حفظ ذاكرة الايزيديين
الشروع بالعمل لانجاز المسار الثالث من حملة اعمار معبد "لالش"

نينوى - قضاء شيخان/ 2021، العمل لاعمار وترميم معبد لالش تصوير: اعلام المعبد

كركوك ناو - نينوى

تم التبرع بملغ 250 مليون دينار عراقي، للمساهمة في إعمار معبد "لالش"، من قبل رابطة المصارف العراقية والبنك المركزي العراقي ضمن مشروع صندوق "تمكين"، وخصص هذا المبلغ لبناء مزار، ويعتبر ضمن المسار الثالث لإعمار المعبد، وسيتم استخدام المواد الطبيعية مثل الحجر والكلس لإعطاء الطراز التاريخي وقداسة هذا المكان وتحت اشراف مهندسين محترفين. 

ويقع "لالش"، وهو معبد مقدس لدى الايزيديين، في حدود قضاء شيخان التابع لمحافظة نينوى، وبالقرب من عين سفني، (60 كم شمال غرب مدينة الموصل)، ويضم قبر زعيم الطائفة الإيزيدية، عدي بن مسافر، ما يضفي عليه القدسية والمكانة الروحانية لدى الأتباع، وكذلك هو مقر المجلس الروحاني للديانة في العراق والعالم، لذى يُعد من أقدس أماكن العبادة عند الايزيديين.

ويقول احد المشرفين على إعمار المعبد، المهندس خالد نرمو، أن " هذا المبلغ سيدخل ضمن المسار الثالث لإعمار المعبد، ونحن الان بصدد الشروع بالاجراءات الخاصة حول كيفية العمل، وتتضمن هذه المرحلة بناء مزار واماكن خاصة للعبادة واستقبال الزائرين، ونحن كلجنة هندسية تشاورنا مع المجلس الروحاني وسمو اير الايزيديين، وتمت الموافقة للبدء بالعمل".

هناك مبلغ 200 مليون دينار عراقي تم تخصيصه من قبل رئيس حكومة اقليم كوردستان

" وقبل هذه المبادرة التي جاءت من قبل الحكومة المركزية، كانت هناك مبادرة من قبل حكومة اقليم كوردستان وخلال العامين حيث تم تنفيذ العديد من المشاريع، ومنها مشروع الشارع الرئيسي ذات السايدين بكلفة وصلت الى حوالي 800 مليون دينار عراقي، ومشروع خزان الماء الكبير مع شبكة مياه بكلفة 200 مليون دينار عراقي، وبناء معمل خاص لعصر الزيتون يدوياً وفق الموروث والطرق التراثية المستخدمة قديما في المعبد، لانتاج الزيت الخاص في ايقاد المشاعل الخاصة بالطقوس الدينية". هذا ما اوضحة المهندس خالد نرمو خلال حديثه مع كركوك ناو.

ويضيف، ان " هناك مبلغ 200 مليون دينار عراقي تم تخصيصه من قبل رئيس حكومة اقليم كوردستان، لتنفيذ مشروع بوابة لالش التاريخية، لتكون بمقدمة الشارع".

وكانت وزارة الثقافة العراقية، أعلنت في ديسمبر/ كانون الأول 2020، عن إدراج معبد لالش على اللائحة المؤقتة لـ"يونسكو" لحين ضمه إلى قائمة التراث العالمي.

واقيم حفل تخصيص الـ 250 مليون دينار عراقي، في 3 شباط 2022، في احدى قاعات المعبد، بحضور امير الايزيديين في العراق والعالم ورئيس المجلس الروحاني الايزيدي حازم تحسين بك، ورابطة المصارف العراقية واالبنك المركزي العراقي، وممثل رئيس حكومة اقليم كوردستان، ووزير الاوقاف في الاقليم، بشتوان صادق، وممثلي الاديان عن الحكومة ومنظمات المجتمع المدني.

وتأسست رابطة المصارف بتاريخ 2004/5/5 بمشاركة ممثلي المصارف الخاصة التسعة عشر التي كانت عاملة حينذاك
وباشرت نشاطها في متابعة المستجدات التي تؤثرفي العمل المصرفي العراقي بشكل عام والتأثيرات على المصارف الخاصة بالذات.

