لا يزال ثلاثة شبان ايزيديين معتقلين في سجون الموصل وتلعفر منذ أكثر من شهر بتهمة "نشر كتب وصور زعيم حزب العمال الكوردستاني المعتقل، عبدالله أوجلان"، حسبما أكد ذوو المعتقلين ومسؤولون في المنطقة.
الشبان الثلاثة الذين يعملون في منظمة اتحاد الشباب الايزيدي، نشروا في 20 كانون الأول 2021 عدداً من كتب و صور عبدالله أوجلان عن طريق مكتبة متنقلة في ناحية سنوني التابعة لقضاء سنجار، وتعرضوا للاعتقال بعد ثلاثة ايام.
داود سليمان (والد سليم داود، أحد المعتقلين الثلاثة) قال لـ(كركوك ناو) "ابني طالب في الصف الثاني المتوسط ويعمل في قسم الاعلام بمجلس الادارة الذاتية الديمقراطية في سنجار... جرى اعتقاله على خلفية مشادة حصلت بينه وبين ضابط في الجيش العراقي، طلب الضابط منه عدم تعليق صور عبدالله أوجلان أو نشر كتبه، لكن ابني أصر على نشرها، في تلك الأثناء اعتقل الجيش ابني واثنين من رفاقه الذين كانوا متواجدين معه."
المعتقلون الثلاثة هم كل من سليم داود (17 سنة)، علي خيري ألياس (21 سنة) إضافة الى سائق المكتبة المتنقلة ويدعى خوديدا حاجي خدر.
وقال داود، "قوات الجيش سلّمت ابني لشرطة ناحية سنوني، ظل موقوفاً هناك لـ15 يوماً، بعد ذلك نقلوا ابني سليم الى الموصل، فيما نُقِل صديقاه الى سجن تلعفر."
ويؤكد ذوو الشبان الثلاثة بأنهم لم يحاكموا، وقال والد سليم، "استفسرت عن ابني في المحكمة وعند القوات الأمنية، وقالوا بأنهم سيُخلى سبيلهم خلال هذه الأيام."
وتشير المعلومات التي حصلت عليها (كركوك ناو)، بأن الشبان الثلاثة أحيلوا الى جهاز الأمن الوطني العراقي بعد قضائهم 15 أيام في عهدة الشرطة.
"نناشد جميع الأطراف بإطلاق سراح ابني، لأنه لم يرتكب أي جرم، صرفت لحد الآن ثلاثة ملايين دينار في المعاملات ولا زلت اتنقل بين سنجار والموصل،"، حسبما قال داود سليمان.
خوديدا ألياس، مسؤول مجلس الادارة الذاتية الديمقراطية في ناحية سنوني، قال لـ(كركوك ناو)، "هؤلاء الشبان الثلاثة لم يفعلوا شيئاً سوى نشر كتب و صور عبدالله أوجلان، أصبنا بالذهول لاعتقالهم."
مجلس الادارة الذاتية في سنجار شُكِّل قبل سنوات من قبل عدة جهات ايزيدية وعربية ومن المكونات الأخرى ويعتبر مقرباً من حزب العمال الكوردستاني، ويتولى المجلس حالياً إدارة شؤون جزء من القضاء دون إقرار من الحكومة الاتحادية أو حكومة اقليم كوردستان.
وقال خوديدا ألياس، "حسب علمي، بعد اعتقالهم، وجِّهَت لهم تهمة حرق مركبة همر عسكرية تابعة للجيش العراقي، لكن كاميرات المراقبة تظهر بأن هؤلاء الشبان الثلاثة لا علاقة لهم بحرق المركبة العسكرية."
في 12 كانون الأول 2021، خرج قسم من أهالي ناحية سنوني في تظاهرة للتنديد بالقصف التركي للمنطقة امتدت الى توتر صدامات أسفرت عن إصابة جندي عراقي وعدد من المدنيين بجروح اضافةً الى احتراق مركبة همر عسكرية.
عقب الحادث، أصدرت محكمة تحقيق نينوى مذكرات قبض لشابين بموجب قانون مكافحة الارهاب.
وقال مدير ناحية سنوني، خوديدا جوكي، لـ(كركوك ناو)، "تواصلنا مع جهاز الأمن الوطني العراقي والأجهزة الأمنية الأخرى وشددنا على أن هؤلاء الشبان لم يرتكبوا أمراً سيئاً وتعهدوا بإطلاق سراحهم في الأيام القليلة المقبلة، لكن ذلك يتطلب قراراً من القاضي."
وأضاف، "القوات الأمنية تقول بأن الشبان الثلاثة رفعوا صور عبدالله أوجلان اثناء مشاركتهم في التظاهرة."