قالت الامم المتحدة في بيان صدر اليوم، الاثنين، 2-5-2022: "نشعر بقلق بالغ إزاء الاشتباكات في سنجار وما لها من عواقب وخيمة على المدنيين".
واندلعت اشتباكات بيت الجيش العراقي، واليبشة، في القضاء، منذ ليل امس الاحد، ما دفع العوائل الى الخروج من مجمعاتهم السكنية والقرى والنواحي التابعة لسنجار، بسبب شدة الاشتباكات بحسب شهود عيان.
هذه الاشتباكات هي الرابعة من نوعها خلال شهر،بداياتها اندلعت في 18 و 19 من شهر نيسان الماضي، حيث حدثت مواجهات واشتباكات مسلحة بعد أن طلبت قوة تابعة للجيش من عناصر آسايش ايزيدخان إخلاء نقطة عسكرية بالقرب من سنوني، وأسفرت المواجهات عن مقتل أحد عناصر اليبشة وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، فضلاً عن إصابة 21 جندي في صفوف الجيش وثلاثة مدنيين.
"ينبغي أن تكون سلامة وأمن الأهالي في صُلب وصدارة الاهتمام"، بحسب بيان الامم المتحدة الذي تلقى كركوك ناو نسخة منه، واشارت فيه الى انهم "عانوا كثيراً في الماضي وهُم يستحقون السلام تحت سلطة الدولة ولا مكان للمفسدين الداخليين والخارجيين في المنطقة".
المئات من العائلات كانوا محاصرين بين الطرفين وهربوا نزوحا الى جبل سنجار
وبعد ساعات على اندلاع الاشتباكات، خرج العشرات من اهالي ناحية الشمال التابع الى قضاء سنجار، بنزوح شبه جماعي الى مدن اقليم كوردستان، لكن الطرق كانت مغلقة بالكامل، وقبل إعداد هذا التقرير بساعة سُمح للعوائل بالعبور والتوجه الى اربيل ودهوك، أي عند الساعة الرابعة عصراً.
وأعلنت مديرية اسايش سيطرات غرب دجلة، السماح للمواطنين الهاربين من الاشتباكات، بفتح ابواب السيطرات امامهم وتسهيل عبورهم الى اقليم كوردستان.
وبحسب متابعات (كركوك ناو)، ان الاشتباكات خلفت قتلى وجرحى واضرار مادية لكن لم تعرف الحصيلة حتى الان بسبب توتر الوضع الامني في القضاء.
وقال مدير ناحية سنوني، خوديدا جوكي، لـ كركوك ناو، ان " هناك قتلى وجرحى في صفوف الجيش العراقي وقوات اليبشة، لكننا مازلنا نتأكد من المعلومات".
مؤكداً، ان " المئات من العائلات كانوا محاصرين بين الطرفين وهربوا نزوحا الى جبل سنجار".
مصدر أمني من شرطة القضاء قال لـ كركوك ناو، ان " عنصر من قوات الجيش العراقي وهو من اهالي سنجار قتل نتيجة الاشتباكات".
هذه الاشتباكات هي الاعنف خلال هذا الشهر، حيث استمرت لساعات طويلة وتم استخدام الاسلحة الثقيلة من قب الجانبين
فيما أكد مصدر امني من الجيش العراقي، ان " عنصرين من الجيش اصيبا بجروح نتيجة لمهاجمة رتل تابع لامر اللواء 72 في الجيش العراقي، من قبل عناصر اليبشة".
مبيناً، ان "المهاجمين كان بنيتهم اعتيال امر اللواء خلال مروره في ناحية الشمال".
في غضون ذلك قال الناشط المدني، خديدا جميل حمو، لـ كركوك ناو، ان " هذه الاشتباكات هي الاعنف خلال هذا الشهر، حيث استمرت لساعات طويلة وتم استخدام الاسلحة الثقيلة من قب الجانبين".
موضحاً ان " الاشتباكات اندلعت في ناحية سنوني ووقرية دوكرى وناحية الشمال، وكانت هناك طائرات عسكرية تحلق في سماء هذه المناطق".
وفي 9 تشرين الاول 2021 ، وقعت بغداد مع حكومة إقليم كوردستان اتفاقا لضمان حفظ الأمن في قضاء سنجار بمحافظة نينوى، من قبل قوات الأمن الاتحادية بالتنسيق مع قوات الإقليم، وإخراج كل الجماعات المسلحة غير القانونية إلى خارج القضاء.
وينص الاتفاق، على إنهاء وجود المنظمات المسلحة وبينها حزب العمال في سنجار، وإلغاء أي دور للكيانات المرتبطة به في المنطقة.
في الاجتماع الأخير الذي جرى في 21 نيسان بإشراف وفد رفيع المستوى من وزارة الدفاع العراقية فشل الجيش العراقي وقوات اليبشة وآسايش ايزيدخان في التوصل لاتفاق بشأن إدارة الوضع الأمني في القضاء.
يقع قضاء سنجار على بعد 120 كم غرب الموصل، ادارياً يتبع محافظة نينوى، ويعتبر ضمن المناطق المتنازع عليها بين حكومة اقليم كوردستان و الحكومة الاتحادية. سيطر تنظيم داعش على القضاء في 3 آب 2014 و تمت استعادته في 13 تشرين الثاني 2015.