قُتِل خمسة اشخاص وأصيب ما لا يقل عن 21 شخصاً بجروح، بين مدنيين ومسلحين، وذلك حسب آخر حصيلة للقصف التركي الذي استهدف مؤخراً عدة مناطق في قضاءي سنجار ومخمور، والذي أثار موجة من الاحتجاجات والتظاهرات.
القصف التركي بدأ في الساعة 10 من ليلة الثلاثاء، 1 شباط 2022 واستمر حتى الساعة 3 من فجر اليوم التالي، وفقاً لما افاد به أكثر من مصدر لـ(كركوك ناو).
حسب متابعات (كركوك ناو) وصلت حصيلة الغارات التركية الى خمسة قتلى، ثلاثة منهم مدنيون، الى جانب جرح 21 شخصاً آخرين، معظمهم في مخمور.
خوديدا ألياس، مسؤول مجلس الادارة الذاتية في سنوني التابعة لسنجار قال لـ(كركوك ناو)، "منطقة باري كانت من بين المناطق المستهدفة في القصف التركي، وهي منطقة يسكنها مدنيون، وأسفر القصف عن مصرع ثلاثة مدنيين عرب من أهالي غرب كوردستان (كوردستان سوريا)، جاؤوا الى سنجار للعمل، كما اصيب شخص آخر بجروح."
ويأتي ذلك في الوقت الذي نشرت فيه وكالة الأناضول التابعة للحكومة التركية بأن العملية العسكرية التركية التي أطلق عليها اسم "صقر الشتاء" كان يستهدف مسلحي اليبشة، وأن "جميع الاجراءات قد اتُّخِذت لكي لا تلحق العملية أضراراً بالمدنيين والبيئة."
غير أن وحدات مقاومة سنجار (اليبشة) شددت في بيان على أن قواتها لم تتكبد أية خسائر في القصف الذي استهدف قضاء سنجار وأن "ثلاثة مدنيين كانوا يعملون في حفر الآبار استشهدوا واصيب شخص آخر بجروح."
وحدات مقاومة سنجار (اليبشة) وعدة قوى أخرى مقربة من حزب العمال الكوردستاني تشكلت وتمركزت في سنجار وأطرافها منذ عام 2014، عقب هجوم داعش على القضاء واستهداف الايزيديين.
تشهد عدة مناطق في سنجار إضافةً الى مخيم مخمور منذ يومين تظاهرات احتجاجية للتنديد بالقصف التركي، حيث نُظمت يوم الخميس، 3 شباط، تظاهرة في منطقة خانه سور التابعة لسنجار.
فرحان صالح، معلم في مدرسة بلستان الابتدائية بقضاء سنجار قال لـ(كركوك ناو) بأنه تجمع مع طلاب مدرسته لإدانة الهجمات التركية، "وقفتنا الاحتجاجية هي للتنديد باستمرار القصف و قتل المواطنين، نحن الآن في فترة امتحانات نصف السنة وقلقون على أطفالنا الذين يعيشون حالة من الرعب والقلق، لذا نطالب جميع الأطراف باتخاذ موقف."
الجيش التركي شن سابقاً عشرات الغارات في مناطق مختلفة من سنجار بحجة استهداف اليبشة.
يقول خوديدا ألياس بأن القصف الأخير استهدف 20 موقعاً من ضمنها مقر اليبشة ومقر الفوج 80 لقوات الحشد الشعبي.
"المواطنون مستاؤون، بالأمس في خانه سور جرى التنديد بالقصف التركي، لذا نؤكد لتركيا بأن هجماتهم لن تمنعنا من مواصلة النضال."
مجلس الادارة الذاتية في سنجار شُكِّل قبل سنوات من قبل عدة جهات ايزيدية وعربية ومن المكونات الأخرى ويعتبر مقرباً من حزب العمال الكوردستاني، ويتولى المجلس حالياً إدارة شؤون القضاء دون إقرار من الحكومة الاتحادية أو حكومة اقليم كوردستان.
يوسف كارا، الرئيس المشترك لمجلس الشعب في مخيم مخمور –يعد المجلس من الجهات المقربة لحزب العمال الكوردستاني- قال لـ(كركوك ناو)، "شُن القصف عن طريق طائرات F-16، للأسف استشهد شخصان واصيب أكثر من 20 آخرين بجروح، تم نقل الجرحى الى مستشفيات القيارة والموصل مناطق أخرى لتلقي العلاج."
وأشار بيان لقوات الحماية الجوهرية في مخيم مخمور – تعد من القوات المقربة من حزب العمال الكوردستاني وتتولى حماية المخيم-، الى مقتل اثنين من عناصرها في القصف التركي.
يقع المخيم في قضاء مخمور (جنوب شرق الموصل)، ويقطن فيه ما لا يقل عن 12 ألف من كورد تركيا نزحوا من مناطقهم (في كوردستان تركيا) منذ تسعينات القرن الماضي بسبب العمليات العسكرية للجيش التركي، المخيم مسجل رسمياً من قبل الحكومة العراقية والأمم المتحدة.
"هذه ليست المرة الأولى التي تقصف فيها تركيا المخيم، لكن ما يؤلمنا أكثر هو سكوت وعدم اكتراث السلطات والأحزاب"، على حد قول يوسف كارا.
خلية الاعلام الأمني التابعة للحكومة العراقية أدانت في بيان يوم الأربعاء، 2 شباط، خرق الأجواء العراقية من قبل تركيا لقصف مخمور وسنجار، وأشار البيان الى استعداد العراق للتنسيق وحفظ الاستقرار في الحدود المشتركة بين البلدين.
تتواجد أكثر من ثمان قوى مسلحة مختلفة ضمن حدود قضاء سنجار، من بينها الحشد الشعبي، قوات أمن (آسايش) ايزيدخان، وحدات مقاومة سنجار (اليبشة)، الشرطة المحلية، الشرطة الاتحادية، الجيش العراقي، بيشمركة ايزيدخان وقوات البيشمركة التابعة لحكومة اقليم كوردستان المتمركزة في احدى المزارات الدينية.
بموجب مضمون الاتفاق الذي أبرم بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة اقليم كوردستان في تشرين الأول 2020 لإعادة تنظيم الملف الإداري، الأمني والخدمي في قضاء سنجار، تتولى الشرطة المحلية، جهاز المخابرات و جهاز الأمن الوطني بالتنسيق مع القوات الأمنية التابعة لحكومة اقليم كوردستان ادارة الملف الأمني للقضاء، فيما يتم نشر القوات المسلحة التابعة للحكومة الاتحادية في أطراف القضاء.
تعد كل من سنجار ومخمور من المناطق المتنازع عليها في محافظة نينوى وتابعتان للحكومة الاتحادية التي تتولى إدارة الملف الأمني فيهما.