أطلق قسم من أهالي قضاء طوز خورماتوو حملة تطوعية لترميم بعض الشوارع الرئيسية داخل القضاء بسبب توقف المشاريع الخدمية والذي عزته البلدية الى عدم توفر الميزانية المطلوبة.
مع بدء العام الجديد 2022، بدأ عدد من الشبان الكورد بترميم الحفر والمطبات في الشارع الرئيسي الذي يمر بحي كوماري (الجمهوري) وسط قضاء طوز خورماتوو مستخدمين خليط الرمل والحصى.
"الحملة في بدايتها، قمنا بترميم الشارع الواقع وسط سوق حسن قوان في حي كوماري ونخطط لترميم جميع الشوارع والأزقة الأخرى في الحي"، هذا ما قاله هيمن نجم، من سكنة طوز خورماتوو، لـ(كركوك ناو).
وأوضح هيمن بأن الحملة أطلقت من قبل مجموعة تتألف من سبعة شبان متطوعين على نفقتهم الخاصة وبمساعدة عدد من الأغنياء المتبرعين الذين يوفرون لهم معدات العمل.
شوارع وأزقة طوز خورماتوو عفا عليها الزمن وباتت مليئة بالحفر والمطبات التي تصبح مكاناً لتجمع مياه الأمطار والأوحال في الشتاء، فيما يتصاعد منها الغبار والأتربة خلال أشهر الصيف.
وقال هيمن نجم بأن حملتهم ستستمر الى أن يتم ترميم جميع الشوارع، بالاعتماد على امكانياتهم، نظراً لن البلدية لا تقدم لهم يد العون.
حسب متابعات (كركوك ناو)، يتولى سكان معظم أحياء طوز خورماتوو من قوميات القضاء الأخرى مهمة ترميم الشوارع وتنفيذ المشاريع الخدمية لمناطقهم بشكل تطوعي.
"ليست لدينا القدرة على استخدام السمنت أو الاسفلت لإعادة تأهيل الشوارع، كل ما يتوفر لدينا هو خليط الرمل والحصى، وهذا حل مؤقت لن يدوم لفترة طويلة، لكنه أفضل من لا شيء، يجب أن نخدم أنفسنا بأنفسنا"، يقول مهند الحاج ناصر، أحد شبان طوز خورماتوو المتطوعين.
ليست لدينا القدرة على استخدام السمنت أو الاسفلت لإعادة تأهيل الشوارع
وقال مهند لـ(كركوك ناو)، "يعود تأسيس هذه الشوارع لفترة حكم نظام البعث ولم ترمم منذ ذلك الوقت، وجود الحفر والمطبات فيها ألحق ضرراً كبيراً بالمواطنين، سواق المركبات والمواطنون يشتكون يومياً من رداءة الشوارع"، واضاف بأن الحملة التي أطلقها تشمل كافة أزقة وشوارع حي كوماري.
كوماري هي من الأحياء الكبيرة في طوز خورماتوو وسكانها من المكون الكوردي.
"ندرك بأن ما نقوم به حل مؤقت وستعود الشوارع الى الحالة التي كانت عليها، لكن الحكومة لا تكترث لشيء وقد أوقفت تنفيذ المشاريع الخدمية"، حسبما قال مهند.
أواخر عام 2020، زار ممثلون عن كورد، عرب و تركمان طوز خورماتوو رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح في بغداد لكي يطلبوا توفير مشاريع خدمية مثل الطرق، الكهرباء، الماء، المدارس وقطاع الصحة. بالرغم من الوعود التي حصلوا عليها بشأن إيصال مطالبهم الى الحكومة وتلبيتها، لكن مساعيهم لم تثمر عن شيء.
هيوا غالب مجيد، مهندس في قسم التخطيط في بلدية طوز خورماتوو، قال لـ(كركوك ناو)، "المواطنون لهم الحق بطلب الخدمات، لكن هذه المشاريع التطوعية قصيرة المدى وليست الحل،... الشوارع قديمة جداً ولا يمكن ترميمها بخليط الرمل والحصى."
ولفت هيوا غالب الى أن إعادة تأهيل الشوارع كان ضمن مشاريع البلدية لعام 2017 لكنها توقفت، وقد استؤنف العمل فيها بصورة مؤقتة في عام 2019.
وأوضح المسؤول في بلدية قضاء طوز خورماتوو بأن مشاريع البلدية انطلقت مجدداً في عام 2021 وقاموا بدايةً بترميم شوارع الحي العسكري والذي توقف قبل شهر من الآن بسبب عدم توفر الميزانية اللازمة.
"يعود سبب توقف هذه المشاريع الى أن إدارة محافظة صلاح الدين لا تخصص ميزانية لها، في المقابل، يرفض المقاولون إكمال المشاريع، نستطيع تزويدهم بالرمل والحصى لكن ذلك ليس حلاً"، يقول هيوا غالب.
يعد قضاء طوز خورماتوو المنطقة الوحيدة المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة اقليم كوردستان في محافظة صلاح الدين، ويتألف سكان القضاء من خليط من التركمان، الكورد والعرب.