"مهما تحاول أن تكون حذراً وملتزماً بقواعد السير، لن تنجو من الحوادث على هذا الطريق، الذي تسلكه ألاف السيارات يومياً، فهو طريق ضيق وذو اتجاهٍ واحد، وعليه مطبات وحفر كثيرة، إلى جانب أن سيارات الحمل الكبيرة هي الأخرى تسلكه على مدار الساعة، ما تسبب معاناة أخرى للسيارات الصغيرة" هذا مايقوله عدنان محمد، مواطن من تلعفر.
ويطالب محمد، والبالغ من العمر 35 عاماً، خلال حديثه لـ(كركوك ناو)، الجهات المختصة بـ"الحفاظ على أرواح المواطنين، بإعادة تأهيل الطريق والسعي لجعله باتجاهين من الكسك إلى تلعفر على الاقل".
فيما كشف مدير مستشفى تلعفر العام، عن استقبال عشرات الضحايا جراء حوادث السير الأخيرة على هذا الطريق.
وذكر الدكتور جعفر محسن لـ(كركوك ناو) أن "المستشفى يستقبل باستمرار جثث وجرحى نتيجة حوادث السير التي تقع على طريق الكسك-تلعفر لكونه مساراً واحداً، وخلال الأسابيع الأخيرة استقبلنا نحو 15 قتيلاً جراء تلك الحوادث إلى جانب عشرات الجرحى".
المشروع سيساهم في إنهاء معاناة أهلنا في تلعفر وسنجار والبعاج
وكشف التقرير الأخير للجهاز المركزي للإحصاء عن تسجيل 232 حادث سير في محافظة نينوى، بينها 35 حادثاً في تلعفر، 69 منها اصطدام و21 منها انقلاب و142 منها دهس، كان بينها 79 حادثاً مميتاً و21 مميتاً مع جرحى و119 حادثاً خلّف جرحى فقط، فيما 13 منها لم تسجل أي اصابات، و23 منها كان بسبب رداءة الطريق.
تحركات خجولة وحلول متواضعة
من جانبه أفاد قائممقام تلعفر قاسم محمد شريف، أن "محافظ نينوى أوعز إلى مديرية طرق وجسور المحافظة بتنفيذ مشروع السايد الثاني لطريق تلعفر-الكسك، ضمن وفرات تخصيصات تنمية الاقاليم للعام 2021، بعد تسجيل ضحايا بشكل شبه يومي عليه".
وأوضح شريف لـ(كركوك ناو) أن "العمل جارٍ، وكان لنا زيارات لمتابعة المشروع الذي سيساهم في إنهاء معاناة أهلنا في تلعفر وسنجار والبعاج، ووجهنا بضرورة اتمام العمل بأسرع وقت".
وهذا ما أكده مدير بلدية تلعفر المهندس ناظم صابر، قائلاً ان "المشروع سينفذ على مرحلتين الأولى بطول 12 كم من الكسك إلى بوابة القلعة، والثانية بطول 8 كم من بوابة القلعة إلى بوابة تلعفر، وبكلفة اجمالية تُقدر بـ14 مليار دينار عراقي، تتضمن اعمال قطع ودفن طبقات ترابية مع إنشاء قناطر صندوقية وانبوبية".
وأضاف لـ(كركوك ناو)، أن "المشروع سيساهم في تخفيف حدة الحوادث ويقلل أعداد الضحايا، إلى جانب جمالية الطريق، كما يعكس صورة تناسب وتاريخ تلعفر ومكانتها وحضارتها وتضحيات ابنائها".
ويقع تلعفر، الذي يسكنه نحو 450 الف نسمة، موزعة على مركز المدينة ونواحٍ ثلاث، على بُعد 69 كم شمال غرب الموصل، وجميع سكان مركزها من القومية التركمانية، فيما ينتشر العرب والأكراد في بعض النواحي والقرى التابعة له، مثل ربيعة، وزمار، والعياضية.
"لهذا الطريق أهمية كبيرة حيث أنه يربط مركز المحافظة (الموصل) بثلاثة اقضية مهمة هي تلعفر وسنجار والبعاج، وأغلب سكان هذه المناطق يمتهنون الزراعة، والاهتمام بهذا الطريق سيساهم في تخفيف العبء عن كاهل الفلاحين بشكل خاص، وعن المواطنين الذين يقصدون دوائر المحافظة لإنجاز المعاملات أو مستشفياتها وعياداتها الطبية للعلاج بشكل عام" بحسب المواطن فلاح حسن،والبالغ من العمر 42 عاماً.
ويرى حسن في حديثه لـ(كركوك ناو)، أن "الطريق الذي يسلكه أكثر من نصف مليون شخص، ما زال يحصد أرواح المواطنين، وأملنا بالجهات المعنية ايجاد حلول جذرية وسريعة لمعالجة الأمر".
