يتوجب على أهالي ناحية القحطانية (تل عزير) التوجه الى محافظة دهوك لإكمال أية معاملة حكومية، في الوقت الذي تملك فيه مديرَي ناحية وأكثر من إدارتين محليتين.
أحد مدراء الناحية وكافة أعضاء إدارته يقيمون منذ عدة سنوات في محافظة دهوك، أما مدير الناحية الآخر فيتولى مهامه وكالةً "دون أن يتمتع بسلطات".
"رغم وجود إدارتين، لكننا نضطر للذهاب الى دهوك أو الموصل من أجل إكمال معاملاتنا"، يقول فيصل إيزدو ألياس، من سكنة القحطانية (تل عزير) لـ(كركوك ناو).
تستغرق المسافة من ناحية القحطانية جنوب غربي قضاء سنجار الى دهوك أكثر من ثلاث ساعات والى الموصل أكثر من ساعتين بالمركبات.
يؤسفنا أن يضطر أهلنا للسفر ثلاث ساعات من أجل إكمال معاملاتهم
"يكلفنا السفر لإكمال معاملاتنا في دهوك ما لا يقل عن 40 ألف دينار ما عدا المصاريف الأخرى"، حسبما يؤكد فيصل، وهو محاضر عاد الى القحطانية في آب 2021، والذي أشار الى أن الأوضاع المادية لأغلب المواطنين سيئة.
تملك ناحية القحطانية كغيرها من المناطق التابعة لسنجار إدارتين، إحداها مؤقتة متواجدة ف يمركز الناحية و تشكلت في عام 2017 بعد أحداث 16 أكتوبر، في أقاب تأزم العلاقات بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة اقليم كوردستان بسبب استفتاء الاستقلال، والذي أدى الى نزوح القوات المسلحة والمسؤولين الاداريين التابعين للأحزاب الكوردية الى اقليم كوردستان.
لا تحظى هذه الإدارة باعتراف رسمي من اية جهة حكومية أو إدارية في العراق واقليم كوردستان.
الإدارة الأخرى تشكلت بعد انتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي وتتولى مهامها منذ خمس سنوات في محافظة دهوك.
خدر خوديدا رشو، مدير ناحية القحطانية (تل عزير) –الذي يداوم في دهوك- قال لـ(كركوك ناو)، "يؤسفنا أن يضطر أهلنا للسفر ثلاث ساعات من أجل إكمال معاملاتهم"، ويرى بأن تنفيذ بنود اتفاق سنجار سيعالج هذه المشكلة، "لكن الدول الاقليمية تتدخل في شؤون سنجار لذا فإن المشاكل تبقى معلقة دون حل".
يعتبر تشكيل إدارة جديدة في سنجار جزءاً رئيسياً من الاتفاق الذي أبرم بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان في تشرين الأول 2020 لإعادة تنظيم الملف الإداري، الأمني والخدمي في القضاء، لكن أياً من بنود الاتفاق لم ينفذ بعد.
خوديدا حسن، مدير ناحية القحطانية وكالةً –الذي يداوم في مركز الناحية- قال لـ(كركوك ناو)، "لا أملك أية صلاحيات كمدير ناحية وممثل عن الأهالي، رغم أنني خدمت كموظف حكومي 20 عاماً ودرجتي الإدارية في الأساس هي نائب مدير، لكن مهامي الآن تقتصر على استقبال الوفود الدولية وممثلي المنظمات".
وتولى خوديدا مهامه أواخر عام 2020، بعد استقالة جلال خلف الذي اختير مديراً للناحية في عام 2019.
الشخص الذي يتولى مهام مدير الناحية وكالةً لا يملك صلاحيات، ومدير الناحية موجود في دهوك ولم يعد
"لكي أتمكن من تسيير معاملات المواطنين، ينبغي على إدارة سنجار و نينوى أن تمنحني الصلاحيات، لكن ذلك لم يحصل، لذا يضطر المواطنون للتوجه الى دهوك أو الموصل من أجل توقيع"، على حد قول خوديدا حسن.
فضلاً عن وجود مديري ناحية، يتمتع مجلس الادارة الذاتية في سنجار الذي شكلته جهات مقربة من حزب العمال الكوردستاني في عام 2015 لإدارة سنجار، بسلطات في الناحية.
وقال أحد سكان القحطانية، "الشخص الذي يتولى مهام مدير الناحية وكالةً لا يملك صلاحيات، ومدير الناحية موجود في دهوك ولم يعد.... يشكل هذا مشكلة كبيرة للمواطنين، من غير المعقول أن نسافر الى دهوك أو الموصل من أجل معاملة".
لا تزال ناحية القحطانية تعاني من آثار لدمار الذي خلفته حرب داعش ولم يتم إعادة فتح معظم الدوائر الحكومية فيها، لذا تأخرت عودة النازحين اليها حتى تموز 2019، بالرغم من أنها استعيدت منذ عام 2015، ويشكل ايزيديو نينوى نسبة 30 بالمائة من مجموع 664 ألف نازح متواجدين في اقليم كوردستان.
ويقول خدر خوديدا رشو، مدير ناحية القحطانية (في دهوك)، "الشخص الذي يداوم حالياً في مبنى مديرية الناحية، أحد موظفينا وقد كلفناه بالتواجد هناك، لكي لا تفوض الجهات الأخرى أشخاصاً آخرين على هواهم لتولي تلك المهام... لكن يتوجب على سكان القحطانية (تل عزير) مراجعتنا لغرض إكمال معاملاتهم".
الحكومة الاتحادية برئاسة مصطفى الكاظمي تعهدت مؤخراً بتشكيل إدارة جديدة لقضاء سنجار عن طريق تنفيذ بنود اتفاق سنجار، وذلك في اجتماع مع وفد من سنجار.
فهد حامد، قائممقام قضاء سنجار وكالةً –باشر مهامه منذ عام 2017 ويداوم في مركز القضاء-، قال لـ(كركوك ناو)، "يجب أن تعالج إدارة محافظة نينوى أن تحل مشكلة القحطانية بتنصيب مدير جديد للناحية".
ناحية القحطانية (تل عزير) غربي نينوى، من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة اقليم كوردستان، كغيرها من مناطق الايزيديين التي تعرضت لهجوم تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام –داعش" في آب 2014.