يوجد خمسة أطباء فقط في المستشفيات والمراكز الصحية في مركز قضاء سنجار والنواحي والقرى التابعة له، معظمهم يداومون يومين في الاسبوع.
وتشير احصائيات وزارة التخطيط العراقية الى أن عدد سكان القضاء يبلغ أكثر من 334 ألف شخص، لا يزال قسم منهم نازحين.
حسب متابعات (كركوك ناو)، يوجد أطباء في مستشفى سنجار العام في مركز القضاء وفي ناحية سنوني، اثنان منهم أطباء أطفال وآخر اختصاصي طب العيون.
"في 25 نيسان 2022 راجعنا مستشفى سنجار العام لأن حرارة طفلنا كانت مرتفعة، لكننا انتظرنا ساعة ونصف ولم يأت الطبيب، لذا اضطررنا لشراء بعض الأدوية خارج المستشفى وعدنا أدراجنا"، هذا ما قاله سيروان قولو، الساكن في قرية سولاغ –تبعد خمسة كيلومترات عن مركز قضاء سنجار.
يضطر مواطنو سنجار للتوجه الى المستشفيات الحكومية بمحافظة دهوك –تبعد 200 كم- أو الموصل –تبعد أكثر من 125 كم-، لكي يتمكنوا من زيارة أطباء مختصين في بعض الأمراض مثل أمراض القلب، الباطنية والكسور وغيرها.
حصلت حالة واحدة فقط تأخر فيها طبيب يعمل هنا بالتنسيب المؤقت عن الدوام
وقال سيروان لـ(كركوك ناو)، "أتمنى أن أذهب يوماً الى المستشفى وأجد طبيباً هناك، في الحقيقة هناك أطباء وممرضين في ذلك المستشفى لكنهم غير ملتزمين بالدوام ومعظم الناس ليس بمقدورهم زيارة العيادات الأهلية أو المستشفيات في المدن الأخرى بسبب ضعف امكانياتهم المادية".
فضلاً عن نقص الكادر الطبي والأجهزة والمعدات الطبية، يشكو سكان سنجار من عدم التزام منتسبي القطاع الصحي بالدوام.
لكن دلشاد عبدالله، مدير مستشفى سنجار العام، قال لـ(كركوك ناو)، "حصلت حالة واحدة فقط تأخر فيها طبيب يعمل هنا بالتنسيب المؤقت عن الدوام، الأمر الذي أثار حفيظة بعض المواطنين، ما عدا ذلك فإن الجميع ملتزمون بساعات الدوام".
مستشفى سنجار وأغلب المراكز الصحية في سنجار تعرضت للدمار خلال فترة سيطرة داعش من آب 2014 حتى أواخر 2015.
"لا نعاني من مشاكل من حيث المباني والممرضين والأدوية، لكننا نفتقر لأطباء مختصين في مجالات الأشعة والسونار، أمراض القلب والكسور، طلبنا مراراً توفير تلك الاختصاصات لكن دون جدوى"، وأشار دلشاد الى وجود ثلاثة أطباء فقط ف يمركز قضاء سنجار، اثنان منهما بصورة مؤقتة (تنسيب) ويداومان يومين في الاسبوع.
مستشفى سنجار العام بُني عام 1957 ويضم أكثر من 900 ممرض وممرضة وموظف.
توجد مراكز صحية في مناطق سنجار الأخرى. في ناحية سنوني يوجد طبيبان فقط، أحدهما طبيب أطفال والآخر طبيب عيون، في حين لا يتوفر أطباء في المراكز الصحية الواقعة في ناحية القحطانية (تل عزير) والمجمعات السكنية والقرى، ويشرف على تلك المراكز ممرضون أو معاونون طبيون، لكن توجد عيادات أهلية في تلك المناطق.
سعيد شمو، عضو تجمع شباب سنجار المستقل ، قال لـ(كركوك ناو) أن القطاع الصحي يعاني من العديد من المشاكل، منها قلة الأطباء وعدم توفر بعض الاختصاصات وكذلك عدم التزام بعض الكوادر الطبية بالدوام، "الأطباء يداومون حسبما يشاؤون، في بعض الأيام يأتون للدوام في الساعة العاشرة صباحاً وأحياناً في الساعة 12 ظهراً، في حين أن الدوام ينتهي في الساعة 2:30 دقيقة بعد الظهر".
وشدد على أن "مدير المستشفى لا يستطيع ممارسة الضغوط على الأطباء للالتزام بالدوام، لأنهم حينها سيطلبون نقلهم الى مناطق أخرى وهو ما سيزيد الطين بلة".
تجمع شباب سنجار المستقل، يضم قرابة 50 شاباً من سنجار، يتولون مهمة متابعة مشاكل المواطنين وإيصالها الى المسؤولين سعياً لمعالجتها.
ويقول شمو أن تصوير سنجار في الاعلام على أنها منطقة غير آمنة كان له أثر سلبي، "جميع الأطباء باتوا يرفضون المجيء الى سنجار بسبب عدم توفر الأطباء، يضطر الأهالي الذهاب الى الموصل أو دهوك".
توجد ثمان قوى عسكرية وأمنية في سنجار، وقد وقعت صدامات مسلحة وتوترات بين بعض تلك القوى في أكثر من مناسبة.
أن بعضهم يأتون يومياً من الموصل أو بعض مناطق محافظة دهوك
موظف في القطاع الصحي بسنجار، طلب عدم الكشف عن اسمه، قال لـ(كركوك ناو)، "يراجع ما لا يقل عن 500 مريض مستشفى سنجار العام في مركز القضاء يومياً، لا نواجه مشاكل من حيث توفر بعض الأجهزة الطبية والأدوية، مشكلتنا الوحيدة هي عدم وجود أطباء مختصين في بعض المجالات".
وعزا ذلك الموظف تأخر بعض الكوادر الطبية عن الدوام الى بعد مناطق سكناهم التي تقع خارج سنجار، بحيث أن بعضهم يأتون يومياً من الموصل أو بعض مناطق محافظة دهوك".
يقع قضاء سنجار على بعد 120 كم غرب الموصل، ادارياً يتبع محافظة نينوى، ويعتبر ضمن المناطق المتنازع عليها بين حكومة اقليم كوردستان و الحكومة الاتحادية، وتقطنه أغلبية ايزيدية. سيطر تنظيم داعش على القضاء في 3 آب 2014 وتعرض الآلاف من الايزيديين للقتل والاختطاف والتهجير، قبل أن تتم استعادة القضاء في 13 تشرين الثاني 2015.