قررت إدارة قضاء خانقين شمالي محافظة ديالى عدم الفصل بين مواطني القضاء والنازحين المتواجدين في ميزة التطعيم ضد كورونا، وذلك بغية تشجيع النازحين وتوفير التسهيلات لهم، الأمر الذي جعلهم يشعرون بالطمأنينة كونهم يتمتعون بنفس حقوق الاستفادة من الخدمات الصحية.
حسب إحصائيات دائرة الهجرة والمهجرين في خانقين، لا يزال ثمانية آلاف نازح مقيمين في مركز القضاء والقرى التابعة له بعد أن قررت الحكومة العراقية العام الماضي إغلاق مخيمات النازحين.
هلمت محمد (19 سنة) نازح من بغداد، قال لـ(كركوك ناو)، "أعيش في إحدى القرى التابعة لقضاء خانقين، أصبت بفيروس كورونا وكدت أن أموت جراء المرض، رقدت في المنزل 20 يوماً وتلقيت العلاج، لذا قررت أخذ اللقاح".
وأضاف "قبل شهرين تلقيت جرعتين من لقاح فايزر، شعرت بآلام في البداية لكنني شفيت، تلقيت اللقاح في مركز تطعيم حكومي ولم يطلبوا مني أكثر من بطاقة الأحوال المدنية، مركز التطعيم كان خالياً في ذلك اليوم".
المديرية العامة لصحة خانقين فتحت أربعة مراكز تطعيم داخل خانقين والقرى المحيطة بها، هذه المراكز تعطي جرعات اللقاح لمواطني القضاء والنازحين كذلك. كما تم تشكيل فرق تطعيم جوالة تزور القرى والمناطق النائية.
هذا القرار هو لغرض توفير التسهيلات وحث النازحين على تلقي اللقاح
تقع خانقين شمالي محافظة ديالى، يسكنها خليط من الكورد، العرب والتركمان موزعين على المذهبين الشيعي والسني، الى جانب أقلية من الكاكائيين.
وقال المشرف على وحدة التطعيم ضد كورونا في مركز خانقين الصحي جعفر حسين، ، لـ(كركوك ناو)، "منذ انطلاق حملة التطعيم ضد كورونا، لم يكن هناك تمييز في خانقين بين سكان القضاء الأصليين و النازحين المقيمين فيه... حتى أننا وصينا فرق التطعيم عدم الاستفسار فيما إن كان المواطن من سكان القضاء أم من النازحين"، وذلك بالاستناد الى قرار من المديرية العامة لصحة خانقين.
يقول جعفر بأن هذا القرار هو لغرض توفير التسهيلات وحث النازحين على تلقي اللقاح، نتيجة لذلك لا تتوفر إحصائية بعدد النازحين الذين تلقوا اللقاح من اصل ثمانية آلاف ناوح في خانقين.
داخل إبراهيم، نازح آخر من مدينة بغداد، يعيش في قرية أمير بابير، أصيب مع زوجته واطفاله الصيف الماضي بفيروس كورونا واضطروا للبقاء في الحجر المنزلي قرابة شهر، بعد تعافيهم قرروا نهاية نفس العام أخذ اللقاح.
"نحن من أوائل الذين قرروا تلقي اللقاح في القرية، لأننا ذقنا الأمرّين بعد إصابتنا بكورونا.. راجعنا مركز خانقين الصحي –في مركز القضاء-، هناك تلقينا العون من العاملين في المركز وتمكننا من الحصول على اللقاح بجلب بطاقة هوية واحدة و إعطائهم رقم هاتفنا، دون أن يسألونا فيما إن كنا نازحين أو من أين نحن".
داخل إبراهيم، منتسب في الصحة يعمل ضمن لجنة حملة التطعيم ضد كورونا، قال لـ(كركوك ناو)، "نور يومياً المناطق التي يعيش فيها النازحون ونحثهم على تلقي اللقاح، بالأخص في قرى أمير بابير وميخاس".
خارطة تظهر موقع قضاء خانقين
من جانبه، شدد المشرف على وحدة التطعيم ضد كورونا في مركز خانقين الصحي، جعفر حسين، على أنهم يبذلون أقصى جهودهم لتوفير التسهيلات للمواطنين لحثهم على اخذ اللقاح من أجل سلامتهم وسلامة عوائلهم.
وقال جعفر "توجد لدينا فرق جوالة تعمل لنفس الغرض في القرى والأحياء وإعطاء اللقاح لكل شخص بغض النظر عن المحافظة التي ينتمي إليها".
أغلبية النازحين في خانقين من محافظات بغداد، صلاح الدين، نينوى ومناطق أخرى من محافظة ديالى، نزحوا من مناطقهم خلال فترة الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، ولم يعودوا اليها، إما بسبب قلة الخدمات في مناطقهم أو بسبب تداعيات الحرب، من ضمنها الصراعات العشائرية والمذهبية، حسب أقوال البعض ممن تحدث معهم مراسل (كركوك ناو).
وفقاً لقرارات الحكومة، بإمكان المواطنين الحصول على لقاح كورونا شريطة أن تكون لديهم وثيقة رسمية كشهادة الجنسية العراقية، بطاقة الأحوال المدنية أو البطاقة الوطنية، أو حتى هوية النازح التي تثبت أن حاملها عراقي الجنسية.
تشير إحصائيات وزارة الصحة العراقية الى أن 470 ألف و 280 جرعة لقاح تم توزيعها في عموم محافظة ديالى حتى 22 آذار 2022، وذلك من مجموع سكان المحافظة البالغ عددهم مليون و 768 ألف و 920 شخصاً، حسب تقديرات وزارة التخطيط العراقية لعام 2021.
حالياً، يتلقى ما بين 10 الى 15 شخص يومياً لقاح كورونا في مركز خانقين الصحي –أكبر مركز تطعيم في القضاء-، في الوقت الذي كان يتلقى فيه ما بين 100 الى 150 شخص اللقاح يومياً، حسب جعفر حسين.
يقول جعفر، وهو من كوادر فرق التطعيم، "يعود سبب ذلك الى أن أناساً كثيرين تلقوا اللقاح، الأشخاص الذين يراجعون المركز في الوقت الحاضر هم من كانت لديهم شكوك في السابق لكنهم اقتنعوا بأهمية أخذ اللقاح".
تتوفر في العراق لقاحات من نوع فايزر، استرازينيكا و سينوفارم، النسبة الأكبر من الملقحين في خانقين تلقوا لقاح فايزر بسبب وفرته في القضاء.
مدير صحة خانقين ، سرمد البياتي، لم يجب على اتصالات (كركوك ناو) من أجل الحصول على احصائية بأعداد الملقحين في خانقين.
حسب تقديرات وزارة التخطيط العراقية لعام 2019، يبلغ تعداد سكان قضاء خانقين 238 ألف و 337 نسمة، يعيش أكثر من 90 ألفاً منهم ف يمركز قضاء خانقين.
وقال ممثل النازحين في قائممقامية قضاء خانقين ميثاق عبد المهدي، لـ(كركوك ناو)، "النازحين يتمتعون بنفس حقوق المجتمع المحلي بخانقين في الحصول على اللقاح.... حتى الآن لم يشكُ أي نازح بهذا الخصوص، نشكر الفرق الصحية لزيارتهم المناطق التي يعيش فيها النازحون وحثهم على تلقي اللقاح".
دائرة الهجرة والمهجرين في خانقين لم تشترط على النازحين حيازتهم لبطاقة التلقيح من أجل تقديم المساعدات الحكومية لهم، مثلما شدد ميثاق عبد المهدي، لكنه قال بأنهم يشجعون النازحين باستمرار عن طريق الملصقات التوعوية في المراكز الصحية وعن طريق فرق التطعيم الجوالة على ضرورة أخذ اللقاح.
فيما يخص نسبة إقبال النازحين على تلقي اللقاح، قال ميثاق عبد المهدي، "في بداية حملة التطعيم كان العددي منهم يخشون الأمر ولا يثقون باللقاح، لكن معظمهم قد تلقى اللقاح في الوقت الحاضر"، بالرغم من أنه لم تكن لديه إحصائية بعدد النازحين الملقحين بسبب عدم فصلهم عن غيرهم من المواطنين.