بعد مضي أكثر من 22 شهراً على حادث اختطافه، تلقى هيمن جلال اتصالاً هاتفياً من قوات البيشمركة حمل له نبأً ساراً؛ مركبة الحمل التي يأس من العثور عليها، عُثِر عليها بعد أن تركها مسلحو داعش وراءهم.
وقعت المركبة في يد قوات البيشمركة صباح يوم الخميس، 9 كانون الأول 2021، خلال عملية عسكرية لملاحقة مسلحي "الدولة الاسلامية- داعش" في منطقة بلك ضمن حدود قضاء كفري.
"حين اتصل بي أفراد البيشمركة وقالوا بأن مركبتي البيضاء اللون قد عُثِر عليها في العملية العسكرية، غمرتني سعادة كبيرة كتلك التي شعرت بها حين أخلى مسلحو داعش سبيلي، نقلت تلك البشرى مباشرة لشقيقي قانع"، هذا ما قاله هيمن جلال لـ(كركوك ناو).
هيمن جلال عيسى (35 سنة) و قانع جلال عيسى (33 سنة) اختُطِفا من قبل مسلحي داعش مساء يوم 1 شباط 2020 في منطقة تقع بين قضاءي كفري و طوز خورماتوو بينما كانوا في طريقهم الى قريتهم من بلدة كفري، وكانا يستقلان مركبة حمل من نوع تويوتا والتي استولى عليها المسلحون.
بعد مرور 15 يوماً على اختطافهما، أخلى مسلحو داعش سبيلهما حسب اتفاق توصلوا اليه مع ذوي المختطفين مقابل 70 ألف دولار، لكنهم لم يعيدوا المركبة التي استولوا عليها.
"اشتريت المركبة شراكةً مع شقيقي قبل ثلاثة اشهر من اختطافنا من قبل داعش، لم نكن قد سددنا المبلغ بالكامل حيث كان لا يزال هناك مبلغ 10 آلاف دولار بذمتنا"، حسبما قال هيمن.
ويقول هيمن بأنهما لا يزالان بصدد جمع المبلغ الذي اقتُرِض في حينها من أجل تحريرهما من قبضة داعش، "لا زلنا مديونين بحوالي 30 ألف دولار، أوضاعنا المادية سيئة ونضطر يومياً للذهاب الى نفس المنطقة التي اختطفنا فيها للزراعة، لكننا لا نصطحب عوائلنا معنا ونعود في وقت مبكر من المساء."
في اليوم الذي اختطف فيه الشقيقان كانا بصحبتهما زوجاتهم وأبناؤهم وقد تركهم مسلحو داعش على أحد الطرق الرئيسية.
مصدر في قوات البيشمركة قال لـ(كركوك ناو)، "فضلاً عن تلك المركبة، تمكنت قوات البيشمركة خلال العملية العسكرية من ضبط كميات من المواد الغذائية وقنابل الهاون و الدراجات المفخخة وغيرها."
العملية مستمرة منذ عدة ايام في مناطق متعددة من قضاء كفري و إدارة كرميان بهدف القضاء على تهديدات مسلحي داعش.
في البداية ظننا بأن تلك مركبة البيكاب البيضاء تعود لمسلحي داعش، لكن بعد المتابعة اتضح بأنها تعود للشقيقين اللذين اختطفا العام الماضي و أخلي سبيلهما مقابل مبلغ مالي، لذا اتصلنا بهم وجاؤوا لمعاينة المركبة، ومن المقرر تسليمها لهما بعد اكتمال التدقيق والتحقيق"، بحسب المصدر.
بعد يومين على اختطاف الشقيقين هيمن وقانع، شنت قوات البيشمركة و الآسايش (قوات الأمن التابعة لإقليم كوردستان)، عملية عسكرية في شباط 2020 لكنها فشلت في العثور على المختطَفَين.
فقد هيمن وقانع والدهما و أربعة من أشقائهما خلال عمليات الأنفال في عام 1988.
"كنت لا زلت أحتفظ بالوثائق الخاصة بالمركبة، بعد أن اتصل بي البيشمركة أخذت الوثائق معي وذهبت لرؤية المركبة، تأكدت من أن المركبة تعود لنا، قلت في قرارة نفسي، الحلال لا يضيع"، يقول هيمن.
"المصد الأمامي للمركبة قد أزيل بالكامل، والمصد الخلفي تعرض لأضرار، لكن مسلحي داعش كانوا قد ركّبوا أربعة إطارات جديدة للسيارة وعبئوها بالوقود قبل أن يتركوها وراءهم."
المسلحون الذين اختطفوا هيمن وقانع كانوا يتحدثون بالكوردية، العربية والتركمانية، وكان بحوزتهم ثلاث مركبات حمل من نوع تويوتا. في البداية طلبوا مبلغ 100 ألف دولار مقابل إخلاء سبيلهما لكنهم اتفقوا بعد ذلك على مبلغ 70 ألف دولار.
يقول هيمن بأن الساعة كانت تشير الى 7:15 مساءاً حين اختطفا، وكان زهاء 20 مسلحاً قد نصبوا نقطة تفتيش وهمية على الطريق بين قريتي دراجه و بلك، "غطوا وجوهنا، وتركوا الأطفال والنساء هناك."
"بسبب ذلك الحادث، تعرضت فيما بعد شقيقتي التي كانت بصحبتنا في ذلك اليوم لجلطة قلبية وفارقت الحياة بعد مدة، وبعد اختطافنا وخوفاً مما سيحدث لنا، اصيبت والدتي أيضاً بجلطة قلبية وهي راقدة على الفراش منذ قرابة عامين."
اقتيد هيمن وقانع الى منطقة تدعى قوري جاي، هناك تعرضوا لأشكال العنف والتعذيب، قبل أن يقترحوا عليهما خيار إخلاء سبيلهما مقابل المال.
"عندما اخبرناهم بأن وضعنا المادي متردي، قالوا لنا اطلبوا من عائلتكم أن يجمعوا لكما المال في غضون سبعة ايام، وإلا فإنهم سيقتلوننا."
ذوو هيمن وقانع تواصلوا مع الخاطفين هاتفياً واتفقوا معهم على دفع مبلغ 70 ألف دولار مقابل إخلاء سبيلهما وبعد ظهر يوم 16 شباط 2020 تركوا المبلغ لمسلحي داعش في قرية وردك الواقعة بين قريتي دراجه و ناحية زنانه، وفي اليوم التالي أخلوا سبيل الشقيقين.
وبعد 22 شهراً من ذلك الحادث استعاد الشقيقان هيمن وقانع مركبتهما.