مطران كلدان الموصل، سهل نينوى وعقرة:
عودوا الى الموصل، المدينة آمنة

المطران نجيب ميخائيل، مطران كلدان الموصل، سهل نينوى و عقرة (آكري)   تصوير: صفحة Irfaa Sawtak

عمار عزيز – نينوى

 بعد ستة أشهر على عودته الى الموصل يطلب المطران نجيب ميخائيل، مطران كلدان الموصل، سهل نينوى و عقرة (آكري)، من المسيحيين العودة الى مدينة الموصل، واصفاً إياها بمدينة "آمنة".

المطران نجيب ميخائيل عاد قبل ستة أشهر الى مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، وقرر البقاء فيها، وذلك بعد مضي ثمانية أعوام على مغادرته المدينة بسبب تهديدات مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش).

"الأب يجب أن يعود الى أبنائه، وأنا عدت الى الموصل لكي أطلّع عن قرب على أعمال إعادة ترميم الكنائس، الموصل هي مدينتي، أنا أول مطران يعود الى الموصل بعد تحريرها وسأعيش فيها"، يقول المطران نجيب ميخائيل، المولود في مدينة الموصل.

"أثناء عودتي، ابتهج أهالي الموصل بصورة عامة واستقبلوني بحرارة، أهالي الموصل يتمنون عودة المسيحيين إلى المدينة، لكي يعيشوا معاً في وئام كالذي عاشوا فيه قبل مجيء داعش."

وفقاً لإحصائيات كل من الحكومة الاتحادية العراقية و حكومة اقليم كوردستان، هناك عشرات الآلاف من العوائل المسيحية التي لم تعد بعد الى ديارها و تعيش في حالة نزوح، إضافة الى أن آلاف العوائل الأخرى –عددها 24 ألف عائلة في نينوى فقط – قد هاجرت خارج البلاد.

و يشكل المسيحيون نسبة 7% من مجموع 665 ألف نازح في اقليم كوردستان.

وكان تنظيم الدولة الاسلامية في العراق و الشام (داعش) الذي سيطر على الموصل في أواسط عام 2014، قد وضع المسيحيين فيها أمام ثلاثة خيارات: اعتناق الاسلام، دفع الجزية أو الرحيل، فاضطر أغلبهم الى النزوح، كما تعرضت معظم مواقعهم الدينية الى الدمار.

مطران كلدان الموصل، سهل نينوى وعقرة أعرب أسفه وحزنه بسبب قلة أعداد العوائل المسيحية التي عادت لحد الآن الى الموصل والذي يتراوح عددها بين 70 الى 80 عائلة فقط.

matran.najeb4

المطران نجيب ميخائيل، مطران كلدان الموصل، سهل نينوى و عقرة (آكري) مع عدد من شخصيات الموصل بعد عودته الى المدينة   الصورة مرسلة من قبل المطران الى (كركوك ناو) 

وقال المطران نجيب ميخائيل، "قسم من العوائل العائدة الى الموصل، عادت بعد مجيئي... السبب وراء عزوف النازحين المسيحيين الى الموصل يعود الى عدم ترميم منازلهم المدمرة و الأماكن الدينية."

وتجري حالياً أعمال ترميم خمس كنائس في الموصل، ويقول المطران نجيب ميخائيل، "إجمالاً، 20 كنيسة في محافظة نينوى بانتظار إعادة تأهيلها."

في 7 آذار 2021، في إطار زيارة قام بها الى العراق، وصل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، الى مدينة الموصل حيث التقى بمسيحيي المدينة وصلّى لضحايا الحرب في حوش البيعة بمدينة الموصل القديمة.

بابا الفاتيكان أعرب عن أسفه للدمار الكبير الذي خلفته الحرب وطالب بتوفير الخدمات وإعادة الاعمار، كما دعا المكون المسيحي للعودة الى ديارهم والاسهام في إعادة بناء مناطقهم.

matran.najeeb
المطران نجيب ميخائيل، مطران كلدان الموصل، سهل نينوى و عقرة (آكري) في إحدى كنائس الموصل  تصوير: صفحة Irfaa Sawtak

حول قرار عودته الى الموصل، قال المطران نجيب ميخائيل، "هدفي هو أولاً تشجيع المسيحيين على العودة الى ديارهم، وثانياً مراقبة عملية إعادة إعمار الكنائس، وثالثاً أريد أن أوجه رسالة الى جميع العالم والى المسيحيين مفادها أن الموصل آمنة وهي بحاجة فقط الى إعادة الإعمار وتوفير خدمات أكثر لها، لكي يتمكن جميع النازحين من العودة الى ديارهم."

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT