؤكد ان ملف كركوك الامني اتحادي ولن نقبل بأي قرار او تفاهمات او توافقات على قضية كركوك وامنها المستقر منذ احداث فرض القانون وعودة المحافظة لسيطرة السلطة الاتحادية."
تمخضت عملية "فرض القانون" التي أُطلِقت في 16 أكتوبر 2017 بإيعاز من رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر لعبادي، عن عودة القوات العراقية الى كركوك وباقي المناطق المتنازع عليها وانسحاب قوات البيشمركة منها .
وطالب التحالف العربي القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي بـ"إصدار توجيهاته لتدارس أوضاع المناطق الرخوة ومواقع التماس للسماح للقوات الاتحادية ببسط سيطرتها وعدم جعلها جغرافية ينتقل بها الارهابيون والمجرمون ومهربو النفط واصحاب الاجندات التي لا تريد خيرا للعراق وشعبه"، دون ذكر اسم جهة معينة.
من جهتها، طالبت الجبهة التركمانية مصطفى الكاظمي بـ"تحقيق خطة محكمة لتطهير تلك المناطق باشتراك كل صنوف القوات المسلحة العراقية وجهاز مكافحة الارهاب الاتحادي وتسليم كامل حدود محافظة كركوك للقوات الاتحادية حصراً."
الموقف الذي تبنته الجهتان السياسيتان جاء بعد أن دخلت قوة من البيشمركة بالتنسيق مع الجيش العراقي قرية لهيبان التابعة لناحية سركران وتمركزت هناك بهدف تأمين الحماية اللازمة لسكان القرية لهيبان من تهديدات مسلحي داعش.
مركز تنظيمات كركوك للاتحاد الوطني الكوردستاني دعت من جانبها في بيان الحكومة العراقية وحكومة الاقليم الى العمل "سريعاً" على سد الفراغات الأمنية بين خطوط الجيش العراقي وقوات البيشمركة في المناطق المتنازع عليها.
التوجهات المتناقضة لمكونات كركوك بشأن الملف الأمني للمحافظة، تتزامن مع قرب تشكيل لواءين مشتركين بين قوات البيشمركة والجيش العراقي قوامهما ألفا عنصر ، اللواءان في طور التدريب حالياً تمهيداً لدمجهما ونشرهما مطلع العام المقبل لسد الثغرات الأمنية في أجزاء من كركوك و المناطق الأخرى المتنازع عليها.
الأمين العام لوزارة البيشمركة، جبار ياور منده، قال في تصريح لـ(كركوك ناو) بأن هناك تفاهماً مشتركاً لتشكيل اللواءين وليس اتفاقاً موقعاً، كان من المفروض أن تتسلم تلك الألوية مهامها في شهر تموز الماضي، لكن الأمر تأجل بسبب عدم تخصيص الميزانية والمعدات والمستلزمات العسكرية.
وأضاف جبار ياور، " حالياً، يخضع لواء من البيشمركة للتدريب في مركز تدريب وزارة البيشمركة، والأمر نفسه ينطبق على اللواء التابع للجيش العراقي، ومن المقرر دمج اللواءين خلال هذا الشهر ونشرهما في مناطق المادة 140 (المناطق المتنازع عليها) في شهر كانون الثاني 2022."