نينوى - قضاء شيخان - معبد لالش / شباط 2022 / حفل تحصيص مبلغ 250 مليون دينار عراقي لاعمار معبد لاللش   تصوير: اعلام المعبد

من جانبه قال وكيل أمير الايزيديين، جهور على بك ، لـ كركوك ناو ان " أعضاء المجلس الروحانى ووكلاء الامير وعدد من رجال الدين وشخصيات ايزيدية وراعي الكنيسة الاشورية، وممثلي من الاوقاف الاسلامية والكاكائية والصابئة والبهائية حضروا حفل تخصيص مبلغ رابطة المصارف العراقية".

اما امير الايزيديين في العراق والعالم، وخلال كلمة له خلال الحفل، قال: "يطيب لي أن نلتقي جميعا وأن نجتمع على فعل الخير وتعزيز أواصر المحبة بين الجميع لنعلن انطلاق مشروع ترميم جزء من معبد لالش المقدس".

وأضاف، ان "هذا المعبد الرئيسي للإيزيديين في العراق والعالم والذي أصابه الحيف والويل على مر تاريخ الإيزيدية؛ حيث يذكر لنا التاريخ شواهد ومواقف عديدة كيف تعرض المعبد للتدمير والخراب والحرق ونبش القبور على يد الغزاة والمحتلين إبان حملات الإبادة الجماعية التي حدثت للإيزيديين على مدى ما يقارب 74 حملة إبادة وآخرها حملة الإبادة الجماعية في سنجار".

 الاستعانة بخبراء اجانب للعمل وفق الطرازات العالمية

ويعود عصر إنشاء معبد لالش إلى القرن الثالث قبل الميلاد، ويتميز بطراز فني نادر في العمارة والبناء،حيث يمتزج فيه الفن السلجوقي وكذلك الشرقي القديم المرتبط بالتراث الكوردي من حيث الأبنية الواسعة.

" الاستعانة بخبراء اجانب للعمل وفق الطرازات العالمية، تتناغم والمواصفات الخاصة باليونسكو للمناطق الاثرية". هذا ما أكده احد المشرفين على اعمار المعبد، المهندس خالد نرمو لمراسل كركوك ناو.

مبيناً ان " احد مسارات إعمار المعبد تعتمد على المنظمات الاجنبية والقنصليات ودول الغرب، تحديداً الولايات المتحدة الامريكية وعن طريق وزارة الخارجية الامريكية، ضمن برنامج الحفاظ على المناطق الاثرية، وكان للمعبد حصة من هذا البرنامج وعلى مرحلتين، كل مرحلة 500 الف دولار أمريكي، لتكون المنحة مليون دولار أمريكي، لكن لم تصرف هذه المنحة بشكل مباشر، بل كانت عن طريق جامعة بنسلفانيا، وهي احدى الجامعات العريقة ولها باع في مجال اعمال المناطق الاثرية".

التصميم الهندسي لبوابة معبد لالش

في غضون ذلك يقول مسؤول إعلام معبد لالش، لقمان سليمان، إن "الترميم الجاري يستهدف إعادة الروح للبناء جراء تقادم الأزمان عليه وما يتناسب مع تاريخه وقيمته الروحية والدينية لدى المكون الإيزيدي".

ويضيف سليمان، في تصريحات صحفية: "نسعى للعودة ببناء المعبد إلى ما كان عليه قبل 150 عاماً"، لافتاً إلى أن "هناك عمليات ترميم مماثلة قد بدأت في الكثير من المزارات الدينية التابعة للإيزيديين".

وبحسب سليمان، فإن للمكون الإيزيدي نحو 500 مزار ديني تتوزع أغلبها في مناطق شمال العراق وقد طال الكثير منها التخريب والدمار جراء سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، على بعض مناطق العراق في صيف 2014، ولكن "لالش"، وهو مقر المجلس الروحاني للديانة الإيزيدية، استطاع أن ينجو من خراب التنظيم بعد أن تعذر السيطرة عليه.

 

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT