الى جانب الرياضة، تحمل مجموعة خاصة بتنظيم رحلات الى الجبال في خانقين، رسالتين إحداهما اكتشاف المواقع الطبيعية و التاريخية بمدينة خانقين وحمايتها، والأخرى تعزيز التعايش بين القوميات والأديان المختلفة.
مجموعة ميلكان تأسست في كانون الثاني 2021، شارك سبعة أشخاص في الرحلة الأولى التي نظمتها المجموعة في ذلك الشهر، توسعت المجموعة بعد ذلك لتضم الآن 72 عضواً من كلا الجنسين.
جميع رحلات المجموعة تُنظم في خانقين، حيث يتوجه أعضاء المجموعة الى مكان محدد بالحافلات ومن هناك ينطلقون الى الجبال والمناطق الطبيعية والسياحية في القضاء.
ماجد شاليار، المشرف على مجموعة ميلكان، قال لـ(كركوك ناو)، "فكرت في إنشاء هذه المجموعة بهدف ممارسة الرياضة و التعرف على طبيعة و بيئة مناطق خانقين... رحلتنا الأولى ضمت سبعة اشخاص فقط، وتوسعت مجموعتنا تدريجياً".
نظمت المجموعة خلال العام الماضي 10 جولات، معظمها كانت في الشتاء والربيع، أما هذا العام فنظموا حتى الآن أربع جولات فقط.
"منذ البداية، كان للنساء والفتيات حضور الى جانب الرجال، أنشأنا مجموعة محادثة على شبكة فيسبوك للتواصل فيما بيننا وتحديد مواعيد الجولات والمناطق التي سنقصدها."
بالرغم من الأجواء الماطرة، شارك 37 شخصاً في رحلة جبلية نظمتها المجموعة يوم الجمعة الماضي، 25 شباط.
تحمل المجموعة الى جانب الرياضة، رسالتين، حول ذلك يقول ماجد شاليار، "الخانقينيون محبون للبيئة وحامون لها، اضافة الى رسالة التعايش بين قوميات وأديان القضاء".
تعد خانقين من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان بموجب الدستور العراقي وتقع في محافظة ديالى، سكانها من الكورد، العرب والتركمان الى جانب المكون الديني الكاكائي و المسيحي.
سكان خانقين لديهم تاريخ حافل بالتعايش بين القوميات والأديان.
وقال ماجد، "تشارك جميع القوميات والأديان في رحلاتنا دون تمييز، من كافة فئات وطبقات المجتمع.. نمارس هناك الرياضات الجماعية، نتعرف معاً على المواقع التاريخية والسياحية ونولي اهتماماً كبيراً بالحفاظ على البيئة".
بإمكان أي شخص يرغب في المشاركة بالجولات تسجيل اسمه عن طريق مجموعة المحادثة على فيسبوك و يتوجب عليه دفع مبلغ رمزي قدره ألفان و خمسمائة دينار لمصاريف النقل، ويحضر معه وجبات الطعام للرحلة.
المشرف على مجموعة ميلكان لديه دراية جيدة بتضاريس المنطقة ومواقعها التاريخية والسياحية، وهو ما يسهل الكثير للمشاركين في الجولات.
خانقين/ شباط 2022/ عدد من المشاركين في مجموعة ميلكان أثناء الاستراحة تصوير: المشرف على مجموعة ميلكان
تقول انتصار محمود، (39 سنة)، وهي موظفة من المكون الكاكائي شاركت في الجولة التي نظمتها المجموعة يوم لجمعة الماضي، 25 شباط، "تعرفت على هذه المجموعة عن طريق شبكة فيسبوك، لم أزر من قبل أي مكان خارج مركز خانقين، هذه المجموعة ساعدتني كثيراً للتعرف على بيئة وجغرافيا خانقين".
وتضيف انتصار، "تأسيس هذه المجموعة كانت فكرة جميلة، تعلمت الكثير عن طبيعة خانقين في هذه الجولة، أصبت بالدهشة من روعة المناظر التي زرتها في خانقين، شاهدت أنواع متعددة من الطيور والحيوانات البرية، تمنحك هذه الجولات إحساساً رائعاً و تفيدك من الناحية النفسية والبدنية".
رافق انتصار في تلك الرحلة كل من زوجها و طفليها.
الأطعمة التي غالباً ما يجلبها المشاركون معهم هي البطاطس المطبوخة، البيض، الخبز، الفواكه والخضراوات.
يقول أوميد مجيد (40 سنة)، معلم، بأنه كان يعشق تسلق الجبال منذ الصغر، لكن هذه المجموعة ساعدته كثيراً للاستمرار في ممارسة هوايته برفقة آخرين.
"حتى الآن شاركت في 14 رحلة، الجانب المهم في هذه المجموعة هي أنها تضم أديان و قوميات خانقين المختلفة، تعدد لغات المشاركين يضفي حلاوةً على رحلاتنا"، واستطرد أوميد قائلاً "هذه الرحلات تجعلنا نتصالح مع الرياضة والطبيعة، تشجعنا على حماية البيئة، أطلب من الناس أن يشارك عدد أكبر من الناس في هذه الرحلات وأن تستمر هذه المجموعة".
