لازالت العبوات الناسفة والمتفجرات التي خلفها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش"، تعتبر مصدر قلق للسكان المحليين في اطراف كركوك وتحديدا قضاء الحويجة ونواحيها.
غالبية الاضرار التي تقع على الرعاة من الذين يقطعون المناطق ذهابا وايابا سلسلة حروب ومعارك مرت على العراق وكركوك ومكوناتها كانت جزء من رحى الحرب وآخرها وقساها حرب العراق مع "داعش".
التظيم وزع الاراضي باللغام والمتفجرات والضحية المواطن هذا قطع ساقه اوبترت كلتاهما ذام فقر عائلة بأكلها بسبب لغم ارضي او عبوة ناسفة زرعها.
"داعش" زرع طول الحد الفاصل بين كركوك ومناطق سيطرته حيث كان يتعمد بزع العبوات لمنع خروج المدنيين من تلك المناطق صوب المناطق الخاضعة للحكومة الاتحادية.
ما يمتعنا ويستهوينا هي عبوات داعش المحلية ونحن نعثر على عدد منها اثناء رحلة البحث ونعرف كيف قام داعش بربطها ونقوم بتفكيكها
ويقول احد سكان قضاء الحويجة ويدعى عبدالله العبيدي لـ ( كركوك ناو )، أن" المتفجرات التي تركها داعش لا زالت تهدد حياة المدنيين وخاصة الرعاة وكان في اخرها قبل عدة ايام عندما قتل الطفل انمارعبد القادر أحمد من مواليد 2014 ".
وانفجرت عبوة ناسفة اثناء الرعي بين قرية العلوية وشالخ عيد التابعة لناحية الرياض بقضاء الحويجة(55كم جنوب غربي كركوك).
"ما يمتعنا ويستهوينا هي عبوات داعش المحلية ونحن نعثر على عدد منها اثناء رحلة البحث ونعرف كيف قام داعش بربطها ونقوم بتفكيكها ونعرف العبوات الخاملة من تلك التي تكون جاهزة للانفجار وفي غالب الاحيان حين نعثر على متفجرات نتصل بالشرطة والاجهزة الامنية لرفعها"، يقول عبدالله العبيدي.
من جهته يقول عضو مجلس قضاء الحويجة المحلي السابق أحمد خورشيد لـ ( كركوك ناو )، إن "قضاء الحويجة يعتبر آخر معاقل داعش في العراق والتي تم تحريرها من قبل القوات العراقية وخلف هذا التنظيم الارهابي مواقع ومساحات مليئة بالعبوات الناسفة التي تقتل العشرات من المدنيين".
وأكد خورشيد، أن" هناك مساحات بحاجة لتطهيرها لمنع انفجارها على الرعاة والعائدين الى المناطق المحررة في نواحي قضاء الحويجة".
عشرات المقذوفات تم رفعها
ويقول مدير الدفاع المدني في كركوك العميد صالح محمد علي لـ ( كركوك ناو)، أن" مديرية الدفاع عالجت الاف المقذوفات من مخلفات داعش الارهابي وخلال العام الحالي تمكنا من رفع ومعاجلة 306 مقذوف عبر تنفيذ 13 واجب وهذا الامر يساهم بتقليل المتفجرات في مناطق مختلفة من كركوك".
ويجلس عبدالله حامد مع معاق آخر يدعى أزهر قاسم أمام مركز المعاقين في كركوك لإتمام علاجه الطبيعي بشكل دوري في مركز تأهيل المعاقين الصفة المشتركة لهما هو العوق ولكن لكل واحد منهما قصة تختلف عن الآخر ولكن الحروب العبثية التي لم يجني منها العراق سوى العوق لشبابه ودفع مستحقات الحروب لدول تضررت بسبب تلك الحروب.
١٣ الف معاق في كركوك
كركوك مثلها مثل باقي المحافظات أخذت نصيبها من الألغام التي لم تكن ذات مستوى عال مثل باقي ميل المحافظات المحادة للحدود العراقية الإيرانية مثل واسط وديالى والبصرة وميسان ومحافظات أخرى في اقليم كردستان العراق وغيرها من المدن التي زرع فيها الكثير من الألغام لاستهداف جيوش الطرفين ولكن البوصلة تحركت هذه المرة الى محافظات كركوك ونينوى وديالى والأنبار وصلاح الدين
وكشف تقريرٌ لمنظمة (هيومانتي آند انكلوشن) الدولية المعنية بتوفير السلامة للمتضررينَ في العالم، بان هناك ثمانية ملايين وخمسَمئةِ الف عراقي يعيشونَ وسط أماكنَ مميتة خطرة تضم مخلفاتٍ حربية متفجرة وعبوات ناسفة.
