لا تزال محطات تعبئة الوقود في كركوك تشهد ازدحاماً بسبب استمرار أزمة البنزين منذ ما يقارب الشهر، وعلى الرغم من التجمعات الاحتجاجية لسواق المركبات وسلسلة القرارات والتوصيات التي أثمرت عنها اجتماعات الجهات المعنية في إدارة محافظة كركوك.
حسب متابعات (كركوك ناو)، يضطر سواق المركبات للوقوف في طوابير الانتظار ما لا يقل عن ساعتين، في ظل درجات حرارة مرتفعة تتجاوز 42 درجة مئوية.
بشار جهاد، سائق مركبة في كركوك يقول بأنه يحصل على 50 لتر من البنزين الحكومي كل اسبوع، وهي كمية غير كافية "نضطر لتشغيل مكيفات الهواء باستمرار بسبب ارتفاع درجات الحرارة ما يؤدي الى استهلاك كمية أكبر من الوقود"، بحسب ما اوضحه لـ(كركوك ناو).
التجمع الاحتجاجي الأخير نظم يوم الخميس، 23 حزيران، حيث طالب فيه سواق المركبات بتقليص مدة تجهيز المركبات بمنتوج البنزين الحكومي الى خمسة ايام بدلاً من اسبوع أو ثمانية ايام.
فيديو: 23 حزيران 2022/ تجمع احتجاجي لسواق المركبات في كركوك ضد أزمة البنزين تصوير: كاروان الصالحي
كل مركبة خصوصية في محافظة كركوك كانت تزود بـ50 لتر من البنزين الحكومي كل ثمانية ايام بسعر 450 دينار للتر الواحد، أما سيارات الأجرة فكانت تُزود في نفس المدة بـ120 لتر، ومركبات الحمل فتزود بـ80 لتر بنفس السعر.
فرع كركوك لشركة توزيع المنتوجات النفطية أصدر بياناً يوم الجمعة، 24 حزيران، ضم سلسلة قرارات جديدة تم بموجبها تقليص مدة تجهيز المركبات بمنتوج البنزين الى خمسة ايام بدلاً من ثمانية ايام ابتداءً من يوم السبت الموافق 25/6/2022، بحيث تجهز المركبات الخصوصية بـ (50) لتر كل خمسة ايام، أي ما يعادل (300) لتر شهرياً، في حين تجهز مركبات الحمل بكمية (35) لتر بواقع مرتين، اي بمجموع (70) لتر كل خمسة ايام، أما مركبات الأجرة فتجهز بكمية (35) لتر بواقع ثلاثة مرات، اي بمجموع (105) لتر كل خمسة ايام.
سيتم من الآن فصاعداً العمل بنظام القارئ الالكتروني (الباركود) لكوبونات البنزين، بحيث تُسجل كل مركبة في نظام موحد للبيانات
محافظ كركوك بالوكالة، راكان سعيد الجبوري، قال في مقابلة مع (كركوك ناو) بأن أحد الحلول لأزمة البنزين تتمثل بزيادة حصة المركبات بنسبة 30 بالمائة مقارنة بالشهر السابق، وطالب وزارة النفط بزيادة حصة كركوك من الوقود الى حوالي 300 ألف لتر لإدامة هذا الإجراء.
عمر صالح، مدير فرع كركوك لشركة توزيع المنتوجات النفطية قال في تصريح سابق لـ(كركوك ناو) أنه سيتم من الآن فصاعداً العمل بنظام القارئ الالكتروني (الباركود) لكوبونات البنزين، بحيث تُسجل كل مركبة في نظام موحد للبيانات، لمنع تزود أي مركبة بالبنزين من محطتي تعبئة مختلفتين أكثر من مرة خلال الفترة المحددة.
وتم تخصيص ثلاث محطات تعبئة في كركوك تزود الوافدين من محافظات أخرى أو الذين ليست لديهم كوبونات بالوقود بسعر 1000 دينار للتر الواحد، لكن هذه المحطات تشهد طوابير انتظار طويلة.
