قائممقام الحمدانية: 40 بالمائة من النازحين المسيحيين لم يعودوا الى ديارهم

عصام بهنام متي، قائممقام قضاء الحمدانية في سهل نينوى    تصوير: فرمان صادق حمد أمين

فرمان صادق

كشف قائممقام قضاء الحمدانية، عصام بهنام متي، ان 40 بالمائة من النازحين المسيحيين لم يعودوا حتى الآن الى ديارهم، مشيراً الى أن نسبة 90 الى 100 بالمائة من العرب، الشبك، الكاكائيين والتركمان عادوا الى القضاء لأن إدارة القضاء تعمل على مسح آثار حرب داعش وتوفير جميع الخدمات الضرورية لعودة الحياة الطبيعية الى الحمدانية.

في عام 2014، سيطر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" على قضاء الحمدانية (جنوب شرق الموصل)، ,يقول متي، بلغ حجم الأضرار التي لحقت  بالمباني الحكومية في مركز القضاء (بغديدا – قرقوش) أكثر من 200 مليار دينار، فضلاً عن تدمير و حرق آلاف المنازل والمواقع الدينية، لكن الحكومة لم تولِ حتى الآن اهتماماً بإعادة إعمار الأماكن الدينية.

قائممقام الحمدانية تحدث في مقابلة أجراها معه (كركوك ناو) عن الأوضاع بعد داعش، حول محاور، عملية الإعمار والتعايش بين مكونات القضاء.

 

كركوك ناو: تمت استعادة القضاء من سيطرة داعش منذ حوالي خمس سنوات، هل عاد جميع سكان القضاء الى ديارهم أم أنهم لا زالوا نازحين؟

عصام بهنام متي: الحمدانية من الأقضية الكبيرة في محافظة نينوى، يضم ثلاث نواحي وعدداً من القرى، قبل مجيء داعش كان تعداد سكانه أكثر من 360 ألف شخص، غير أن الغالبية نزحوا الى مدن عراقية أخرى أو الى محافظات اقليم كوردستان، ومنهم من هاجر خارج العراق.

بعد تحرير القضاء، عادت قلة من المواطنين، بعد ذلك بدأت اعداد النازحين العائدين تتزايد تدريجياً، في الوقت الحاضر جميع سكان القضاء من المكون العربي عادوا الى ديارهم، وتبلغ نسبة العائدين من التركمان 90 بالمائة، لكن نسبة المسحيين العائدين هي 60 بالمائة، أي أن 40 بالمائة منهم لم يعودوا لأنهم تضرروا أكثر من غيرهم بسبب حرب داعش.

 

كركوك ناو: داعش عرّض التعايش بين المكونات في العديد من المناطق للخطرن كيف واجهتم هذا التحدي في الحمدانية وهل تعتقد بأن استمرار المساعدات التي تقدمها بعض المنظمات للمواطنين، بالأخص المزارعين لحثهم على البقاء وإحياء الأراضي الزراعية سيسهم في عودة التعايش؟

عصام بهنام متي: هذا الموضوع كان أحد التحديات الصعبة، بعد التحرير، لم يكن تدهور القطاعات الخدمية المشكلة الوحيدة التي نواجهها، بل المشكلة الأكبر تمثلت في توجيه أصابع الاتهام لأحد مكونات المنطقة لتعاونهم مع داعش بالرغم من أن جميع المكونات تضررت على يد داعش، لذا فإن المهمة كانت صعبة جداً، لكن بدعم المنظمات الدولية واتباع خطة محكمة لتوعية المواطنين شملت تشكيل مجموعة تضم رجال دين من جميع المكونات وكذلك عن طريق مراكز التعليم، تمكننا من إعادة التعايش السلمي الى المنطقة.

منظمات المجتمع الدولي لعبت دوراً ملحوظاً من خلال برامجهم ومنحهم قروض صغيرة كالتي تمنح الآن للمزارعين بهدف إيلاء الاهتمام لقطاع الزراعة في مناطقهم، أعتقد بأننا خطونا خطوات كبيرة في هذا المجال، بدليل أن داعش فشل في ايجاد بيئة حاضنة وتنفيذ عمليات إرهابية في المنطقة بعد تحريرها، باستثناء بعض الحالات النادرة، وهذا دليل على أن أهالي المنطقة يتعاونون مع الأجهزة الأمنية.