وقالت المنظمة الدولية في تقرير لها: إن كُلفَ إزالةِ الألغام من بعض المناطق خصوصا التي تحتوي انقاضا مثل الموصل؛ تعادلُ ستة اضعاف كلفةِ إزالة الألغام من مناطقَ مستوية، مبينة ان هذا الامر يتطلب من العراق توفيرُ نحو مئةٍ وثمانينَ مليون دولار سنويا بضمنها خمسونَ مليون دولار للموصل فقط.
المعاقين في كركوك ينقسمون الى اقسام منهم من عوقه بسبب الحرب العراقية الايرانية ومن كان عوقه بسبب حرب الخليج و دخول الكويت
ويروي حامد وهو من مواليد عام 1964 قصته لـ( كركوك ناو)، إنه " كان احد الجنود الذين شاركوا في الحرب العراقية الايرانية حيث يتذكر جيدا مشاركته في العديد من الجبهات العسكرية الا ان معركة نهر جاسم في جنوب العراق بين الجيش العراقي والايراني كانت الحد الفاصل حيث يتذكر كيف سقط غالبية الجنود الذي كانوا معه الا أنه قدره كان أن تنفجر عليه لغم مضاد للدروع وتفصل ساقيه عن باقي جسده ومنذ ذلك اليوم لازال حامد تيلقى التمارين بين فترة واخرى في مركز تأهيل المعاقين في كركوك".
ويضيف أن" المعاقين في كركوك ينقسمون الى اقسام منهم من عوقه بسبب الحرب العراقية الايرانية ومن كان عوقه بسبب حرب الخليج و دخول الكويت وكذلك من يعاني من العوق الولادي ونحن نعاني من قلة الدعم المالي والرعاية الحكومية ونقوم بين فترة وأخرى بالمشاركة في فعاليات تقام في مركز كركوك للمعاقين الذي يوفر لنا رعاية بسيطة مع بعض الامور التي تخص المعاق".
والى جانبه يجلس معاق آخر يشاطره المعاناة آزهر قاسم العزاوي ولكن قصته تختلف واصابته كذلك ولكنه يشاطر زميله في فقدان احد ساقيه حيث يروي لـ( كركوك ناو )، قصته إن" تنظيم داعش سيطر على قضاء الحويجة عام 2014 ومنع خروج المدنيين من المناطق التي سيطر عليها ولكون عائلته من المنتسبين والموظفين.
الحكوميين قرر ترك منزله في قضاء الحويجة والرحيل باتجاه كركوك ولقطع الطريق كان داعش يعرف الطرق النيسمية التي نسير فيها ويزرع العبوات الناسفة لمنع خروجنا وفي شباط من عام 2015 انفجرت علينا عبوة ناسفة بين ناحية الرياض وجبال حمرين وتسبب عنها مقتل ثلاثة من افراد اسرتي وبتر ساقي ونجاة ثلاثة أشخاص كانوا برفقتنا حيث تم رفن الشهداء في العراء وتم نقلي الى القطاعات العسكرية ومنها الى مستشفيات كركوك وتم انقاذ حياتي وانا الان اتقلى العلاج بين فترة واخرى في مركز تأهيل المعاقين في كركوك".
وأكد أن" المناطق المحررة في اطراف كركوك لازالت تحتاج الى عمل كبير في تنظيفها ورفع المخلفات التي تركها تنظيم داعش الارهابي والمعارك العسكرية وان المنطقة لازالت تشكل خطر حقيقي على الأهالي وخاصة وان القوات الامنية تعثر يوميا على العشرات من المتفجرات التابعة للتنظيم والتي تركها وزرعها في اطراف قضاء الحويجة والمناطق الاخرى".
المركز يقدم الرعاية لهذه الشرائح ويساعدهم بصورة كبيرة من توفير علاجات وكذلك مواد خاصة بالمعاقين
وأشار إلى أن " هذه المناطق سجلت اكثر من 15 حالة وفاة بسبب هذه التفجيرات بعد عمليات التحرير التي نفذتها القوات الامنية".
من جهته قال مدير مركز تأهيل المعاقين في كركوك كاظم علي لـ( كركوك ناو)،إن" محافظة كركوك لديها ما يقارب 13 الف معاق وهذه الاعداد مرتبة بنوع الاعاقة فمنهم معاقين بسبب الحروب او بسبب التفجيرات او عوق ولادي".
وأضاف أن"المركز يقدم الرعاية لهذه الشرائح ويساعدهم بصورة كبيرة من توفير علاجات وكذلك مواد خاصة بالمعاقين مثل الكراسي المتحركة والمساند الطبية والعلاجات وتوفير التمارين الصحية لمن يحتاجها منهم".