تُصدر كوبونات البنزين وفق عدة شروط وتعليمات، حيث يجب أن تكون المركبة مسجلة باسم صاحبها، أو جلب توكيل مصدق لمن ليست مسجلة باسمه، ولا يتم العمل بالتوكيلات المصدرة من محافظات اقليم كوردستان. وأيضاً جلب صورة للمركبة يظهر لوحة التسجيل بوضوح مع فتح غطاء محرك المركبة الأمامي. ويتوجب على سائق المركبة التواجد مع مركبته أمام محطة الوقود التي توزع فيها الكوبونات وأن لا تكون بطاقة التسجيل السنوي للمركبة (السنوية) نافذة.
كركوك/ نيسان 2022/ تجمع عدد من سواق المركبات لإكمال معاملات استلام كوبون تعبئة البنزين تصوير: كاروان الصالحي
"في السابق كانوا على الأقل يساعدون النساء لكي يعبئن سياراتهن دون الحاجة للانتظار في الطوابير، لكن وفق الاجراءات الجديدة لشركة توزيع المنتوجات النفطية، يجب أن تكون المركبة مسجلة باسم السائقة لكي يُسمح لها بالتزود بالوقود"، هذا ما قالته شهلاء علي لـ(كركوك ناو)، وتبين شهلاء بأنها موظفة ولا تستطيع الانتظار في الطوابير بسبب عملها والأعباء المنزلية الملقاة على عاتقها.
اللجنة الأمنية العليا في محافظة كركوك حصلت منتصف هذا الشهر على موافقة وزارة النفط العراقية لتثبيت التغييرات المقترحة في آلية توزيع البنزين، بحيث تجهز كل مركبة خصوصية بـ50 لتر من البنزين كل خمسة ايام، كما خصصت ثلاث محطات تعبئة لتوزيع البنزين بدون كوبون بسعر 900 دينار للتر الواحد.
مصدر مطّلع بشأن ملف البنزين قال لـ(كركوك ناو)، "المشكلة لا تقع على عاتق الحكومة لوحدها، المواطنون جزء من المشكلة، بالرغم من تبليغهم باستمرار، يمتنع بعضهم عن استلام كوبونات البنزين ويضطرون حينها لشراء البنزين التجاري (سعر اللتر الواحد 1200 دينار) ويُحرمون من البنزين الحكومي".
توجد في كركوك 27 محطة تعبئة حكومية و68 محطة أهلية توزع البنزين بنظام الكوبون بسعر 450 دينار للتر الواحد، ثلاث من هذه المحطات يباع فيها البنزين الحكومي بسعر التجاري بواقع 1000 دينار دون كوبون.
محطات التعبئة داخل المدينة تعمل حتى الساعة 12 ليلاً، فيما تعمل ثلاث محطات تعبئة، هي كل من الأندلس، البلدية وبابا كوركور على مدار الساعة، أما محطات التعبئة في الأقضية والنواحي فتوزع البنزين لغاية الساعة 8 مساءً.
النائب عن محافظة كركوك في البرلمان العراقي كيلان قادر قال لـ(كركوك ناو) بأن هذه ليست المرة الأولى التي تنشأ فيها ازمة بنزين، مشيراً الى أن السبب ليس فقط قلة حصة كركوك من البنزين، بل هناك اسباب أخرى منها إلغاء توزيع البنزين المحسن، وأكد بأنه سيسعى مع النواب الآخرين وإدارة المحافظة لإيجاد حل نهائي للأزمة.
فيديو.. تصريح النائب كيلان قادر لـ كركوك ناو حول ازمة البنزين تصوير: علي العزي
تُزوّد محافظة كركوك التي يقدر عدد سكانها بأكثر من مليون و 700 ألف شخص الى مليون و500 ألف لتر من البنزين الحكومي يومياً.
وقال راكان الجبوري بأن إدارة كركوك حاولت الاعتماد على حلول واقعية من أجل مواجهة أزمة البنزين، التي من اسبابها اختلاف سعر البنزين بين كركوك ومحافظات اقليم كوردستان، حيث يصل الفارق الى 60 بالمائة، لذا إن لم تدعم وزارة النفط المحافظة من حيث توفير كميات أكبر من الوقود، ستبقى المشكلة قائمة في كركوك.
سعر اللتر الواحد من البنزين العادي (نورمال) في اقليم كوردستان 1200 دينار، نتيجة لذلك يلجأ بعض سواق المركبات لتعبئة مركباتهم بالوقود في المناطق المحاذية لمحافظات الاقليم.