 

كركوك ناو: لكن تم تسجيل حوادث أمنية  في عدة أماكن، على سبيل المثال في القرى الكاكائية الواقعة ضمن حدود الحمدانية، علاوةً على أن الأهالي يعانون من العديد من المشاكل، مثل انعدام الخدمات ورداءة الطرق، ماذا قدمتم لهم؟

عصام بهنام متي: قرى الكاكائيين خارج سلطة قوات الجيش والبيشمركة، يوجد في تلك القرى مواطنيون من المكون العربي والشبكي، في البداية كان صعباً علينا الوصول الى تلك المناطق، حتى المنظمات لم تستطع الوصول اليها، لكن بعد ذلك، بفضل التنسيق بين إدارة محافظة نينوى و حكومة اقليم كوردستان وصلت المشاريع الى تلك القرى، حيث أعيد تأهيل الطرق وتم تشجيع المنظمات على زيارتها. أعتقد بأن الأوضاع تتحسن في هذه المناطق، زرت تلك القرى عن كثب ومن المقرر تخصيص ميزانية وتوفير خدمات أكثر لها ضمن خطط العام الجاري.

 

كركوك ناو: هل تتوفر إحصائيات ومتابعات دقيقة حول الأضرار التي خلفها تنظيم داعش؟

عصام بهنام متي: لا توجد إحصائيا دقيقة 100 بالمائة لتحديد حجم الأضرار، لكن بعض المناطق عملت على هذا الموضوع واتضح بأن الأضرار الي لحقت  بالمباني الحكومية في مركز القضاء (بغديدا – قرقوش) تقدّر بأكثر من 200 مليار دينار، فضلاً عن حرق خمسة آلاف منزل وتدمير 200 منزل بالكامل وتعرض عدد آخر لأضرار، كما أن القطاع الخدمي في النواحي والقرى التابعة للحمدانية تعرض لأضرار، لكن ليست لدينا احصائيات.

كان هناك أكثر من 180 مزرعة دواجن في الحمدانية، دُمّر أكثر من 150 منها، 70 بالمائة منها لم ترمم حتى الآن.

جرت إعادة تأهيل خطوط نقل الطاقة الكهربائية، لكننا نعاني من مشكلة شح الانتاج كباقي مناطق العراق، وبالنسبة لمياه الشرب يوجد مشروع مياه وحيد في الحمدانية كان في السابق يزود 50 ألف شخص من سكان المنطقة بالمياه، لكنه الآن لا يكفي سد احتياجات السكان الذي يقارب عددهم 360 ألف نسمة، لذا تحتاج الحمدانية لمشاريع أخرى.

 

كركوك ناو: تشكو المكونات من عدم إعادة بناء المواقع الدينية التي أحرقت و دُمِّرت على يد مسلحي داعش، لماذا هذا التقصير من الحكومة؟

عصام بهنام متي: لأكن صريحاً معكم، لم تكن المواقع الأهمية تحظى بأهمية من قبل الحكومة العراقية، لذا نرى بأن كنائس الموصل قد أعيد تأهيلها بأموال خُصصت لها من قبل المنظمات الأجنبية، نأمل أن تخصص الحكومة العراقية ميزانية لإعادة إعمار المواقع الدينية ضمن خططها لعام 2022.

 

كركوك ناو: أين وصلت عملية إعادة الإعمار في القضاء؟ وهل أنتم راضون؟

عصام بهنام متي: بعد التغييرات الادارية في الموصل، خصوصاً بعد تغيير المحافظ (في عام 2019)، أُطلِقت حملة إعمار كبرى في جميع القطاعات، بالأخص إعادة ترميم مباني القطاع العام، في الوقت الحاضر نناقش مسألة عودة هيئة الاستثمار لكي يكون لها دور في إعادة إعمار القضاء.

يمكننا القول بأن 90 بالمائة من الدوائر الحكومية استأنفت مهامها، على سبيل المثال، يعتبر مستشفى الحمدانية العام أحد افضل المستشفيات في العراق، وفي قطاع التربية والتعليم، أُعيد ترميم معظم المدارس الى جانب بناء مدارس جديدة.

جهود الحكومة لم تكن بالمستوى المطلوب منذ البداية، لكن مع مرور الوقت وعن طريق ميزانية تنمية المحافظات، جرى العمل في العديد من مشاريع الماء والكهرباء، يمكنني الآن القول بأن الأوضاع جيدة في الحمدانية، لا أقول بأن جميع الخدمات متوفرة، لكن الجانب الخدمي الآن أفضل مقارنةً بما كان عليه في الفترة التي سبقت وصول داعش.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT