كالعادة يتكرر سخط في الشارع الموصلي مع بداية كل شهر.. الحكومة المحلية في نينوى تصدر قبيل انتهاء الشهر بأيام تسعيرة الكهرباء الاهلية فيطفح بعدها "فيس بك" بالمناشير التي تندد وتسخط من التسعيرة التي لا يحتملها غالبية المواطنين. فتغدو هذه المشكلة حديث الشارع الموصلي لعدة أيام.
في المقهى يجلس محفوظ جاسم (65) عام ويشارك من معه الحديث عن أجور الكهرباء الاهلية. يضرب قطعة الدومينو بقوة على منضدة خشبية فتصدر صوتا قويا ثم يردف بنبرة غضب "أسكن وعائلتي في بيت أملكه. لكنه اشبه المستأجر. سأدفع 100 الف دينار عن 5 امبيرات اغذي بها البيت". يتناول قطعة ثانية من الدومينو ويقول "كان الله في عون من يسكن في الايجار".
شيء عن التسعيرة
ارتفاع فواتير الكهرباء الاهلية في كل شهر لا سيما في الأشهر التي تشهد انخفاضا في تجهيز المواطنين بالكهرباء الوطنية. عادة في الصيف والشتاء. فتتراوح بين 18 الف دينار. و10 الاف دينار فيكون مجمل الحساب عن كل 5 امبير وهو اقل ما يمكن أن يسحبه ابسط دار أكثر من 100 الف دينار.
وتعتمد محافظة نينوى نظاما مشتركا مع لجنة "عنيدة" تضم أغلب المولدات الاهلية فتوضع التسعيرة بعد قراءة عدادات ساعات التشغيل للمولدات خلال شهر واحد ولقسمين من المدينة. قسم مخدوم ب"كار" وهي شركة تعنى بجباية أجور الكهرباء من المواطنين على اعتبار مناطقها تخدم بالكهرباء لساعات أطول من غيرها التابعة لمديرية كهرباء نينوى.
التشغيل المستمر بالتزامن مع الكهرباء الوطنية (24 ساعة) بدون استراحة يكون معدل سعر الأمبير (من 8.500 الى 10.000)
يقول سائق التاكسي فتحي الحيالي "انا لم اخدم بكار اسحب 6 امبيرات وادفع في كل شهر اكثر من 100 الف فيما تتراكم في قائمة الكهرباء الوطنية الديون لانني لا استطيع ان ادفعهما كلاهما".
اما إبراهيم جمال فيقول "عادة ما تكون فاتورة الكهرباء الأهلي في شهر نيسان اقل بكثير من الأشهر الأخرى. الكهرباء الوطنية تتحسن كثيرا في هذا الشهر فتقل معها ساعات تشغيل المولدات فتأتي الفاتورة منخفضة قليلا".
وشهدت محافظة نينوى خلال هذا الشهر تحسنا ملحوظا في الخدمة الكهربائية الوطنية حيث وصلت في ذروتها الى 23 ساعة تجهيز في احسن الأحوال وفي ادناها 15 ساعة فيما أصدرت اللجنة المشتركة في ديوان محافظة نينوى تسعيرة تبدأ من نهاية شهر اذار وحتى نهاية نيسان ودونتها كالتالي.
1_ التشغيل المستمر بالتزامن مع الكهرباء الوطنية (24 ساعة) بدون استراحة يكون معدل سعر الأمبير (من 8.500 الى 10.000).
2_ التشغيل المستمر بالتزامن مع الكهرباء الوطنية للفترة من الساعة السادسة صباحا إلى الساعة الثامنة صباحاً ومن الساعة الواحدة بعد الظهر إلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل) وتغير التشغيل بداية شهر رمضان (من الساعة الواحدة بعد الظهر إلى الساعة الخامسة فجراً) ويكون معدل سعر الأمبير (من 7500 الى 8500) دينار.
3_ التشغيل المستمر (24 ساعة) بدون استراحة لمناطق الخدمة والجباية (شركة كار) يكون معدل السعر (من 5000 الى 5500) دينار.
يتوهم الناس بان ارباح المالك باهظة نتيجة هذه التسعيرة لكنه ينسى اننا ندفع ملايين للكاز وملايين أخرى تكاليف تأجير ارض وتكاليف أخرى كالأعطال واجور عمال
ورأى الموصليون بأن التسعيرة هذه مجحفة بحق المواطن لا سيما مع عدد قليل من ساعات التشغيل وبدأت وسائل الاعلام المحلية تستطلع اراء الناس وتوثق غضبهم. فانطلقت اللجنة المركزية باجتماع اخر عقدته لامتصاص غضب الشارع الى تخفيض كل فئة من فئات التشغيل الفي دينار عن كل امبير وهو المبلغ ذاته الذي يطلبه المواطن لأصحاب المولدات عن تسعيرة سابقة قوبلت بالغضب والرفض أيضا. فقررت اللجنة المركزية في وقتها وفي وقت متأخر إعادة مبلغ الفي دينار عن كل امبير ولكل مشترك.
ما الحل؟
لا يتقبل أصحاب المولدات تحكم لجنة المولدات المركزية بتسعير الامبير ولا حتى المشاركة إيجابا لصالح المواطن كما حدث مع رئيس اللجنة السابق "اسوان الحديدي" والذي حظي بقبول في الشارع الموصلي لاطلاعه على الدقيق على عمل المولدات الاهلية. لكن أصحاب المولدات يرون بان تكاليف التشغيل باهظة مع ارتفاع أسعار الوقود وعدم دعم المنتج من قبل الدولة يقابله تكاليف أخرى كأجرة الأرض وغيرها.
ويتراوح سعر البرميل الواحد "الكاز" التي تحتاجه الماكينة لتشغيلها بين 90 و100 الف دينار عراقي.
يقول سمير احمد صاحب مولدة أهلية في الجانب الايسر من الموصل وهو يستأجر ارض تابعة للوقف السني "يتوهم الناس بان ارباح المالك باهظة نتيجة هذه التسعيرة لكنه ينسى اننا ندفع ملايين للكاز وملايين أخرى تكاليف تأجير ارض وتكاليف أخرى كالأعطال واجور عمال".
اما نواب نينوى فيرون من الضروري ان يتم دعم المولدات بالوقود من قبل الدولة حتى ينعكس الدعم على تخفيض كلفة التشغيل والذي بدوره يخفض الأجور.
اذ عقد النائب عن نينوى شيروان الدوبرداني اجتماعا رأسه بمشاركة عدد من النواب في مكتب مجلس النواب في الموصل متعهدين بالبحث عن إجراءات جدية وجذرية لحل هذه المشكلة. فيما يترقب المواطن شهرا اخر علّ المشكلة هذه قد تلاشت اذا صارت الأقوال أفعال.