أبدى ناشطون ايزيديون عن انزعاجهم من التصريحات التي أدلى بها قائد الفرقة 20 في الجيش العراقي، والذي توعّد خلالها بدفن أي شخص يعلق صور زعيم حزب العمال الكوردستاني المعتقل عبدالله أوجلان في سنجار.
وكان قائد الفرقة 20 في الجيش العراقي، اللواء الركن اثير الربيعي، يوم الجمعة،11 شباط 2022، قد اطلق تهديدات شديدة اللهجة وهو يحمل بيده علماً عراقياً ويقول، "خلي يسمعوني اهل سنجار، هذا علم العراق بيدي، أقولها ثلاث مرات، يشهد الله، يشهد اله، يشهد الله، من يعلق صور أوجلان سأدفنه هنا في هذه الساحة"، وأضاف، "أنا مقاتل وقاتلت الارهاب.. أي شخص يخالف القوانين سأسحقه تحت إطارات الهمر".
هذه التهديدات دفعت عدداً من الناشطين الايزيديين للخروج في تظاهرات في مجمعي خانه سور و بورك، فيما رفع بعضهم صور عبدالله أوجلان، زعيم حزب العمال الكوردستاني المعتقل.
وقال الناشط الايزيدي مصطفى حسين، لـ(كركوك ناو)، إن " تصريحات قائد الفرقة 20 في الجيش العراقي أعادت الى ذاكرتنا تهديدات مسلحي تنظيم داعش الذين كانوا يهددوننا وهم يرددون كلمة الله أكبر... الأسوأ هو أن تهديداته كانت موجهة لجميع أهالي سنجار، بالرغم من أن جميع سكان سنجار ليسوا مناصرين لوحدات مقاومة سنجار (اليبشة)، بل هناك الكثير ممن لديهم توجهات مستقلة".
ويتسائل حسين: "نحن أيضاً لسنا مع رفع أي علم آخر ما عدا العلم العراقي، لكن السؤال هو لماذا لا يحاسبون عناصر الحشد الشعبي الذين علقوا عشرات الصور لأبو مهدي المهندس على شوارع سنجار؟".
ان البعض من شبان سنجار يعتزمون تسجيل دعوى ضده في المحكمة
القوات المقربة من حزب العمال الكوردستاني علّقت صور عبدالله أوجلان في عدد من شوارع سنجار، في حين أطلقت قوات الحشد الشعبي اسم أبو مهدي المهندس على أحد الشوارع و علقت صورة هناك.
أبو مهدي المهندس، الذي كان يتولى منصب نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق، قُتِل برفقة القائد السابق لفيلق القدس التابع للجيش الايراني قاسم سليماني في غارة جوية أمريكية وقعت بالقرب من مطار بغداد مطلع عام 2020.
وقال الناشط الايزيدي مصطفى حسين، انه "لا نقبل تهديدات القائد العسكري بأي شكل من الأشكال، وان البعض من شبان سنجار يعتزمون تسجيل دعوى ضده في المحكمة".
ووصف مصطفى تصريحات الربيعي بـ"الإهانة" بحق ذوي الضحايا وطالبه بتقديم الاعتذار لأهالي سنجار.
من جانبه قال نائب الرئيس المشترك لهيئة مجلس الادارة الذاتية في سنجار، آزاد حسين، لـ(كركوك ناو)، ان " تهديدات ذلك القائد العسكري لم تكن موجهة لجهة أو قوة معينة، بل لجميع أهالي سنجار، لذا نستنكر تصريحاته بشدة ولم يكن من المفروض أن يطلق تلك التهديدات لأنه كان يتحدث باسم الدولة".
رفع وتعليق صور عبدالله أوجلان تتزامن مع الذكرى الـ23 لاعتقاله في 15 شباط 1999 من قبل الدولة التركية.
وقال آزاد حسين،ان " جميع الصدامات والتوترات تنشأ بسبب جهات سياسية تريد إشعال الاقتتال في سنجار". دون أن يذكر اسم تلك الجهات.
حتى الآن، لم يقدم الجيش العراقي أي توضيحات بشأن التهديدات التي أطلقها قائد الفرقة 20.
في غضون ذلك قال مسؤول مجلس الادارة الذاتية في ناحية سنوني التابعة لـسنجار، خوديدا ألياس، لـ(كركوك ناو)، ان " عددا من النساء والشبان الايزيديين خرجوا بتظاهرة في بوركه وخانة سور رافضين تضريحات القائد العسكري، رافعين صورا لعبد الله اوجلان". مؤكداً ان قوات الجيش العراقي أوقفت التظاهرة وقاموا بتهديدهم".
فيما يخص الأوضاع في المنطقة،، قال ألياس،ان "الأوضاع هدأت اليوم، الأحد، لكننا لا نعرف ما الذي سيحدث بعد ساعات من الآن".