لقي ثلاثة نازحين، بينهم امرأة، مصرعهم في ثلاثة حوادث مختلفة في غضون اسبوع واحد يشتبه بأنها حالات "قتل وانتحار".
في الحادث الأخير الذي وقع يوم 4 آذار 2022، لقيت امرأة نازحة في مخيم خانكي حتفها وبعد ساعات ألقت القوات الأمنية القبض على زوجها بتهمة قتل زوجته.
"أقدم نازح ايزيدي، على إطلاق النار على زوجته وأرداها قتيلة، على إثر مشادة بينهما، علماً بأنه كان ثملاً في تلك الليلة"، بحسب بير علو كجل، مدير مخيم خانكي.
وقال علو لـ (كركوك ناو)، بأن الضحية تبلغ من العمر 40 سنة، زوجها متزوج من امرأة أخرى وقد أُلقي القبض عليه صباح 5 آذار، من قبل القوات الأمنية بتهمة ارتكابه الجريمة.
يقطن أكثر من 14 ألف شخص، أغلبهم من المكون الايزيدي، في مخيم خانكي بقضاء سيميل التابع لمحافظة دهوك.
في حادث منفصل وقع في الأول من آذار الجاري، فارق نازح من سكنة مخيم قاديا الحياة بعد ثلاثة ايام داخل المستشفى الذي كان يتلقى فيه العناية الطبية، بسبب الحروق التي تعرض لها.
مصدر مطلع قال لـ(كركوك ناو)، ان "الشاب باسل دخيل سمير، يعيش لوحده بعد أن توفيت والدته، الجميع يعرفون بأنه كانت لديه مشاكل مع والده، وبسبب تلك الخلافات أقدم على حرق نفسه".
يقع مخيم قاديا في قضاء سيميل ويأوي أكثر من 12 ألف نازح.
لم تدلِ اية جهة رسمية في المخيم بتصريح لـ(كركوك ناو) بشأن الحادث.
وقال مسؤول إعلام دائرة صحة زاخو أمير عادل، لـ(كركوك ناو)، انه "تم إحضار الشاب الى مستشفى زاخو وبسبب عدم وجود قسم خاص بمعالجة الحروق، أحلناه الى مستشفى دهوك، ولم تتضح بعد تفاصيل الحادث ولسنا على علم بمسار التحقيقات".
الحادث الثالث وقع يوم 28 شباط 2022، حيث لقي شاب مقيم في مخيم باجيد كندالا مصرعه وحسب أحد اقربائه فإنه "شنق نفسه".
"كان البسمة لا تفارق محياه، لم نره حزيناً أبداً، ليلة وقوع الحادث تناول العشاء مع عائلته وبعد أن خلدوا الى النوم أقدم على شنق نفسه"، بحسب افاده به جلال مهمد، ابن شقيق الضحية، والذي أكد لـ(كركوك ناو)، أن الشرطة تجري التحقيقات في ملابسات الحادث.
الشاب روندك شفان كان طالباً في الصف التاسع الأساسي، لديه شقيقة وثلاثة اشقاء، ووالده مزارع.
لا يستطيعون العودة الى ديارهم بسبب المشاكل الأمنية وقلة الخدمات
يقع مخيم باجيد كندالا في قضاء سيميل ويقيم فيه أكثر من ثمانية آلاف نازح.
مراسل (كركوك ناو) سعى للحصول على تصريحات من الجهات الأمنية لكن دون نتيجة.
وقال مدير مخيم خانكي أن "النازحين سئموا من حياة المخيم، يعيشون هنا منذ ثمان سنوات ولا يستطيعون العودة الى ديارهم بسبب المشاكل الأمنية وقلة الخدمات، الى جانب تفشي البطالة وقلة المساعدات التي توفرها المنظمات، لذا يفكرون في الانتحار".
وفي استطلاع أجري العام الماضي في صفوف النازحين، تبين ان 20 بالمائة من المشاركين أهاليهم فكروا في الانتحار مرة واحدة على الأقل.
وشكّلت الحكومة الاتحادية العراقية في عام 2021 لجنة لمتابعة ودراسة حالات "الانتحار " في صفوف النازحين الايزيديين، غير أن نتائج الدراسة لم تُعلن حتى الآن.
يشكل الايزيديون نسبة 30 بالمائة من مجموع 664 ألف نازح في اقليم كوردستان.
بعد هجمات "داعش" على سنجار ومناطق أخرى من نينوى في 2014 نزح أكثر من 350 ألف ايزيدي من مناطقهم وهاجر 100 ألف ايزيدي خارج العراق، فضلاً عن اختطاف ستة آلاف ايزيدي، لا يزال مصير قرابة نصفهم مجهولاً، وفقاً لإحصائيات حكومة اقليم كوردستان.